|
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (8)
إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 14:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (8) =================== بقلم علي سينا ترجمة إبراهيم جركس الجزء الأول من كتاب ((فهم محمد: السيرة السيكولوجية الذاتية لمحمد: بقلم علي سينا 2007-2008)) ۞-;- التقيّة: الكذب المقدّس في الحلقات الماضية، شاهدنا كيف أنّ محمد سمح لرجال بالكذب، حتى ولو سبّوه وشتموه، لينالوا ثقة ضحاياهم كي يسهل اغتيالهم. هناك العديد من القصص والروايات الأخرى عن المسلمين الذين ينخرطون في صداقة مزيّفة مع غير المسلمين، وذلك من أجل قتلهم ما أن ينالوا ثقتهم. في الحديبية، وقّع محمد معاهدة مع المكّيين، واعداً إياهم أن يعيد إليهم كل صغارهم وعبيدهم الذين هربوا وانضمّوا إليه. وقد روى ابن إسحاق رواية أبو بصير، وهو مكّي، الذي ذهب إلى محمد بعد توقيع المعاهدة. وقد أرسل المكّيون رجلين يحملان رسالة ليذكّروه بوعده, شعر محمد بالإحراج ووجد نفسه مضطرّاً لأن يقول لأبو بصير ((يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا)) فهم أبو بصير الإشارة. وعاد مع الرسولين. فابتعدوا حوالي ستّة أميال من المدينة، عندما أوقفوهم رجال كي يرتاحوا. قال أبو بصير ((أرنى أنظر إليه)) عندها أعطاه. أبو بصير استلّ السيف وضربه به حتى قتله. ثمّ عاد إلى محمد وقال ((يا نبيّ اللهِ؛ قد واللهِ أوفى الله ذِمَّتك، قد رددتني إليهم، فأنجاني الله منهم)) لم يعاقب محمد القاتل بل أمره أن يذهب إلى العيص، وهو منطقة شاطئية، على الطريق الذي تمرّ فيه قوافل قريش إلى سوريا وأن يسرق تلك القوافل. كان محمد قد وقّع اتفاقية بألا يقطع الطريق على القوافل القرشيّة، لذا فقد وجد طريقة للتلاعب والالتفاف على المعاهدة. يقول ابن إسحاق: ((وسألت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرحامهما ألا أدخلت أبا بصير وأصحابه فلا حاجة لنا بهم فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير أن يقدم ويقدم أصحابه معه فجاءه الكتاب وهو يموت فجعل يقرأه فمات وهو في يده فقبره أصحابه هناك وصلوا عليه وبنوا على قبره مسجدا وأقبل أصحابه إلى المدينة)) [1] إنّ تاريخ الإسلام مليء وملطّخ بالخيانة والخداع. هؤلاء الرجال كانوا مسلمين وفوق ذلك إنهم كانوا مسؤولية محمد. أمّا ما قام به هو أنه غسل يديه منهم عن طريق إرسالهم إلى مكانٍ آخر لسرقة المكّيين. لقد قبل وحتى أنه شرّع سرقاتهم. وبالرغم من ذلك، يدّعي المسلمون أنّ المكّيين هم الذين خرقوا المعاهدة. والقصة التالية هي مثال آخر أيضاً: عندما نال المكيون كفايتهم، كما هو حال باقي القبائل العربية، من هجمات محمد وجرائمه، اجتمعوا فيما بينهم لمعاقبته. على أية حال، وعلى عكس محمد، التي لم يكن يعلن خططه وتخطيطاته وكان ينصب الكمائن لضحاياه من دون أيّ إنذار، حذّر غير المسلمين خصمهم ليهيئ نفسه للمعركة. وقد منح هذا محمد المزيد من الوقت ليحفر خندق حول المدينة. الجيش المشترك للعرب، الذي يعرف بالأحزاب، عسكر خارج المدينة محاولين إيجاد طريقة لاجتياز الخندق. سألوا بني قريظة لمساعدتهم. كان محمد قلقاً من هذا التحالف. لذا ابتكر خدعة ماكرة لزرع الانشقاق والشكّ بين بنو قريظة والحلفاء. كان هناك رجل يدعى نُعَيم قد تحوّل مؤخّراً إلى الإسلام، على أي حال لم يكن قد أعلن إسلامه بعد. استدعاه محمد وقال له "ما استطعت أن تخذل عنا الناس فخذل، فالحرب خدعة" أمّا التالي فهو بقية القصّة كما رواها ابن إسحاق: (([فعل نعيم ما كان قد أمره به محمد] فذهبت إلى بني قريظة فقلت اكتموا عني قالوا نفعل فقلت إن قريشا وغطفان على الانصراف عن محمد عليه السلام إن أصابوا فرصة انتهزوها وإلا استمروا إلى بلادهم فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهنا قالوا أشرت بالرأي علينا والنصح لنا ثم خرج الى أبي سفيان بن حرب فقال قد جئتك بنصيحة فاكتم عني قال أفعل قال تعلم أن قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد عليه السلام وأرادوا إصلاحه ومراجعته أرسلوا إليه وأنا عندهم إنا سنأخذ من قريش وغطفان سبعين رجلا من أشرافهم نسلمهم إليك تضرب أعناقهم ونكون معك على قريش وغطفان حتى نردهم عنك وترد جناحنا الذي كسرت الى ديارهم يعني بني النضير فإن بعثوا إليكم يسألونكم رهنا فلا تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم ثم أتى غطفان فقال لهم مثل ما قال لقريش وكان رجلا منهم فصدقوه وأرسلت قريظة إلى قريش إنا والله ما نخرج فنقاتل معكم محمدا صلى الله عليه وسلم حتى تعطونا رهنا منكم يكونون عندنا فإنا نتخوف أن تنكشفوا وتدعونا ومحمدا فقال أبو سفيان هذا ما قال نعيم وأرسلوا إلى غطفان ما أرسلوا إلى قريش