أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد النعاس - مؤامرة مفضوحة!














المزيد.....

مؤامرة مفضوحة!


محمد النعاس

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 03:14
المحور: كتابات ساخرة
    



استيقظ الحاج بوعجيلة ذات تصبيحة على صوت كرعيه تصطك ركبتيهما تشعلان شرر الروماتيزم، وكان على ولده اللي حاصل فيه أن يقلّه للعيادة، لكن الحويج لا يعلم أنه بهذه الفعلة سيكون ضمن أحد دعامات مؤامرة كونية قد تشعل فتّولة ( أنثى الفتيل) الحرب الأهلية بالبلاد، فاللحويج دكيكين في راس الشارع يشتري منه أحد مقاميقه هو فتحي البوعطني، وقد سُميَ كذلك لأنه يعتبر الموزع الرسمي لمشروب الطاقة الليبي " بوخة"، وقد تعود فتحي أن يشتري قناني المياه " نبع" من الحويج كل تدرديحة صباح تسمح له بذلك، يشرب الاستيكّا بأكملها ليقايض ذلك بساعات يبول فيها بحمام جدّه العربي.

يقولون نوم الكافر عبادة، ولكن نوم البوعطني يعتبر سنم العبادات وقد استيقظ ولم يجد الحاج بوعجيلة بالدكان فتكركب جوّه وتذكر أنّ لا وجود لشيْش كيْ يعبي فيها الشراب واليوم خميس والطلبيات تتزايد، فهو زقعار الشارع وبمجرد انفلات شيطانه يقوم بحرق إطار من إطارات القومّيستي ويلوحه بنص الطريق مستدعياً الكتيبة خاصته والتي يصرف عليها كيلوات امبكبكة كل خميسية ويبزعق على أفرادها مشروب الطاقة الكحولي، ويأتي بصبطانة كلاشنه ملوحاً بها في وجوه السيارات أمراً إياها الرجوع من حيث جاءت، ثم يلعلع بكلمات يخص بها الحكومة والذات الإلهية مازجاً بين السلطة الدينية والدنيوية في تجديفه.

وقد يبدو هذا العرض مجرد وصف لحالة يومية عادية، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أنّ هذا العرض خاصةً هو نتيجة مؤامرة صهيونية ماسونية صليبية شارك فيها الحاج وبوعطني وزقعارة الشارع دون دراية منهم، فالمنظومة الماسونية قد حرمت هذا الوطن من وسائل العلاج الصحيحة ودبرت تفجيرات لسفارات دولها حتى لا يستطيع المواطن الليبي الدخول بتأشيرة لدولها، وإذ كان الحاج دائم الرواح والتنسريف على ألمانيا للعلاج فقد ساءت حالته عندما تسكرت التأشيرة في وجهه وهو لا يحب العلاج في تونس، إذ يراه كمثال أخيه الليبي، واستيقظ عليه الروماتيزم في منتصف عملية البوعطني النوعية والتي أدت إلى تسكير شارع حيوي من مدينة طرابلس، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الأصوات المقموقية المنادية بإسقاط الحكومة الفاسدة، والتي تتعاون مع هذه المؤامرة الماسونية!

وفي ظل الهرج والمرج، قد تشتعل حرب أهلية بمناسبة أنّ الأهلي طرابلس سيلعب ضد نادي الاتحاد في الدوري الليبي البادئ منذ أيام، وهو لم يبدأ ليفرغ بعض هموم الناس في مشاهدة الكرة ولكن لإشعال نار الفتنة بين الأخوة الأشقاء المتحابين، والكل يعلم أنّ السلاح متواجد في الشارع ضمن مشجعي الفريقين، فتخيل مجزرة وسطَ الشارع بسيريات خضراء وحمراء، سيكون المسئول الوحيد هو الاتحاد الليبي لكرة القدم والذي تدعمه الحكومة عن طريق وزارة الشباب والرياضة الإخوانية، وهنا نرى أن الحكومة والإخوان والعلمانيين أيضاً هم جزء من هذه المنظمة الماسونية المؤامرتية!

وحتى الحاج بوعجيلة، لم يكن ليكون إلا ماسونياً إذ أنّ الروماتيزم خاصته قد استيقظ على ركبتيه في وقت حرج تمر به البلاد كلها، وإلا لماذا تمت تسميته بوعجيلة؟ أي من العجلة، ويبدو أن والده أيضاً كان ماسونياً وقد خطط لأن يسمي ابنه بهذا الاسم رمزاً للعجلة في تحطيم هذه البلاد عن طريق مؤامرتهم المكشوفة، حتى البوخة شراب ماسوني، فهي يهودية الأصل، وعندما نعلم أن اليهود هم الآباء المؤسسين للماسونية العالمية سنعلم عندها اللعبة الخسيسة التي يصطنعونها بتدمير المجتمع المسلم المحافظ وزرع بذارهم وسطه منذ عشرات السنين، وهنا تزداد القصة وضوحاً، ولا غرو في أن نكتشف بأن بوعطني نفسه ماسوني قد تفاهم مع الحاج بوعجيلة صديقه على هذه الخطة، تخيل النظرات الصباحية اليومية التي يحاول الاثنان إتقانها، لماذا لا يشتري بوعطني شيش المياه من سوبرماركت أمل الغد والذي قد نصبها معاه منذ زمن، بل إن العركة بينهم كانت ضمن الخطة الماسونية للسيطرة على البلاد!

كاتب هذه الكلمات أيضاً قد يكون ماسونياً بحثاً يحاول أن يضلل الرأي العام عن طريق اتهام أناس آخرين بالماسونية لا ذنب لهم، أيضاً القارئ قد يكون ماسونياً، بل هو ماسوني بالفعل، وإلا ما الذي يجعله يقرأ باهتمام مقال عن الماسونيين؟



#محمد_النعاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة من وجهة نظر بيضة


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد النعاس - مؤامرة مفضوحة!