أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد ايت الحاج - العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان














المزيد.....

العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان


محمد ايت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 18:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان

...تعد ظاهرة العنف من بين الظواهر البارزة في مجتمعنا المعاصر ، و تشكل أهم سماته و مميزاته التي يمتاز بها هذا العصر عن غيره، و هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها بأي شكل من الأشكال لأنها ظاهرة تاريخية تميز بها مسار الإنسان ، مما يجعلنا نقول بأن العنف غريزية في هذا الحيوان الإجتماعي و البيوثفافي الذي يبحث دائما عن الآليات التي يطور بها ممارسته العدوانية ، و الحروب و الثورات التي يشهدها العالم تؤكد ذلك.
و المتتبع لمسار التاريخ البشري سوف يرى بأن العنف كان و سيلة و لا يزال من بين أكبر الوسائل التي يعتمدها الإنسان بهدف بسط قوته و سلطته ، سواء كان هذا العنف رمزي أو جسدي ، فالعنف يتجسد في السلوكات العدوانية التي تمتاز بها الطبيعة البشرية و يتجلى هذا من خلال تصرفاته العدوانية مند أن كان في حالة الطبيعة أو في حالة الثقافة فالأمر سيانا ، مما يؤكد أن العنف غريزي و فطري في الإنسان ، لكن هذا العنف تطور مع تطوره ، فعنف العصر المعاصر ليس هو العنف في القرون الوسطى أو في العصور الحجرية أو عصور ما قبل التاريخ ، العنف اليوم اتخد أشكال متعددة و متنوعة و كذا تعددة و سائله و آلياته . و قد سهم التطور التقني و العلمي الذي شهده العصر المعاصر في تطور أشكال الممارسة العدوانية في المجتمع .
مما يجعلنا نقول بأن تاريخ المجتمعات البشرية ما هو إلا تاريخ صراع ، أي صراع الطبقات الإجتماعية صراع قوى الإنتاج حول الموارد ، و المجتمع كما تعلمون هو مجتمع الطبقات الإجتماعية و هذا التقسيم يساهم في نشوب العنف و الصراع ، لكن كيف يتولد الصراع في التاريخ و ما أشكاله؟؟ هل يمكن الإقرار بمشروعية العنف ؟
يلعب العنف دور بارز في التاريخ البشري لانه دائما مرتبط بالتطور الإقتصادي ، لأن كل عنف سياسي يقوم أصلا على و ظيفة إقتصادية ذات طبيعة إجتماعية ، لذا نجد العنف يشكل أحد الأدوات التي يعتمدها الإنسان في الجانب الإقتصادي و السياسي كما أشار الى ذلك الفيلسوف انجلز في طرحه ، الذي يبين بأن العنف لعب دورا أساسي و مهما في تطور الحضارات و الشعوب ،
فعلا سهم في تطور الشعوب، لكن على حساب شعوب أخرى و هذا عنف اللامشروع في غالبية الأحيال و هو عنف قد يجسد العدوانية التي تتسم بها سلوكات و تصرفات الإنسان ، انه عنف يتعارض مع النزعة الإنسانية التي تدعوا الى المساواة و الحق و العدالة و الخير و ما الى ذلك ، في عصرنا المعاصر ، فعلا هناك تعارض مع المسألة الإنسانية و العنف ، و هذا يجرنا الى عرض طرح رائع عند إريك فايل الذي يقول اللاعنف هو نقطة الإنطلاق مثلما هو الهدف النهائي للحياة الإنسانية ، و نستنتج من هذا القول بأن النزعة الأنسانة تسعى إلى تحقيق هدف إنساني و هو اللاعنف و هذا ما نحتاج إليه في عصرنا الحالي ، الذي يشكل فيه العنف أحد المشكلات الكبرى التي تواجه الإنسانية ، لأن العنف الذي يتسم به المجتمع يهدد مستقبل الأنسانية جمعاء و الجيل الصاعد ، و هذا يدعونا الى إتخاد التدابير من أجل التخفيف منه لأن الحد منه أمر مستحيل ، لأن الذي يتابع الأحداث التي يشهدها العالم اليوم سوف يرى العنف بكل أشكاله و أنوعه ، و في هذا التحليل سوف أقتصر على تحليل بعض الأحداث التاريخية من اجل تقريب الأذهان من الأفهمام ، مثلا الحروب العالمية الاولى و الثانية هي تجسيد لما قال كارل ماركس صراع المجتمعات الانسانية حول الموارد و الثروات الى غير ذلك ، زد على هذا الصراعات اليوم في المجتمع تكون حول المناشدة للعدالة و الانصاف و المساواة و هنا العنف يتخد شكل ايجابي و سلبي في نفس الوقت ـ الجانب الاول انه و سيلة من اجل تحقيق العدالة و الحق ،يعني ان اصل الحق هو العنف ، لانني في بعض الاحيال مع الطرح الذي يقول لا حق بدون عنف. و الجانب السلبي في العنف هو حصد ارواح الابرياء ، و هنا تأتي مقولات التضحية عند البعض الذي يقولون لا حق و لا عدالة بدون تضحية ، فعلا لا حق و لا ديمقراطية بدون عنف ، و هنا يكتسي العنف مشروعيته من حيث هو أساس الحق و العدالة و الانصاف الخ ، من رحم العنف الذي يشهده التاريخ الانساني خرجت هذه المفاهيم الى الوجود ، و بذلك يكون العنف ظاهرة بيوثقافية متجدرة في الفكر السوسيوثقافي للانسان .
و السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : الا يمكن ان نتصور يوما مجنمعا يدعوا الى ثقافة اللاغنف التي تفضي الى فك الصراعات و النزاعات بشكل حبي و سلمي ؟؟
بقلم : الباحث في علم الاجتماع محمد ايت الحاج .



#محمد_ايت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخلاق و الفرد اشكالية العصر المعاصر
- اي مستقبل للمجتمعات العربية بعد الثورة ؟؟ - مصر و سوريا -
- الديمقراطية في الوطن العربي بين التنظير و التطبيق المغرب نمو ...
- هل العدالة الاجتماعية و الديمقراطية في المغرب مجرد خطاب في ا ...
- ازمة التعليم بالمغرب حلم وواقع


المزيد.....




- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد ايت الحاج - العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان