|
الحكومة التي
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 17:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يحدث اليوم في المغرب مع هذه الحكومة التي على ما يبدو ويظهر جليا وواضحا . أنها حكومة فاشلة تماما في تسيير وتصريف الشأن العام بالطريقة المطلوبة التي يتوخاها المجتمع المغربي. ولهذا السبب بالذات فالفشل واضح والعجز مؤكد . لقد إنسحب حزب الإستقلال من هذه الحكومة التي . بعد انتخاب أمين عام جديد للحزب الذي أدرك أن مشاركة الحزب في هذه المضيرة كانت خطئا فادحا . أما حزب التقدم والإشتراكية - el comunista Hasta que le toca la quiniela - فهو يعرف ويعلم علم اليقين أنه ليس إلا ديكورا مكملا للفلم السياسي المضحك . وما يوضح الأمور بدقة أكثر هو حينما يمتنع الوزير الإستقلالي عن الإمتثال لأمر أمين عام الحزب - الجديد - وهو الأمر الذي امتثل له كل أعضاء الفريق الإستقلالي باستثناء الوزير العاق - الوفا - الذي / بلز / ذات يوم أثناء زيارته كوزير التربية الوطنية لإحدى المؤسسات التربوية الإبتدائية فخاطب تلميذة كانت قد أعادت السنة الأخيرة . بكلام مبلوز تسبب لها في أزمة نفسية خطيرة / أش كديري انت هنا راه باقي خسك غي الراجل / كان هذا السلوك المخجل من طرف وزير للتربية الوطنية - في بلد آخر - بحكومة طبيعية - قمين بإسقاط دولة وليس حكومة فحسب . لكن هذه الحكومة التي . معروفة عند الشعب المغربي بكونها تبلز من حين لآخر . ولسيما والشعب يتفرج على ما يحدث في البرلمان من حين لآخر فيصاب بالدهول لما يسمعه من كلام سوقي لا يناسب أهل السياسة وصانعي القرارات . كما أن الصحافة المغربية تناولت هذه الأمور المحرجة ولسيما حينما نشرت بعنوان عريض على الصفحة الأولى بإحدى الجرائد المعروفة باستقلاليتها كلام السيد الوزير الأول وهو يقول / لما تشوف الحايحة عرف تما الحلوف / . حكومة بهذا الشكل بدلا من حلحلة مشاكل الشعب المزمنة تجدها تتفنن في مجابهة بعضها بلغة لا يفهمها إلا مواليها . البلد يعيش ظروفا دقيقة للغاية . البلد في أمس الحاجة إلى حلول إنقاذ . التسيب والفوضى والإرتباك وأشياء أخرى يعرفها الشعب المغربي جيدا لأنه يعايشها يوميا وعلى عينك يابن عدي . الزعيم الكبير حميد شباط لما خرج أخيرا في مظاهرة حاشدة إضطر متطوعا خلالها إلى استعمال حيوانات من فصيلة الحمير . كان لذلك دلالة صارخة يريد الرجل بها إرسالها كشيفرة رسالة تقول الكثير للشعب المغربي الذي يعاني من سياسة غير جديرة بالإحترام . المغرب دائما عرف برجاله العظام لكنه لم يعد اليوم كذلك . ولسيما حينما تكون هموم رجال الساعة اليوم تنحصر في الكراسي والمناصب وليس في شيء آخر ينتظره الناس . الوطن يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى . للتضحية ونكران الذات وليس لمن همهم الوحيد هو الكرسي . الكرسي نفسه يحتاج اليوم إلى الكفاءة والقدرة على الإبداع للحلول الإقتصادية والإجتماعية والسياسية من أجل بناء مغرب الحداثة بمعنى مغرب اليوم وليس مغرب الأمس . مغرب التقدم والحرية والكرامة . هذا ما يحتاج إليه المغاربة اليوم أكثر من أي وقت آخر أكل عليه الدهر وشرب . السياسة نزل مستواها إلى الحضيض كما نزلت الصحافة أيضا إلى الدرك الأسفل . وصارت تخلط الصحافة بالدين . تماما كما تفعل السياسة بالدين والعكس صحيح أيضا . وأصبحت الخطب الدينية في الشوارع وتنقل عبر مكبر الصوت من المساجد إلى الشوارع وأصبحنا كأننا في يوم الحشر والقيامة . وأصبحت الصحافة تطبل لفقهاء وخطباء معينين يريدون لنا الرجوع إلى العصور المظلمة . ووصل بالبعض حد التحريض على الإرهاب كما فعل علي أنوزلا وكما يفعل الفاشي عطوان وهو يمدح بلادن على فضائية الجزيرة القروسطية . إن ما يحدث في المغرب وفي أماكن أخرى من الوطن العربي يدعونا إلى اتخاذ الحيطة والحذر من الدوامة التي تريد ابتلاعنا وقد أصبحنا نغرق فيها فعلا . أصبح الدين لعبة بامتياز لتجار السياسة الجدد والصحافة والأدب والفكر . لم يعد هناك فوارق تميز هذا الإختصاص عن ذاك . ووسط هذا الصراع الذي يؤسس للفتن والحمق والكراهية . ضاع الإيمان الحقيقي بالمثل العليا والأخلاق الحميدة واختلطت الأوراق بشكل مرعب . على هذه الحكومة أن تذهب إلى حال سبيلها وتأخذ مكانها حكومة رجال يعول عليهم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه . ويجب محاربة الإرهاب الذي ينتشر إنتشار النار في الهشيم وخلق وعي متحرر وبناء إنسان جديد مستعد لمواجهة متغيرات الحياة إنسان يؤمن بالحرية والكرامة وبعيد عن أسلوب الخرافة . إنسان منطقي مع نفسه ومع غيره . وهذا لن يتأتى إلا بحل مشاكل الشغل والتعليم والصحة والتمدرس الحداثي والعدالة الإجتماعية كأولويات المرحلة . وهذا ليس سهلا عند الفعل لكن بالكلام نستطيع أن نأخذه على عواهنه . إنه حلم لكنه ممكن .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هاتف الليل
-
حينما يدافع الفاشي عطوان عن الثورة المصرية بطريقته الخاصة
-
أنت الوطن الذي أحيا من أجله - إلى السيدة المحترمة -
-
بيت الله
-
أوتار الدخان والورد
-
عتمة ما هو موجود
-
من المسؤول عن تشويه العفو الملكي ؟
-
مطر الربيع
-
خدعة الكون
-
مصر والحرب الأهلية
-
شقاء الطيور
-
ثورة الحرية والكرامة
-
فقط نعرف ما لا نعرف .
-
عندما تقوم الديمقراطية بالإنقلاب
-
حتمية الدولة المدنية
-
سياج البخار
-
هذا كل ما في الموت
-
حكومة تعميق الأزمة
-
إنهيار العلامات
-
رجل الثلج
المزيد.....
-
متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس
...
-
مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء
...
-
عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي
...
-
بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر
...
-
أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
-
ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
-
موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب
...
-
مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
-
تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا
...
-
رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|