أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - هل ما يجري في العراق عمليات إرهابية أم مقاومة مشروعة؟















المزيد.....

هل ما يجري في العراق عمليات إرهابية أم مقاومة مشروعة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يصر السادة أعضاء هيئة علماء المسلمين في العراق وكذلك القوى القومية العربية ذات الاتجاهات الفكرية اليمينية المتطرفة الإدعاء بوجود مقاومة شعبية ضد قوات الاحتلال, وأنها تحرز مكاسب جديدة على الأرض وأنها تدفع بقوات الاحتلال إلى إنهاء وجودها في العراق؟
السؤال الأول الذي يفترض الإجابة عنه هو: هل هذه القوى التي تمارس العمليات العسكرية في العراق هي مقاومة مشروعة أم عمليات إرهابية مدمرة للعراق وشعبه؟
الإجابة عن هذا السؤال ترتبط بثلاثة معايير جوهرية نطرحها على شكل أسئلة لنجيب عنها, وهي:
1. ما هي الأهداف الفعلية للعمليات العسكرية الجارية في العراق؟ 2. وضد من تتوجه هذه العمليات؟ 3. وما هو موقف الشعب منها؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تشكل المعايير التي يفترض اعتمادها للحكم على طبيعة ما يجري في العراق.
الإجابة عن السؤال الأول:
وفق كل المعلومات المتوفرة لدينا يمكن البرهنة الساطعة على أن القوى التي تقوم بهذه العمليات تستهدف أولاً وقبل كل شيء الاستيلاء على السلطة لإقامة أحد مشروعين وفق طبيعة القوى التي تقوم بالعمليات العسكرية في العراق, وأعني بذلك:
• جماعة البعث المخلوع وبعض القوى القومية المنسجمة معها, وهي التي تريد إعادة الدكتاتور ونظامه إلى دست الحكم والذي رفضه ولفظه الشعب العراقي في غالبيته في ما عدا تلك العناصر والجماعات التي عاشت في ظله وحمته وملأت جيوبها بأموال الشعب العراقي.
• جماعة الإسلام السياسي المتطرفة التي ترتبط بتنظيم القاعدة وقواها المحلية والعربية والإسلامية, وهي التي تريد إقامة نظام جهنمي ظلامي عدواني في العراق باسم الإسلام, كما حصل في أفغانستان باعتباره النموذج الأكثر تطرفاً في العالم العربي والإسلامي. وهو نظام جائر ومناهض لكل شكل من أشكال حرية الرأي والعقيدة ومناهض للحضارة الإنسانية الحديثة ولكل الأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية.
إن أهداف هذه القوى مرفوضة من الغالبية العظمى من الشعب العراقي, سواء أكانوا من العرب أم الكرد أم التركمان أم الكلدان-آشوريين-سريان. وهم بذلك لا يمكن أن يتحدثوا نيابة عن الشعب أو يدّعوا تمثيلهم للشعب, بل هم من حيث الجوهر أعداء الشعب لا غير.
الإجابة عن السؤال الثاني:
كل المعلومات المدققة المتوفرة تحت تصرفنا وتصرف الصحافة العالمية والعربية والمحلية تشير إلى أن العمليات العسكرية التي تنفذ في العراق تستهدف 99,5% منها الشعب العراقي وقواه القومية والدينية والمذهبية وكل الاتجاهات الفكرية والسياسية المناهضة للاتجاهين السابقين. فالقتلى الذين سقطوا حتى الآن بسبب العمليات العسكرية الجارية في أنحاء البلاد, سواء أكانوا في بغداد أم النجف أم الحلة أم كركوك أم الموصل أم أربيل أم السليمانية أم القائم وبعقوبة واللطيفية والكوت ... الخ, كلهم كانوا من أبناء الشعب العراقي من النساء والرجال والأطفال والشيوخ المسنين, وخاصة من الفقراء والعمال والفلاحين العاطلين الذين يتحرون عن عمل للحصول على لقمة عيش لهم ولأفراد عائلاتهم. إنها عمليات إجرامية استهدفت وما تزال تستهدف الشعب, وأحياناً يتم القتل على الهوية أو الأسم أو المذهب أو القومية أو الرؤية الفكرية والسياسية. والشواهد على ذلك تملأ صفحات الجرائد العراقية والعربية والدولية. والقتل يشمل أفراد يعملون في صفوف الحرس الوطني والجيش العراقي أيضاً, وهم ليسوا أجانب, بل هم من أنباء هذا الشعب. والعمليات التي تستهدف القوات الأجنبية محدودة والقتلى منهم لا يتجاوزون ال 0,5 % من إجمالي القتلى والمعوقين والمجروحين في تلك العمليات البشعة. فالشعب أذاً هو المقصود من هذه العمليات لا غيره في حقيقة الأمر.
