وسام الفقعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 06:33
المحور:
القضية الفلسطينية
يقف وراء طرحي لهذا السؤال، نتائج أخر استطلاع رأي أجراه المركز العربي للبحوث والتنمية (أوراد)، في الفترة الواقعة ما بين 27-29 تموز 2013، واستهدف فئة الشباب الفلسطيني من سن 18-30 سنة، وبغض النظر عن الذهنية التي تسود أوساطنا حول النظرة المتشككة وغير الواثقة لهذه الاستطلاعات ونتائجها، إلا أن هذه المراكز البحثية موجودة وسطنا وتعمل وتنشر نتائجها وتعقد حلقات نقاش حولها، والكثير منا يستند لها في المحاججة/دعم وجهة نظره أو قياس وزنه في الساحة الفلسطينية، وما يهمني هنا هو نقاش النتائج التي تُعول على نهج التسوية وأصحابه والعودة للمفاوضات، حيث كانت على النحو التالي:
63% من الشاب يعلقون آمال على عملية "السلام"، و45% يؤيدون العودة للمفاوضات، و31% يؤيدون منهج فتح، و65% يؤيدون قرارات محمود عباس الهادفة لإقامة الدولة الفلسطينية.
من المعروف أن نهج التسوية أبعد من توقيع اتفاق أوسلو، لكن "أوسلو" المستمرة منذ عشرون عاماً كانت تعبيره الأبرز، الأكثر فداحة وخسارة وكُلفة على القضية الوطنية الفلسطينية، ولم ينفك المشروع البديل القول عنه وعن أصحابه:
-"أوسلو" تعبير صريح عن النهج الاستسلامي للقيادة المتنفذة لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستجابة لمصالحها الطبقية الأنانية والضيقة، على حساب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني.
- "أوسلو" مشروع تصفية للقضية والمشروع الوطني والوجود الفلسطيني، واعتراف وتكريس لوجود الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه.
- "أوسلو" ضرب للثوابت والاجماع والقواسم الوطنية المشتركة، وشرخ الحالة الفلسطينية أفقياً وعمودياً، ونخر في عظم قيمنا الوطنية.
- "أوسلو" أعطى للعدو، فرصة أكبر لكسب الزمن والأرض معاً.
- "أوسلو" ضرب لفكرة وثقافة المقاومة، والتسليم بنهج وحيد هو "المفاوضات حياة".
قلنا ما سبق، وأكثر من ذلك، وكل ما قيل وسيقال في هذا السياق صحيح، بمعنى أننا امتلكنا "رؤية" وتشخيص سليم لاتفاق أوسلو واستهدافاته، لكن السؤال الذي يطرح: لماذا لم يقدر لرؤية صائبة، وتشخيص سليم، من وضع العلاج المناسب/المضاد لنهج التسوية موضع التنفيذ، وصولاً لأن برز عندنا طرح تساؤلات حول أزمة البديل؟!.
بوضوح لا ينتابه أي شك، لم يفشل البديل نظرياً، لكنه تأخر/تعثر شعبياً، مما يفرض الارتقاء بمعايير الأداء والممارسة ذاتياً وموضوعياً إلى مستوى المواجهة والصراع التاريخيين وشروطه مع العدو الصهيوني، بحيث نتخطى حالة انفصام/انفصال الممارسة عن رؤيتها، بما يمكن أن يسمى "بفقدان الرؤية" (فمن يفقد الرؤية سيضل الطريق حتماً)، وقِصر السياسات، وضعف الكفاءة والثقة والمصداقية، غير ذلك لا يعني سوى تقدم المشروع الآخر "نهج التسوية" وأصحابه.
#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