جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 01:30
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
سبّح بحمده في رمل الصحراء
يشير الثلاثي (سبح) حرفيا الى السباحة و السباحة حقل غني للاستعارة و المجاز في كثير من اللغات خاصة اذا كان الماء يتوفر في مناطقها كما نجد مصطلحات كثيرة سلبية و ايجابية في الالمانية و الانجليزية (my head begins to swim) يبدأ راسي بالسباحة اي بالدوخة و لكن الذي يثير الاستغراب هو ان القرآن يستعمل مشتقات (سبح) بامتياز في اطار ديني رغم ندرة الماء في المناخ الصحراوي. قارن مايلي على سبيل المثال:
كل في فلك يسبحون - الشمس و القمر في سورة الانبياء
السابحات - الملاكة او الخيل في سورة النازعات
سبح بحمد ربك - سورة ق
ليس من الصعب على الذي ينتبه الى العلاقة بين الجغرافية و اللغة ان يكتشف هنا تاثير المسيحية على ايات القرآن. لم تشكو المناطق السريانية المسيحية من شحة الماء ابدا لذا كان التسبيح من التقاليد المسيحية. كلمة (سبحان) و (سبّح) هي من السريانية (شبّح) و (شبحانا) قارن المفردات الدخيلة في القرآن لـ Arthur Jeffry
تحول التسبيح الى التمجيد بالله سبحانه و يمكن التسبيح ايضا بواسطة السبحة الشرقية المشهورة و لا يزال يستعمله الرجل الشرقي التقليدي في المقاهي ثم اختلط او تلوث كما يقول Arne Ambros سبحانه مع تعالى.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