وداع مبكر . . لحزب مغدور في كهولته

أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 01:34
المحور: الارشيف الماركسي
    

( كيف تعلم خاصرة اليمن . . بعدك ، وتعلم المدنية . . بعد ارتحالك- فالأحلام لها أن تنتهك في القريب ! ! . . .)


وداعا أيها الشيخ الجليل
المقاتل تهتك الازمنة
الراحل دون رحيل
. . حين قد رحل الرفاق
- عضد الظهر – وتركوك وحيدا
في الخندق – وحيدا – تقاوم
مشاريع التهجين للبلد
لتدجين الولد
لإشباع الإناث – حين غفى الرجال
. . عـــــلى بطونهم
وظلت الإناث تسامر الليل . . بحثا عن ونيس
وانت تصارع . . تحمي المداخل
والطعن يأتيك من كل صوب
- تقاوم –
تختلس لحظات من توقف المعركة
تداوي الجروح . . وتطمئن على النائمين
. . من الشعب – كل الشعب –
وتذهب للمعركة الفاصلة
- هم انهكوك لثلث قرن
- وانهكوا من ولدتهم في الصعاب
. . بعيدا عن مستبيحي ذكورة الرجال
. . وولدوك من جراحاتهم
- من نصف قرن –
. . ممن ازهقت ارواحهم
. . من المناضلين
ومن الدماء التي رسمت تضاريس الانتصار
. . عـــلى امتداد البلد
- وداعا
إن قلبي ينفرط عليك
- لم تقوى عليك العائدات
. . فلول ملوك الجزيرة
. . طول الحـدود
. . وأفاعي العصر الماجنة
- امــريكا – حين تبولت عليها
وحين رحل عنك الرفيق
. . ضاقت عليك الحدود
. . وأغلقت المنافذ
- حين اجبرت التعاطي مع معطيات الدروس
وبأولاد قد هجنوا – عند غفولك في المعركة –
كان السيف يسبقك
- السيف الذي كان من خشب –
يسنن الآن عند كل دورة
بأيدي من غطيتهم بجسدك المنهك
. . عند عصف الرياح
. . وصقيع يوليو . . حين جلس على العرش
وابتدأت رحلة التهام الافئدة
- افئدة الضرورة التي خلقتها
. . واخفيتها عن العيون
. . والضــواري
- لم يرحموا أبوتك الحانية
- لم يذكروا ما منحتهم من البطولة
. . والقيم التي تحنوا لها الجباه
- كانت أفعى الغرب الرابضة
. . قد أوغلت في الحلوق
واكثرت سقط السفاح
- حين غفى رجال المظفـــر
. . عن نسائهم -
أينعت في الديار
- بذورهــــا -
وفي جسدك الكهل
. . في روحك المقاومة
ازهرت مناسلهم
وغطت جراحاتك
واجتراحاتك الاخيرة
وانت لم تعد انت
- كسابق كنا نعرفك -
تتناثرك الاعاصير من كل صوب
ومن داخلك امراض تعيث بها الهجائن
تستبيح ما تبقى عنك في الذاكرة
. . وعظام لا تلين
ما تبقى فيك . . من نبض . . رصين
. . يأبى الرحيل
- إنا نقاتلهم من اجلك
. . من اجل بيت حلمت به
. . يحمي الضعاف
. . المتألمين قهرا . . بصمتهم المعهود
- يحمي امثالنا
. . الفاقدين آباء ناضلوا
. . وطمر تاريخهم . . في لوثة العصر المساوم
- يحمي طفولة راجعة
وامال . . لم تنته
- هجائن . . لم تعرف آباءها
لم تعرف حقوق الكهولة – فيما تدعيه عصرا –
لم تعرف سوى الوقوف على جثتك
كما وقفت القبائل على جثة أبي
ولاكوا البطولة الزائفة باسمك
واستحضروا تاريخك تاريخا لهم
- منهم من يغرس مديته في قلبك
. . منهم من يراوح قدوم اللحظة
. . لنيل طلقة الرحمة الاخيرة
. . ومنهم من يدون تاريخا جديدا
. . للهجـــــائن
- باسمك و . . رايتك بلون السماء
اودعك بحزني
. . بكل ما صنعته الوراثة في دمي
وما صنعته في شخصي من نهوض
اودعك . . فبعدك نودع الوطن الجميل
. . الذي سافر في الحلم طويلا
واودع نفسي - حين جئت
. . وحظيت بلمسك
. . كانت الهجائن تتناسل فيك
وتحكم دورتك الدموية
. . فتسد المنافذ
- وداعا
. . ايها الخالق المستحيل
انها دورة الفصــــول
حين تسقط . . التقفك
ولكن تموضعني شهقات حزني
. . في غصة لا تغادر .


الاول من اكتوبر 2013م.

#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات