أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عودت ناجي الحمداني - المخاوف الدولية من تداعيات الربيع العربي















المزيد.....

المخاوف الدولية من تداعيات الربيع العربي


عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 11:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



من الثابت ان امريكا والدول الغربية ايدت الربيع العربي لأنها متاكدة من ان القوى التي ستحضى بسطوة السلطة ستكون موالية لها . ولانها تمتلك خيارات عديدة وطرق بديلة تجبر الانظمة الجديدة على تطبيق سياسات متناغمة مع مصالحها واهدافها بحيث تكون في وضع افضل من الوضع الذى كانت عليه قبل الربيع العربي . فبدعم امريكي و قطري وسعودي مفضوح استطاعت القوى الاسلامية في مصر وتونس وليبيا واليمن سرقة ثمار النصر الذي حققته انتفاضات الربيع العربي . فهدف الامريكيين وقوى الاخوان الاسلامية واحد وهو عزل القوى الليبرالية واليسارية من الوصل للسلطة السياسية وابقاء التغيير في الحدود الذي لا يؤدي الى تحولات جذرية تؤثر على المصالح الغربية وعلى الاوضاع المهتزة في البلدان الخليجية .
ويؤكد هذا الاستنتاج ما ذكره جون غيسيل مسؤول المخابرات الفرنسية السرية بقوله (ان أجهزة المخابرات والدوائر السياسية في الغرب كانت على عِلمٍ مسبق بثوارت الربيع العربي بما فيها ثورةُ الياسمين التونسية ولكنها لم تخطر الأنظمةَ بذلك لأنها كانت ترغب في حصول تغييرات سياسية في المنطقة ).
ان ثورات الربيع العربي هي احدى نتائج الأزمة الراسمالية العالمية التي ادت الى تعميق المشاكل الاقتصادية والمالية في العالم العربي و لم تعطي الفرصة للاقتصاد العربي ان يستفيق من سباته قبل اندلاع الحركات الأحتجاجية .
وتؤكد المصادر ان امريكا والدول الغربية قد وظفت علاقاتها بقوى الاخوان المسلمين في مصر وبحزب النهضة في تونس و بقوى اخوان المسلمين في ليبيا واليمن ومع بعض القوى السياسية الحليفه لها للتخفيف من تداعيات الربيع العربي في محاولة لمنع قيام انظمة يسارية في المنطقة واعادة انتاج انظمة موالية للغرب. ولهذا نجد ان الانجازات التي تحققت في مصر وتونس واليمن وليبيا متواضعة جدا . فما تحقق لا يتعدى ازاحة راس النظام . اما مكونات النظام من مؤسسات وتشريعات وقوانين فما زالت قائمة.
فالطغمة المالية الدولية بتشجيع من واشنطن و لندن و باريس تسعى للوصول الي النهاية المنطقية لعمليات العولمة بمساعدة القوى الأسلامية الراديكالية. فاهداف هذة النخب تتطابق مع اهداف ومصالح قوى الأسلام السياسي في خلق الفوضى من اجل أطالة عمر الدولار الذي يتجه الى الموت الحتمي ومنع نشوء عالم متعدد الأقطاب على اساس انضمام دول المنطقة الى محاور تمتلك عملتها الخاصة و بوسعها تحدي النظام النقدي المالي القائم حالياً. ولهذا فأن الدول الغربية تحاول توجيه رأس الرمح في الثورات العربية ليس الى الدكتاتوريين العرب بالدرجة الاولى، وانما الى التقارب الروسي الصيني ) .
ان تطورات الربيع العربي والمحاولات الامريكية لاحتوائه يثير مخاوف روسيا والصين الشعبية . فسيطرة القوى الاسلامية المتشددة سيؤثر سلبا على وضع الجنوب الروسي و القفقاس ويحرض المسلمين بالصين . فامريكا تسعى الي جذب بلدان آسيا الوسطى وجنوب القفقاز الى مشروع الشرق الأوسط الكبير. ان الواقع الجديد في الشرق الأوسط سوف يضع روسيا امام تحديات جدية ولا يتحدد ذلك في أسلمة الشرق الأوسط الكبير والمزيد من زعزعة الأستقرار فيه فقط، وانما في التغلغل الأميركي في جنوب روسيا أيضأً . فالولايات المتحدة الامريكية تنظر الى كل حوادث الشرق الأوسط من منظور الصراع ضد إيران. ويؤكد ذلك الدبلوماسي الروسي يفغيني بريماكوف ( في ان الهدف الرئيسي لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة هو اضعاف النفوذ الأيراني وهذا ما يفسر سعي الولايات المتحدة لأسقاط نظام بشار الأسد الحليف الاساسي لأيران). (1)
وعموما فأن زعزعة الأستقرار في الشرق الأوسط القريب من الحدود الروسية و محاولة تغيير الأنظمة في سوريا وايران تجعل منطقة الشرق الأوسط مصدر مخاطر أمنية و أستراتيجية متزايدة بالنسبة الى روسيا والصين مما يجعل روسيا تصرعلى العمل النشيط للوقوف بوجه أستخدام القوة العسكرية في المنطقة .
وعليه فأن الانتفاضات التى اسقطت عددا من الأنظمة العربية غيرت ميزان القوى في الشرق الأوسط وتجلى ذلك في دخول تركيا النشط في الصراع من اجل النفوذ وبروز دور كل من المملكة السعودية وقطر مما عزز عدم اليقين في العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط. وقد اثبتت الوقائع ان القوى الاسلامية التي اغتصبت السلطة السياسية في مصر وتونس وليبيا واليمن عجزت عن تقديم برامج انقاذ وطني لمشاكل بلدانها المتفاقمة. فالاقتصاد المصري والتونسي انحدر بشدة نحو التدهور السريع فازداد التضخم و العجز فى موازنة الدولة واوشك قطاع السياحة في كلا البلدين على الانهيار وارتفعت اسعار السلع وتفاقمت البطالة وانخفضت قيمة الجنية المصري الى نحو 9 جنيهات للدولار الامريكي. و اضطرت الدولتان للتوجه الى استدانة القروض من صندوق النقد الدولي فطلبت تونس قرضا بقيمة 058. 1 مليار دولار بينما طلبت مصر قرضا بقيمة 4.500 مليار دولار. وفي ليبيا تفرض الميليشيات سيطرتها على مناطق كاملة وتسوق النفط لجيوبها الخاصة وتقتحم المؤسسات العسكرية والقضائية بما فيها السفارات الاجنبية دون رادع. اما في اليمن فان النظام يواجه سيلا من المشاكل الاخذة بالتفاقم بسبب افتقاره الى رؤية سياسية واقتصادية للحلول الناجعة.

