أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج كبير














المزيد.....

الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج كبير


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 02:30
المحور: الادب والفن
    


الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج كبير
كان كيسلوفسكي قد اتم انتج هذا الفيلم في عام 1982،ولكن خضوعه لمعطيات وعناصر القانون البولندي كان قد أوقف اطلاقه حتى عام 1987...فكيسلوفسكي تعمد الاسقاط السياسي في كل جزئية من جزئيات هذا الفيلم...
فاتحة الفيلم تكون لوجه رجل يحتل كل الشاشة وهو يصرخ ثم يدخل كيسلوفسكي إلى أعماق فمه..أي إلى أعماق الظلام...في هذا الفيلم،وضمن بعض الاستثناءات الذي يعتبر الفيلم الأول الحقيقي لهذا المخرج،نشعر بشاعرية مخرج كبير ونلتمس الاسلوب الذي هو نفس الاسلوب الذي عالج فيه الثلاثية والخطايا...
إذا فيلم الصدف العمياء هو أول تحقيق لمخرج كبير الذي لو اسعفه الوقت قليلا لاصبح في مصاف عظماء السينما بجانب كل من بيرغمان وأنتونيوني،وهذه الجملة قد تضع حلا حول اشكالية مكانة كيسلوفسكي السينمائية...
الموضوع في بدايته سوف يكون غامضا،فنحن نرى مشاهد لا نفهم منها أي شيء على شاكلة :
صبي سوف يسافر..رجل يقبل زوجته وضحايا من جرحى وقتلى في مستشفى ولكن القصة سرعان ما سوف تتضح حتى في كناياتها...
فيتك طالب في كلية الطب وهناك طالبة في المستشفى معجبة به وهي تهرب من المشرحة لأن موضوع التشريح هو معلمتها في المدرسة الابتدائية التي كانت تبغضها.
ياختصار والد فيتك يموت،تاركا جرحا في حياة فيتك لأنه لم يكن مضطرا أبدا لأن يكمل الطب كما أن والده لا يرغب برؤيته ولن يراه فيتك أصلا...
لسبب ما يرغب فيتك بالسفر إلى وارسو ويلحق بالقطار في اللحظة الأخيرة...
مشهد القطار هو مشهد مهم في الفيلم،لأنه سيكون بداية لتصور كيسلوفسكي عن ثلاثة قدار مختلفة لهذا البطل تتشابه في شيء واحد أو شيئان على الأرجح...
الشيء الأول هو الاسقاط السياسي،بحيث من الممكن اعتبار القصة الأولى سياسية محضة،والثانية سياسية مع كناية شخصية والثالثة شخصية مع كناية سياسية...
أما الشيء الثاني التي تشترك فيه هذه الأقدار الثلاث بأنها كئيبة مظلمة وبالتالي سوف نفهم لماذا فيتك كان يصرخ مع بداية الفيلم،وتقريبا يتعمد كيسلوفسكي أن يكون متقشفا في الحوار كما أنه يعتمد على المشهد الصامت سوى من أصوات الممثليين،وفي بعض المشاهد التي تخلو من الحوار يستخدم موسيقى تصويرية لخلفية المشهد.
يجد فيتك نفسه متورطا مع حزب سياسي شيوعي ضد الحكومة ويلتقي بحبيبته الاولى (شوشكا)
لا يوجد شيء مهم نقوله عن هذه القصة سوى أن نقول بأن كيسلوفسكي تعمد فيها الاسقاط السياسي دون أن يوضح أو يضع أي رؤية مختلقا أحداث لها علاقة بالسياسة وهذا الاسقاط بحد ذاته .
مواضيع شبيهة بالشاب الثائر المنشق الذي لا يستطيع التعبير عن نفسه،والكتب الممنوعة والمنشورات المحظورة والشيء الواضح أن كيسلوفسكي يتحدث عن ماضي أسود أليم مر فيه بلده الحبيب بولندا...
لنتأمل في الحوار التالي الذي يقوله آدم الذي سوف يخون فيتك في النهاية:
محاكم التفتيش ارتكبت أخطاءا أكبر من ذلك...الايمان بالرب أدى إلى مذابح عظيمة إلى أن أعلن يوحنا الثالث والعشرين ميلاد الكنيسة الجديدة...
وكشيء يتحدث عن وضع اجتماعي سائد-ربما- في أوروبا نتعرف على ماضي شوشكا التي تتحدث عن اغتصاب لها وثلاثة عمليات اجهاض احدها كان بسبب الحب ومرتين بسبب نزوة..
إذا..إذا كان الاسقاط السياسي موجود فيلم،وربما هو المقصود من هذا الفيلم برمته لأن البعض تحدث وقال بأن كيسلوفسكي لا يتحدث عن ماضي بقدر ما هو يحاول التنبؤ بمستقبل بولندا التي يحكمها الشيوعيين الآن...
نهاية القصة أن العمال البولنديين يعلنون الاضراب وبالتالي يفشل فيتك في اللحاق بالطائرة المتجهه إلى باريس
يعود بنا كيسلوفسكي إلى مشهد فيتك وهو يجاول اللجاق بالقطار،ولكن أقداره تقوده إلى أن يبقى في (لودز) ويُحكم عليه بالسجن لمدة شهر بسبب مشاجرة مع شرطي....
وأقدار هذا الرجل،خاصة عندما يكون كيسلوفسكي هو المخرج،سوف تقوده إلى السياسة طبعا،لأنه سيتعرف على هنريك الشاب المنشق وهنا سيتعرف على صديق قديم له وأخته (فيرا).
فيرا يهودية متزوجة من رجل اعجبت به في الحال في الجامعة عندما هتف ضد اليهود...
هذا شيء متوقع من كيسلوفسكي...من شخص ملحد أولا ويهودي ثانيا وأوروبي ثالثا
يتحول فيتك إلى الكاثوليكية،وربما يناقش مخرجنا موضوع الايمان عند فيتك،والايمان عند كيسلوفسكي عرضي وجزئي وليس موضوع أساسي للنقاش كما هو أحيانا عند بيرغمان...
يطلب فيتك أن يُعمد...يسأله:لماذا تريد أن تعمد؟
كي يكون لي هدف في الحياة....ولكن يجب أن يكون لديك الايمان
إني أمتلك شيئا يشبه الايمان...إني أتحدث يصوت عال وإني أكشف عن معاناتي...
النهاية لن تكون سعيدة أيضا لأنه لن يستطيع الطيران إلى باريس بسبب إضراب العمال.
في القدر الثالث الأمور تبدو بأنها جيدة،وفيتك سوف ينعم بحياة سعيدة...سوف يتابع مسيرته في الجامعة ويحصل على الدكتوراة وزوجة محبة وطفل،وبالنسبة للسياسة يقرر أن يبقى محايدا (ليس مع...أو ضد) حتى بأنه سيكون محايدا مع الرب لأنه في هذه الجزئية لا يؤمن به أصلا...
كل الأحداث التي تبدو سعيدة في حياة هذا الشخص تقرر أن تكون نهاية هذه الجزئية هي أفظع النهايات.
أسلوب كيسلوفسكي قد تطور فعليا ونلاحظ هذا من خلال هذا الفيلم،ولكن كيسلوفسكي ظل مهتما بالأمور السياسية وهي بالأساس موضوع اهتمامه بالسينما...عندما تعود هذه السينما إلى أصولها البدائية سوف تكون عبارة عن لغة نحاول أن نوصل من خلالها فكرة أو موضوعا معينا،والغموض الذي لاحقه بعد أحداث الفيلم وتعمد كيسلوفسكي عدم الترتيب في السرد كشف عن مخرج كبير وفي نفس الوقت لم يوصل الفيلم إلى شيء يدعى بأفلام الدعاية.
وغموض الموضوع كان يخص الهاجس السياسي للمخرج مما جعل الفيلم قصديا أحيانا وفي بعض الاحيان مملا وطويلا وأكسبنا أيضا وفي بعض الأحيان صفة عدم الاهتمام بتحليل هذا الغموض،ولكن هذا الفيلم يبقى بالرغم من كل شيء أقوى من كل سابقيه وفيه نزعة قوية لسمات مخرج كبير.
بلال سمير الصدّر 15/11/2012



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...
- الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي ...
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
- اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض ...
- سينما براديسو1990(جوسبي تورانتوري): حكاية افضل فيلم يتحدث عن ...
- الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجت ...
- المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما ...
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج كبير