الإجابة عن السؤال الثالث:
كل الدلائل التي تحت تصرفنا, وتؤكدها الوقائع الجارية في العراق يومياً, أن غالبية الشعب المقصود بهذه العمليات ترفضها وترفض فاعليها والداعين لها والمدافعين عنها, كما يزداد يومياً عدد المواطنات والمواطنين الذين يدلون بمعلومات عن مخازن السلاح والعتاد والنقود والمجرمين الذين يمارسون هذه العمليات, سواء أكانوا غير معروفين أم مختبئين في دوائر الدولة وأجهزة الأمن والاستخبارات وفي غيرها من مؤسسات الدولة والمجتمع. إن الشعب يرفضها لا لأنه مع الاحتلال ووجود قوات أجنبية في العراق, بل لقناعته الصائبة بما يلي:
1. إن القائمين يهذه العمليات لا يمتون إلى الشعب بصلة حقيقية, وأنهم ينوون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
2. وأنهم يمارسون أسلوباً يطيل أمد وجود القوات الأجنبية والاحتلال في العراق ويكرس وجودها السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري, بدلاً من التعجيل بخروجها.
3. وأن هذا الأسلوب لا يؤدي إلى بناء العراق الجديد, بل إلى تدميره والدفع باتجاه الحرب الطائفية وإلى مزيد من القتلى في صفوف الشعب.
4. وأن مؤيدي هذه العمليات يخوضون صراعاً طائفياً مضراً بالمجتمع أولاً وقبل كل شيء, إذ أنهم يريدون منع مذهب في السيطرة على الحكم ويسعون إلى فرض مذهبهم, في حين يفترض الشعب أن لا نقيم دولة مذهبية في العراق أو دينية.
5. وأن الطريق السياسي هو الأسلوب الأمثل لمواجهة وحل جميع المعضلات التي تواجه العراق, بما في ذلك وجود القوات الأجنبية والاحتلال.
من هنا يمكن القول بواقعية بأن ما يجري في العراق ليس سوى إرهاباً دموياً شنيعاً ينبغي النضال الصارم لإيقافه ومنعه من تحقيق أهدافه الشريرة ضد الشعب والوطن والمنطقة.
ومن هنا يمكن القول بأن من يدعي بأن ما يجري في العراق ليس سوى مقاومة شعبية لا يمارس الافتراء فحسب, بل يهدف إلى الإساءة للعراق وشعبه ويسعى إلى أهداف شريرة لا تختلف في كثير أو قليل عن أزلئك الذين ينفذون هذه العمليات.
من استمع إلى حوار القناة العربية التي أدارته السيدة نجوى قاسم وشارك فيه السادة الدكتور غسان العطية والدكتور علي الدباغ والشيخ أحمد الكبيسي عن هيئة علماء المسلمين يمكن أن يشخص الفوارق بين الشخصيات الثلاث. وإذ ألتقي مع الدكتور العطية في الكثير من طروحاته حول العديد من المسائل التي نوقشت, وخاصة في مواقفه من الدستور والديمقراطية والعلمانية, وإذ أختلف في الكثير من الأفكار والاتجاهات المبطنة والطرق الملتوية التي طرحها الدكتور علي الدباغ ومحاولته اللعب على الكلمات المرة الممزوجة بالعسل ورغبته في إقامة ما لا يمكن ولا يجوز إقامته في العراق, أجد نفسي في اختلاف وخلاف كامل مع الشيخ الكبيسي في دعوته للمقاومة وتعظيمه لها وتشجيعه للشباب لممارسة هذا النوع من المقاومة الشريرة التي تهدف إلى قتل الناس الأبرياء بحجة مقاومة المحتل. لقد كان يعبر عن فرحته بوجود هذه المقاومة, وكأنه يعبر عن فرحته في سقوط القتلى من الشعب العراقي. كم كان بودي أن يكشف الرجل عن هويته الحقيقية: هل كان عضواً في حزب البعث أم مؤيداً له؟ أم كان عضواً في إحدى مؤسساته الأمنية قبل سقوط النظام؟ أم كان وكيلاً للأمن او إحدى مؤسساته؟ وهل هناك الكثير من نمونته في هيئة علماء المسلمين ومن حولها من الضباط البعثيين في الجيش والشرطة في فترة حكم الدكتاتور صدام حسين؟ إن في هذا الكشف ما يساعد على معرفة نوايا الشخص وأسباب تصرفاته الراهنة ودعواته إلى قتل الناس بالجملة!
