|
حزم تصلح كخطوات قبل بد جولات التفاوض القادمة في ابوجا بين الثورة السودانية ونظام الخرطوم
سليمان عبد المنعم
الحوار المتمدن-العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 - 10:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
قبل ان تنهي ابوجا جولاتها و قبل أن تبدا ابوجا جلستها التالية والتي ستدخل قضايا صلب الموضوع محل الصراع في أسبوعها الثالث وحتى تتضح معلم الثورة .تعمدت توجيه رؤيا إلى الثورة (حركتيها) .وإذا ما انفضت ابوجا بخفي حنين أو بشسع نعله فان المسائل المهمة التي يجب الانتباه إليها بالضرورة وعلى الحركتين إدراكها في المستقبل المنظور لن تكون أكثر مما يدفعني إشفاقي إلى إرسالها . ولأنهما -أي حركتي العدل والمساوة وحركة تحرير – قد أضحتا تشكلان بعد ذا قبلة للمهمشين من أهل السودان -إذا شاءتا ذلك أو لم تشاءا وإذا رضي بذلك الناس أم لم يرضوا ولان ذلك الواقع .
الواقع يتطلب من أي قوى تتصدر قضية بحجم الأزمة السودانية مرعاة جوانب مهمة للغاية في القضية ويجب تضمين ذلك في إستراتيجيتها وتكتيكها:
1- مواصلة النضال : بالتفاوض والقتال والإعلام:
إن مواصلة التفاوض مسالة يترجاها الحالة وينتظرها الشعب المسحوق تحت ظلم الظالمين أن يأتي بحل لواقعهم المرير وهو- أي الحوار والتفاوض- الشق المكون للنضال مع الخصم إذ كان شقه الثاني القتال. والمرجو هو أن جميع القضايا المقدمة يجب اشمالها بالموضوعية ،وجميع النقاط المعروضة من الجهة الأخرى يجب إخضاعها إلى للنقاش . و ليس ثمة نوايا منطقية تجعل الثورة تقبل – مجرد قبول- فكرة نقاش بنود متعلقة بتسريح جندها أو تسليم السلاح وذلك يعني ببساطتها الاستسلام وقطع النواصي. وتجاهل عنصر أساسي في النضال .
ليس المطلوب من كل هذه التظاهرة الثورية هو ملئ الكروش واو بلوغ العروش أو حشو الجيوب قروشا وأموالا. وليس الهدف هو التنمية في ذاته في دارفور ولكن الهدف هو معالجة الأسباب التي يفضي إلى إحداث التخلف ويحرم الوجود التنموي . وحتى يخلق من يضطر إلى المطالبة بالسيف أو بالكلام بضرورة توفر ذلك النماء .
إن ما تم تقدميه في الجلسات التشادية من مطالب قيل إنها ثائرة كان الرد عليها في غاية السهولة والازدراء .وببساطة منقطعة السذاجة أن يقوم وفد النظام المفاوض بسرقة أفكار الثوار المطالبين بإحداث تنمية -فقط -بالإقليم ليطلق بعدها الجنرال البشير مشاريعه الغير محترمة لأهل دارفور، والبالغ تعددها 250 مشروعا واصفا إياها بالتنموية. وقيام النظام بتدشين مصنع يعمل في إنتاج ( الأكفان) بمدينة نيالا.
بهدف إنتاج المزيد من أزياء الموتى .والناس يدركون أن إنتاج مصنع (نيالا للأكفان) لا يلبسه غير الموتى في عالم اليوم ،وليس هناك مكان في العالم ينتج الأموات أكثر من دارفور اليوم.
2- دارفور كارثة تلد أخرى ودعوة لتحمل كل منا مسؤوليته تجاه شعبه
دارفور اليوم مسرح كارثتين كارثة بغياب الحقوق وفي محاولة علاجها أنتجت أخرى مأساة .كارثة إنسانية راهنة مولودة من رحم كارثة سياسية حقوقية. المولود غير مرحب به ويقتضي معالجة الكارثة الاولى بتغير أسس الدولة السودانية وهو تغير قومي المطلب والهدف . بمعنى لمصلحة كل الأقاليم استراتجيا وفي علاها حل كل الكوارث. إلا أن التعجيل في معالجة الكارثة المولودة ( الكارثة الإنسانية )- التي من محدداتها معالجة وضعية مليشيا الجنجويد - أمر يقتضيه الحال بالاجتهاد في توفير الدعم الإنساني.
إن كل جهد نقوم به لإعادة الحياة إلى طبيعتها دون حسم تلك المسائل يجعلنا كالساعيين خلف السراب. ومطلوب تقسيم الأدوار بتقاسيم الكوارث . لا تسير الثورة مستقيمة الوضع باستجماع الخط في جهة واحدة. إن الوضع في دارفور يزداد من سيئ إلى اسؤ إنسانيا .إن أهلنا يقتلون في كل يوم .والحياة تحرق في كل شبر .و الأوبئة والأمراض تزداد انتشار .و المجاعات تتفشي من يوم لأخر. انعدم مؤسسات تعليمية وصحية يزيد تشرد الأطفال . ووضع في غاية الحرج تعيشه النساء والعجزة . إن تقسيم الأدوار يمكن الثورة من تحقيق جزء من الكارثتين. يتطلب الوضع منا من كل دارفور ولاسيما في الثورة تحمل مسؤوليته الكاملة تجاه شعبنا . علينا تحمل المسئولية التي تلينا . كل ما يحمله الوضع من الم واسى لا ينتهي أمده نهائيا إلا بنهاية الكارثة الأولى كليا . وتلك فترة لا تنتظره الحالة إذا اتكلنا على الأخريين ورفضنا تحمل ما يلينا من واجب إنساني تجاه شعبنا في هذا الظرف المحرج. ولكن أيضا نسعى من كل الجهات إلى نهاية تلك العقلية الكارثة التي تقف خلف صناعة الكوارث في البلاد. لكي لا يتكرر ذلك مرة أخرى في جهة أخرى.
3- معالجة المليشيات والجنجويد أدوات الكارثة الثانية.
إن استمرار الطرق على مسالة مليشيات الجنجويد بالشكل الخطأ الذي بتناقله وسائل الإعلام العالمية .يطرح سؤال مهم للغاية وهو ثم ماذا من بعد الجنجويد إن كانت المشكلة كلها الجنجويد ؟. الجنجويد وكل المليشيات المتعاونة مع النظام عبارة عن أدواة مستخدمه من قبل الأنظمة للدفاع عن نفسها . وتصنيف الثورة للجنجويد على إنهم مرتزقة يعني (مليشيات متعددة القبائل ) اعني ليست ملك لقبيلة، (على غرار قوات متعددة الجنسيات) يقلل من أهمية الجنجويد الذين ليسوا من هم الثورة في شيء بالحجم الذي يضخمه وسائل الإعلام العالمية، و لأنهم النظام نفسه . وليس من الحكمة الفصل بينهما مطلقا. أي بين النظام وأدواته كالمليشيات.
ويقتضي معالجة مليشيا الجنجويد والمليشيات النظامية الأخرى في أعلاها معالجة النظام الحاكم في السودان بالضرورة أولا .
ويقضي واجب معالجة النظام إبطال مفعول اللوائح والقوانين التي تجيز بلوغ الأنظمة والحكومات على شاكلة الإنقاذ إلى سدة السلطة في السودان . ويقضي الحق محاربة العقلية العنصرية المتطرفة التي تدير دولاب الدولة بالسودان . ومعالجة تلك الجوانب بالضرورة ينهي تلك الأسباب التي تستدعي صناعة أدوات إجرامية في المجتمع . ويهزم قطعا تلك الأفكار التي توحي بخلق أساليب لا أخلاقية في الدولة : كتكريس حكم أقلية . كتجاوز قاعدة المساوة بين بني ادم .كأكل المال العام سحتا. كتشكيل (مرتزقة) تمارس الإجرام وتحميه. إن أولوية نهاية الحل التكتيكي يجب أن يراعى تلك الجوانب حتى لا يصرف النظر عن الكارثة الأولى.
4- مواصلة الحوار بين مختلف التكوينات بالإقليم
مواصلة الحوار والنقاش بين التكوينات المختلفة للأقاليم السودانية -وخاصة دارفور- للتوضيح تفاصيل القضية وللذين لعب النظام برؤوسهم ،والذين انجرفوا مع التيار المضلل دونما علم لغفلتهم . والذين لم يتصلوا أو يصلهم الإعلام بشي ايجابي مفيد .والذين لم يسمعوا أو يتسامعوا بالثورة .مع الوضع في الاعتبار لمحدودية وسائل نقل المعلومة بالسودان وبدارفور بالتحديد . مع مراعاتنا أيضا لشكل تلقي المعلومة من الجمهور.
ومنوط بذلك الإعلام كتابة وقراءة وصورة. من المعلوم أن النظام يمارس استقطابا عرقيا حادا بين تلك التكوينات العرقية بطريقته الخبيثة. و المرجو من الحركات أن لا تنحط إلى مدارك تلك التقسيمات مع النظام.
ولا سيما أن هناك عناصر مميزة من أبناء الإقليم ليسوا أعضاء في التكوين الحكومي في البلاد وعقلاء جدا بدرجة أنهم يميزون بين ما هو سيئ ورديء لشعبهم فلا تغفل الثورة عنهم وتمعن في تجاهل الحوار معهم.
وان المليشيات التي تمارسه الإجرام والإرهاب من قتل واغتصاب و نهب وحرق- قد خرجت من عباءة النظام، بمعنى أنها نفقة مما يملكه النظام من رصيد أخلاقي وإنساني وكل ينفق مما لديه. ولن تتحمل العناصر العربية وغير العربية - ممن لم يشاركو فعلا في الثورة -مطلقا مسئولية أعمال تلك المليشيات الإجرامية ولو انضم إليهم كل شنفرة والسليك من صعاليكها .
إذ لم تقوم كل العناصر العربية بالاشتراك في الإثم ليجعلها هدف الثورة . وان اشترك صعاليكها. وان قوتل باسمها . فان ذلك لا يجعل منها مصدر عداوة للثورة وبعض أبناءها في الثورة . ويتحمل النظام مسئولية كل عمل يقوم به مليشياته . وكل مجرم يتحمل وزر عمله (ولاتزروا وازرة وزرا أخرى) .
وحتى لا تختصر القضية على إنها صراع عرقي بين القبائل إنّما حلت انتهت المسالة و أعيد سهام الثورة إلى كنانتها. والى ذلك يسعى النظام ويجتهد ليفهم الاتحاد الإفريقي والعالم المسالة. ليجعل من الثورة وجها مناظرا للمجموعة الإجرام المنظم في المليشيات التابعة له .
ومن اجل ذلك حمل طبيب الأمراض الجلدية الذي يشغل منصب وزير الزراعة الذي هو مجذوب الخليفة زعماء الإدارات الأهلية إلى ابوجا . ليشهدوا زورا بما يضمره النظام . وكان النظام يأمل منهم أن يأت الحل بهم استغفالا واستغلالا على غرار حلول مؤتمر جوبا عام 1947م -مع فارق الزمن - حينما حشر سلاطين القبائل في الإقليم الجنوبي في المؤتمر. ولعلى أعمامنا الشيوخ فطنوا إلى ذلك اليوم . ولم يوجد من يمثل الجنجويد في المائدة وفاتت الفرصة.
لن يكون من العدل في شي دعوة كل القبائل إلي التخلي عن وسائل الدفاع عن نفسها قبل إجراء تحقيق عادل لإثبات من هم اخترقوا الجرم من المليشيات.وقبل شرح وتوضيح ماهية الثورة إليهم . وليس من العدل أن نلقي التهم جزافا قبل ذالك التحقيق الفيصل المحايد الذي سيشمل أعضاء الحركتين بجانب النظام والمليشيات. مع التواضع على جهاز مراقب محايد لمتابعة ما يحدث قبل انفضاض جلسة ابوجا.
كما انه ليس من المساوة في شيء تميز القبائل العربية الراحلة فقط ونحن ندرك حجم التخلف الذي يحيق بهم وحجم الجهل والسذاجة التي يتمتعون به لندمغ بهم جرائم ملوكة أصلا للنظام قبل ذلك التحقيق . ونلطخ بهم جرائم اكبر من عددهم عملا وأوسع من عقولهم التي هي بحجم عقول النوق المساقة من الإبل فهما وإدراكا. إن العدالة والمساوة يقضيان منا محاسبة البشر بقدر أعمالهم ولكن بعد إقامة الحجة عليهم وبالدليل . وليس من الإنصاف إتباع الهوى لكره شخصي أو عصبية عرقية ونغفل جوانب في غاية من الأهمية والضرورة .
4- ليست بالضرورة تسمية الأشياء كلها
كما يلزم أي ثورة سودانية -وبالأخص في الأقاليم ، ولا سيما دارفور - تقود ذلك التغير السالف وبحجم الثقل الاجتماعي ، يلزمها توفر الوجود العرقي الممثل للنسيج الاجتماعي الخاص بكل إقليم من الأقاليم متعددة الأعراق والثقافات بالبلاد ،وفق عادت وتقاليد والتركيبة العامة لكل إقليم في القطر السوداني .
وحركة العدل والمساوة وكما التحرير ، يلزمهما أمر العرقيات جميعها العربية وغيرها .واجب الطرق إيجابيا على نقاط تستجمع الناس : الدين والجغرافية والتاريخ والظلم الواقع على جميع من في الإقليم أفضل من مناولة نقاط التشتت. ولأنها الثورة ة فكرة وفهم ووعي سليم يستحب منها عدم التعرض للمسائل التي تحيي العصبية القبلية حتى توضيحا وعدم قراءة الواقع مطلقا قراءة قبلية في الأداء إضمارا وعلانية ، لعلى يذهب التفسير من العامة إلى ما ينويه ويسعى إليه النظام في دارفور بقصد جر الثورة إلى الطرق المتخلفة الضيقة .
ويتطلب الأمر من الثورة لتوضيح ذلك واجب توسيع قاعدة المشاركة وسقفها ، وعدم التقوقع والتذرع بالاحتماء من الاختراقات المتوقعة من النظام وتشديد الإجراءات والاحتياطات الأمنية - دون تجاهل ذلك .واليقظة لا تعني عدم الاستيعاب والانتشار .وليس ثمة تعارض بين الأمرين ، أو مقارنة .
والقاعدة الثورية تقول إن من يطالب بأي إصلاح أو تغير لواقع كوضع السوداني مختل الأساس البنائي يجب أن يكون متوازنا هو في نفسه ليكون حقيق بشرف التكليف. وجدير بالحركات الثورية أن تكون معافاة من عاهات من يتطلب منها علاجهم . وسليمة من تلك الأمراض التي فشت في أوصال الأحزاب والحكومات السودانية : الجهوية والقبيلة والسلطوية والعنصرية. والتعصب لبني أمية .
إن الطرح القومي الجذاب لبعض الحركة الثورية - والعدل والمساوة بالخصوص - يستحال إدارته بقيادة أحادية العرق أو التوجه أو اللون أو الجهة .وحدوث أي من ذلك يعني تكرار الأزمة في الحل أسلوبا وسلوكا ممارس .
ومع تقدير أن الثورة انطلقت من إقليم دارفور ونشأت في الشطر الشمالي من الإقليم ، وذلك جزء يختصر فيه الوجود القبلي (الراطن) أكثر من غيره . لكنها ثورة المهمشين لا يختصر أداءها وقيادتها وعضويتها على عناصر من المجموعات المحدودة تواجدها في شمال دارفور. ولان الخلط العرقي والتداخل والتثاقف والتزاوج أضحى سمة منتشرة لدى قاطني الإقليم ليس من السهل إجراء تدقيق أو مراجعة ذلك . وإلا بقيت مدى الحياة حيث هي.
الأفضل وفي كثير من الأحيان غير مرغوب من الرجال في عالم السياسية الإجابة على كل التسائلات التي من شانها تقلق أثرا سلبيا كالافتراضيان من المسائل . وليس من الضرورة دائما ذكر الأشياء بأسمائها إن كان من المختصر تجنبها أو ترميزها . تلك القائدة تسحب بالعمل في التعامل مع الجوانب المتعلقة بشئون القبائل وتقاسمها في دارفور اليوم بقوانين الاستعراب والافرقة التي وضعها النظام.
إعلام الحداثة وحداثة الإعلام
الإعلام الثوري إصلاح ،وسلاح سلم وسلام ، كما انه حرب لا قتال فيه .لا يتطلب أصلا من إعلام بحجم حركة العدل والمساوة أن تقضي وقتها بنشر كلمات مثل (وتفيد مصادرنا المطلعة ) التي يرددها الأخ إبراهيم إدريس ازرق بموقع الحركة على شبكة المعلومات . أو كتابة بيان شاعري مطول ينبض بالرومانتيكية والضوضاء في مقارعة عدو يملك مقدرات ومؤسسات بحجم دولة .
.والناس ينتظرون الطرق على الجوهريات من القضية في أسلوب حداثي ذات إقناع فكري و وبتعبير منطقي يكتب له الدوام . ولا يضير الثورة أن يقع (ما يفيده مصادركم ) من وهم وتوقع وتلك قضايا من شان واختصاص أقسام أخرى كالإعلام الأمني مثلا أو الإعلام السياسي . لكن ليس جل اختصاصات إعلام الحركة المركزي .
الإعلام اليوم صناعة في عصر صناعة الإعلام وعصر تسويق الكلمة . وزمن إنتاج المعلومات وتقديمها في شكل مستصاغ . ويتطلب ذلك صناعة مواعين ومنابر – مع تقدير حجم الصرف المادي – مراعية إنتاج الكلمة من تقليد الشعب و إيصال المعلومة مقرءوه سيارة ومسموعة إذاعية ومرئية مشاهد .
وليس الاعتماد اختصارا على الإطلالة الثورة من تلفزيون ارتريا مجرد لأنها على خلاف مع نظام الخرطوم . وردا كيديا لإطلالة المعارضة الارترية من تلفزيون الخرطوم النظام اللدود لإرتريا . إن المعارضات تصبح ألعوبة في أيدي الأنظمة تكيد بعضها بعض .ليست مفضلة من الثورة الدارفورية أن تسمح بنفسها لتكون في دور ألعوبة الأنظمة الدكتاتورية المتناحرة وتظل تستغل ذلك التناحر.
و يتطلب الأمر اكبر ما يتطلبه إنتاج انساق جديدة في الثقافة الإعلامية مغايرة لما ظللنا نشهده في البيئات الحزبية السياسية في السودان والإعلام المضلل للشعب الذي تمارسه الدول . إننا جد في حاجة-و إبراهيم وازرق خبير إعلامي- إلى نفخ الروح في تقاليدنا الإقليمية العريقة بما يتفق وروح العصر.
لا يتطلب من مدير الإعلام الثوري شخصيا إلا أن يكون بالضرورة ناقدا روائيا أو سينمائيا أو مخرجا أو كاتبا. ولا يتطلب منه أن يكون شاعرا أو خطيبا مفوها . لكن الأمر يترجى منه إدارة مميزة للإعلام الحاضر ، يحتوي كل ذلك في فترة الثورة و يكتسب تلك الأنحاء . على منابر تحمل ثقافتنا المطموسة من قبل المستهجنين – وفي جوي حضاري أخاذ.
ومثلما جاءت الحركة الثورية إنتاج حداثي متقدم في الواقع المجتمعي السوداني -وتلك حالة وعي تجديدي في الدولة السودانية في القرن الجديد- جاءت كل إنتاجها حادثي أيضا في الفكرة والمصطلح والحركية. لكنها تحتاج قفزة جديدة لتطوير تلك التجديديات إلى عمل يكون له أكل اليوم قبل الغد في صحف كتابة أو قناة أو إذاعة.
فالمصطلحات الجديدة التي دخلت قواميس العمل السياسي اليوم يعود الفضل فيها للثورة في إنتاجها ايجابيا أو إفرازا سالبا من خصومها وتحسب لها. مثل (المهمشين والتهميش ) (اختلال ميزان السلطة ) ( العدل السياسي ) كلها مصطلحات لأدوات إحداثية بلا شك .و كذالك الإنتاج المصطلحي المعاكس لذالك والمتأثر به تأثير سلبييا (كالجنجويد) ( تورا بورا ) كل ذلك يتطلب نسق جديدا في الثقافة الإعلامية لتوظيفه واستعماله خدمة الثورة.
والسودان المهمش الذي أنتج تلك الحداثيات لجدير وغني بإنتاج ما ومن يوصل رسالة الثورة بالمعلومة المشكّلة في قوالب العصر كما كان قادر أيضا على حماية الثورة بالسلاح.
إننا في حاجة اكبر أيضا إلى الشرح الثقافي والإعلامي لكثير من المصطلحات قيد الاختلاف في تفاسيرها بين السودانيين والسودانيين الخصوم: كالسودان والهوية والدولة والعروبة والإسلام والوطنية. ولعلى يظل لويسا السادس عشر يكرر فينا انه الدولة والعروبة والإسلام والوطنية. وان دولة بني أمية مقدسة . وان عمالها أبناء الله الانقياء عرقا ولونا ، وان لهم الحق في التخليد والبقاء. وان شيوخ البلاد السلطوين ناطقين باسم الله.
6- ليس عيبا أن تكون ذا ماضي سياسي
معظم الثوار في الحركتين منحدرين من خلفيات سياسية وفكرية متباينة – لا عيب ولا مشكلة من ذلك - وربما خاضوا عملا سياسيا فيما مضى لصالح أحزاب شمالية منها: الأمة والحركة الإسلامية والاتحادي الحزب الشوعي وأخريين- من المستحب وقد أكسبتهم خبرة - .
انه من المفيد جدا العمل في الدولة والأحزاب في وقت ما قبل إعلان ضرورة التغير الثوري – اعني مشاركة فعلية- و ايّما ثورة فاضلة إلا وخرج مؤسسوها من لب الحزب أو الحكومة أو المؤسسة المثار ضدها بعد بلوغ مشعليها النقطة التي عندها تم اكتشاف الحقائق والبراهين التي يحمل ويدعو للثورة . بعد ذلك يصبح مواصلة المشاركة في المؤسسة المثارة ضدها مسالة أخرى!!.
. وواجب الشراكة والعمل تعطي الدليل الأعمق على شرعية الثورة . وأي عاقل يدرك ذلك.
ولولا الدخول – إيمانا وإخلاصا أو توظيفا واستخداما مقصود او غير مقصود في الأنظمة والأحزاب والمؤسسات لما أمكن معرفة الخلل . ولما أوجب على طلاب العدالة والمساوة صياغة تصور الثورة الداعية إلى التغير والمقدمة تفصيلا في كتيب (اختلال ميزان السلطة والثروة- الكتاب الأسود ).
ولولا التقديم الجديد من الثوار والثورة لكنا – ولم نزل- تحت نير الظلم وأقدام الظالميين ما حيينا .ولان المشاركة مع أي خصم بنية الإصلاح -لغرض - يخلق المادة الثورية ويكسب الخبرة في مقارعة الخصم نفسه الذي اأُستدركت جوانبه الخبيثة. وتلك نقطة ايجابية ليست بسلبية.
وايما رجل في الثورة الدارفورية وكان ذو ماضي حزبي يجد نفسه عاجزا عن إعلان ذلك الماضي لخشيته وخوفه من النقد و الاتهام لجدير بالازدراء .إن الذي يلجا إلى التهرب دوما من ماضيه تحرجا أو خوفا وخشية أو طمعا فانه حتما ليس جدير في مواجهة الحقيقة في حاضره .وأجدر به أن يكون عاجزا (متجابنا) في صياغة مستقبله ومستقبل شعبه.
إن الذي يعيش ماضيه بصدق وبإخلاص لا يسعه إلا أن يفتخر بذلك الماضي وتلك هي الواقعية المطلوبة في حق الشعب لمن يتقدم قاعدا له ومطالبا بحقوقه. وكل أخطاء الماضي يمكن إصلاحها مجرد اكتشاف المنحنى الذي ألزم تغير المسار. ولا يقوم بذالك إلا من ظل مخلصا لشعبه وصادق مع نفسه.