فقالوا لهم مثل ذلك وقالوا جميعا إنا والله ما نعطيكم رهنا ولكن اخرجوا فقاتلوا يهود نحلف بالتوراة ان الخبر الذي قال نعيم وجعلت قريش وغطفان يقولون الخبر ما قال نعيم ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء وهؤلاء من نصر هؤلاء واختلف أمرهم وتفرقوا فكان نعيم يقول أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في كل وجه وأنا أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سره وكان صحيح الإسلام بعد ذلك)) [2] لقد نجحت الخطّة. عندما طلب الأحزاب بنو قريظة أن ينضمّوا إليهم كي يشنّوا الهجوم، قاموا باختلاق عذر ثمّ طالبوا بأنّ تترك قريش معهم عدداً من رجالهم كرهائن، والذي أكّد أقوال نعيم. عندها خُذِل الأحزاب وتفرقوا وعادوا من دون معركة. هذه الخدعة أنقذت المسلمين من هزيمة محقّقة. وقد احتفظ المسلمون بهذه القصّة كدرس للأجيال القادمة، الذين منذ تلك اللحظة اعتمدوا الخيانة والخداع كاستراتيجية لدعم الجهاد واستمراريته. يأتي المسلمون الملتزمون إلى الغرب ويدّعون بأنهم معتدلين ومتسامحين. إنّهم يقولون أيّ تريده سماعه لكنّهم في السّرّ يخطّطون لتدميرك وإسقاطك. إنهم يبتسمون، ودودن ومحبوبون، حتى أنهم يتظاهرون بأنهم وطنيّون. على أيّة حال، هدفهم الوحيد هو جعل الإسلام سائداً ورؤيته مسيطراً على العالم أجمع. إنهم يتحدّثون كما تريد، لكنهم يشعلون الكاز تحتك. اعتماد الكذب والخداع والنفاق كاستراتيجية في سبيل تقدّم الإسلام يطلق عليه اسم "التقيّة"، أو الخداع المقدّس. وتحت شعار التقية، يسمح للمسلم أن يكذب ويقول أي شيء لذرّ الرّماد في عيون غير المسلمين وخداعهم. أحد أهمّ الأهداف الرئيسية، والتكتيكات الدائمة لهؤلاء الذين يبرعون في التقيّة، هو التلاعب وتهدئة مشاعر الخوف من الخطر والتهديد الإسلامي. والهدف هو خداع الضحايا المحتملة التي لم يتوجّه إليها الجهاد بعد. في كتابه الذي يحمل عنوان ((لا إله إلا الله)) ينخرط ريزا أصلان في هذا الفنّ الإسلامي المخادع، وعندما يقول ((الذي نراه في العالم الإسلامي اليوم هو صراع داخلي بين المسلمين، وليس صراعاً خارجياً بين الإسلام والغرب)). ويتابع قائلاً في كتابه ((الغرب بالكاد يعتبر متفرّجاً، غافل بالرغم عن ذلك عن الصراع والتنافس الذي يجتاح الإسلام حول من سيكتب الفصل التالي من القصّة)) [3]. عفواً يبدو أننا نحن الذين بنينا مدينة نيويورك، البنتاغون، لندن، مدريد، وبسلان على خط النار بين المسلمين. ينخرط السيد أصلان في الشكل الأكثر صفاقةً للخداع والكذب الإسلامي ومع ذلك، تمّت دعوته من قبل مذيع محطّة السي إن إن CNN أندرسون كوبر ليعلّق على زيارة البابا على تركيا، وكأنه مراقب غير متحيّز. إنّ الكذبة التي غالباً ما يقولها الرجال المسلمون لإغراء النساء الغربيات هي: ((النساء في الإسلام يتمّ التعامل معهنّ كالملكات)) ومع ذلك أرى بلداناً حيث يطلق على ملكاتها ناقصات عقل، مضروبات، مرجومات، وقتيلات الشرف. عندما يبتسم لم المسلم الملتزم، ويخبرك كم يجبّ بلدك وكم يريد أن يكون صديقك، تذكّر الحديث التالي جيداً: ((إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)) [4] ************************************* [1] أورد هذه القصة أيضاً الطبري في تاريخه، ج3/1126. [2] ابن إسحاق، سيرة رسول الله، غزوة الخندق. [3] http://www.nytimes.com/2005/05/04/books/04grim.html?_r=1&ex=1115784000&en=7961034fe8ef20c0&ei=5070&oref=slogin [4] صحيح البخاري، كتاب الآداب، 5979.
#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (7)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (6)
-
الإسلام قارورة محكمة الإغلاق [1]... الدكتورة وفاء سلطان
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (5)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (4)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (1)
-
حياة حرّة من قيود الدين...[3]... تنوّع... تعدّد... وخصوصية
-
طبيعة الإله في الإسلام... الدكتور وفاء سلطان
-
تفنيد منطقي لمفهوم العذاب الإلهي
-
إله الفجوات: هل يظهر الكون أي دليل على التصميم؟.
-
حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة
-
حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة
-
مأزق المؤمن: الكوارث الطبيعية
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [13]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [12]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [11]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [10]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [9]
المزيد.....
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|