وعليه فان القرائة المتانية لانتفاضات الربيع العربي تجعلنا نستنتج :
1- اثبت التحركات الشعبية ان الخيار الديمقراطي هو الطريق الاصوب للخروج من حالة التخلف التي تعيشها البلدان العربية وبناء مجتمعات حضارية متقدمة اقتصاديا وعلميا.
2- ان الاحتجاجات ليست ذات توجهات دينية وانما عابرة للاديان والمذاهب والطوائف والقوميات وهدفها اسقاط الانظمة الدكتاتورية وبناء دولة العدالة الاجتماعية.
3 -أعطى الربيع العربي دروسا بليغة للشعوب العربية حول كيفية إنتزاع حقوقها بالطرق السلمية اذا توحدت وكسرت هاجس الخوف والرعب الذي فرضته عليها الانظمة المستبدة. وبالمقابل لقن الربيع العربي الحكام العرب دروساً هامة بقوة إرادة الشعوب و عدم رضوخها لارادتهم وأنهم سوف ينالون العقاب على جرا ئمهم بحق شعوبهم.
4- غياب شعارات الدولة الدينية و الشريعة الاسلامية في الحركات الاحتجاجية .

وبالرغم من لحاق القوى الاسلامية بالتحركات الشعبية الا ان واقع الحال يؤكد حقيقيتين :
الاولى غياب الايقاع الديني في هتافات المتظاهرين وعدم بروز عناصر اسلامية متطرفه .
والثانية ان ثورات الربيع العربي قد تجاوزت الخط الاسلامي التقليدي الى المطالبة بالديمقراطية وفصل الدين عن الدولة.


(1): مجموعة باحثين, الشرق الوسط صحوة عربية, روسيا, موسكو, 2013.



#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطالبة باصلاح صندوق النقد الدولي حق مشروع للبلدان النامية
- شروط صندوق النقد الدولي على الاقتصاديات النامية
- الاصلاحات الاقتصادية في العراق
- الاقتصاد العراقي والرؤية المستقبلية - 2
- الاقتصاد العراقي والرؤية المستقبلية
- في اربعينية الرفيق الخال ابو ذكرى-2
- في اربعينية الرفيق الخال ابو ذكرى (ناظم عبد الملك ديبس)وداع ...
- ازمة الدينار العراقي وشروط صندوق النقد الدولي
- الاسلاميون يسرقون ثورة الشعب
- ليبيا في الطريق الوعر
- ملاحظات حول مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- وعود الحكومة افيونا لترويض الشعب
- الثامن من اذار اعتراف بجدارة المراة
- عساكر المالكي تقتحم مقرات الحزب الشيوعي
- الاستعدادات الامريكية لغزو ليبيا
- المهام الملحة للتعجيل باسقاط دكتاتورية القذافي
- ماذا بعد سقوط دكتاتورية القذافي
- الحوار المتمدن تطور دائم وعطاء لا ينضب
- ازمة تشكيل حكومة عراقية ام صراع المصالح الذاتية
- في الذكرى 76 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي نمجد الشهداء ونصون ...


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عودت ناجي الحمداني - المخاوف الدولية من تداعيات الربيع العربي