إن على هيئة علماء المسلمين أن تختار العمل السياسي بدلاً من الادعاء بوجود مقاومة مسلحة وطنية, عليها أن تختار الحوار بهدف الوصول إلى ثلاث مسائل جوهرية, إن كانت مخلصة حقاً في مواقفها, وأعني بذلك:
1. رفضها للطائفية, أسنية كانت أم شيعية, ورفضها, إذ في ذلك نجاة لكل المسلمين شيعة كانوا أم سنة أم من أديان ومذاهب أخرى من جهة, وحماية للدين والمذاهب وحريتها من جهة أخرى. والدعوة السليمة تكمن في إبعاد الدين والمذاهب عن الدولة والدعوة إلى مبدأ [الدين لله والوطن للجميع].
2. شجبها للعمل العسكري الإرهابي الجاري في العراق أياً كانت الجهة التي تتوجه لها نيران الإرهابيين, لأن إيقاف ذلك يعجل أحراز العراق لاستقلاله وسيادته الوطنية وبناء وطنه المستباح من الإرهابيين.
3. مشاركتها على أساس مدني وليس من مواقع المذهب الديني في العملية السياسية والانتخابية القادمة وسعيها لتقديم نموذج لبقية القوى الإسلامية المتدينة التي تنأى بالدين عن السياسة.
إن على الكبيسي وأمثاله من رجال الدين, سواء أكانوا من السنة أم الشيعة, أن يعيدوا النظر بمواقفهم الطائفية المتشنجة وبمحاولاتهم إسناد العمليات العسكرية أو الدعوة في أن لا تتوجه ضد المدنيين فقط, والتي تعني بدورها الدعوة إلى قتل العسكريين من العراقيين والأجانب والتي تقود إلى ارتكاب جرائم جديدة.
هذه دعوة مخلصة وصادقة أتوجه بها إلى الجميع من أجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي ومدني حديث.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من نهاية لأخطاء الولايات المتحدة الأمريكية في العراق؟
- هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستش ...
- هل من جديد في تصريحات السيد مقتدى الصدر؟ - إلى أين ستنتهي مو ...
- هل يمكن توقع مشاهد إرهابية جديدة غير التي تجري اليوم في العر ...
- العراق ومشكلاته الثلاث!
- رسالة مفتوحة محاولة للاستجابة إلى استغاثة الكاتبة المصرية ال ...
- دعوة عاجلة إلى القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا والعالم ا ...
- هل من جديد في اتحادية كردستان العراق وفي حياة الشعب الكردي؟ ...
- رسالة احترام واعتزاز إلى الأخ الأستاذ هاشم الشبلي
- هل من جديد في اتحادية كردستان العراق وفي حياة الشعب الكردي؟ ...
- يا سيدي السيستاني: هل يكفي أن ترفضوا نشر وتعليق صوركم, أم يف ...
- من هم وقود قوى الإرهاب في العراق وكيف نواجههم؟
- هل يسمح المجتمع باستمرار -نظام الفساد الوظيفي- سائداً في الد ...
- جولة في المشهد الإرهابي العراقي الراهن!
- ! لنجعل من مشروع الجامعة المفتوحة في الدانمرك أحد مناهل العل ...
- هل يمكن استشراف مستقبل العراق الديمقراطي في ضوء منجزات فترة ...
- هل تعمي الكراهية الشوفينية البصر والبصيرة؟
- هل هناك من مقاومة مسلحة شريفة في العراق؟
- هل التأخير في تشكيل الحكومة وخلافها مبرر أم غير مبرر؟
- هل تحاول بعض قوى الإسلام السياسي فرض ولاية الفقه ووليها على ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - هل ما يجري في العراق عمليات إرهابية أم مقاومة مشروعة؟