وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 00:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
سياسات البلاط و نوري السعيد
إن السياسات التي جرى بلورتها وإطلاقها خلال حكومات نوري السعيد هي التي حددت المسار الذي اتبعه العراق في السنوات الأخيرة . لقد هيأت الأرضية لبرنامج الاعمار ولعضوية العراق في حلف بغداد , ولسياسة داخلية أبوية حازمة تستند على الاعتقاد بأنه فقط عندما يكون استثمار نفط العراق قد أدى إلى تحّول في الأوضاع المعيشية وتوفير الفرص الاقتصادية للشعب سيكون بالإمكان منح حريات سياسية أكبر وتطور بنية سياسية أكثر حداثة لاستبدال نظام الحكم الإقطاعي الحالي المستند إلى حد كبير على العشائر والجيش ونظام ملكي قوي . هذا هو المفهوم الأساسي الذي يتبناه البلاط ونوري السعيد وغالبية من السياسيين الناشطين وكبار المسؤولين , وربما نسبة كبيرة من المتعلمين من الجيل الأكبر سناً . ومع ذلك , فإن فترات حكم نوري السعيد ليست طويلة في العادة ( كانت الحكومة التي استمرت ثلاث سنوات تقريباً تمثل استثناء ) , لأن ولي العهد ( الوصي ) لم يكن يؤمن بالاحتفاظ برجل في المنصب لفترة أطول مما يتطلبه وضع معين. إن الهدف السياسي للبلاط هو في الواقع الحفاظ على موقع ونفوذ العائلة المالكة الهاشمية وضمان أن تعتمد الحكومات على نيل حظوتها بدلاً من اعتمادها على البرلمان أو على الأحزاب السياسية . وبالتالي يتم اجراء التغييرات على نحو منتظم من أجل ضمان ألا تملك أية مجموعة احتكاراً للسلطة ويمكن أن تبني فيه امتيازات البلاط إليها . ويثير هذا الوضع , بهذا القدر أو ذاك استياء معظم السياسيين المحترفين . وأولئك الذين يقبلون هذا الوضع ويتعاونون مع البلاط , أي الغالبية , يشكلون المجموعات التي تتشكل منها الحكومات . أما الذين لا يقبلون به , فإنهم يشكلون المعارضة . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