لكن الذي يجب إدراكه أن الأمور تتغير عند نقطة استكشاف واجب الثورة . والحق يجب ما قبل ذلك من إثم
7- لان الثورة أنهت الوجود الحزبي وخاصة لأبناء دارفور
الذي نكره أن نسمعه هو أن أول رصاصة أطلقتها الثورة في دارفور وبالتحديد في فبراير 2003م أحرقت جميع التكوينات الحزبية في الشمال على كل من قامت الثورة من اجله. وعلى اثر ذلك انتهت صلاحية الوجود الحزبي في السودان فعليا :-
وأطروحاتها المشاعة وأساليبها وممارساتها ورموزها السياسية وهياكلها الداعية إلى تكريس الشمالي المؤله و اللامساوة بين بني البشر.
وان أي حمِلْ لأساليب وأشكال طرح القضايا استنادا على تلك الخلفيات السياسية السحيقة من المنتمين سابقا إلى الثورة لاحقا يخلق ازدواجا في التحرك. ويشكل تضارب بين حياتين :- استحضار أسلوب سياسي مدني مستدعى من جهة لصياغة فكرة سياسية ثورية راهنة لعمل ديمقراطي يهدف أساسا إلى تغير جزري لكل أنماط الأساليب المدنية الممارسة في الدولة والأحزاب والمؤسسات المنهية صلاحيتها.
ولان الثورة وُجدت لمعالجة التراكمات التي خلفتها التبعية التاريخية ومترسبة في الذهنية السودانية والتربية فيما يحكم علاقة الشمال بغيره في الدولة . وكانت الأحزاب والمؤسسات لسياسية والأنظمة مدارس لتعليم فقه التبعية وعقائد الازلال .لكنها ظلت روحا وجسدا من تلك المعاقل حتى اليوم في شكل حكومة الإنقاذ تدافع عن نفسها وأحزاب تحاول تكذب الواقع .
وان استدعاء قوالب الأنساق القديمة : الثقافة السياسية ونماذج الممارسة المتوفرة لدى الأحزاب الشمالية ونقابات الدولة في كل نظام - في قيادة المد الثوري يعني الاعتراف بالتأثر التبعي وعدم القبول بتغير تلك العلاقة بمستوى السلوك.
إن تقبل فكرة الاعتراف بنهاية الأحزاب ليست مسالة قهرية تفرض على الرافضين ولكنه الواقع الذي يعلن نفسه علينا جميعا . ومرا على إخواننا في الشمال النيلي . ستشكل الدولة المرتقبة من ثوراتها الممثلة للاقاليمها ويكون دون إرادتنا لمن شاء منا أو لم أو كره . وتلك سنن الحراك الاجتماعي بين بني البشر في كل المجتمعات المختلة اجتماعيا.
أساليب جديدة للعمل السياسي
مثل (أخي الكريم) الطبيب الخليل إبراهيم لا ينتظر المهمشين من الناس منه إجهاد نفسه في البحث عن أدلة ابريقية لإثبات وجود الله وكيفية عدله . وشكوى الخليل بن إبراهيم من تأثره الإسلامي السياسي ظاهر . ولم يختلف في أسلوبه وخطابه الحركي كثيرا عن الأسلوب الديني المنحوت في المنابر والخطابات المسجدية.
لم ولن يساور احد الشك في انه يعرف الله جيدا أكثر من معرفة كل سلاطين الضلال بدولة بني أمية السودان . ويعرف الناس عنه انه سوف لن يخون الله أو يتآمر على الإسلام الحنيف الدين – ليس الإسلام التجاري السياسي المستشمل اعني- .
فقد امضي حياته بالقران حفظا، و بصدقه الدارفوري وسذاجته الغرباوية. وهو الذي ترك منصبه(المهمش سلطة وصلاحية) والوثير مقعدا لييمم شطر الفلاح سعيا لمستقبل فيه خير وصلاح لشعبه المظلوم.
لكن مثل أسلوبه في الخطاب ليس لتوبيا بقدر ما هو مصرفة للمواضيع ولغوا في الفكرة . وانتهاجه لن تفيد الحركة ولا الثورة في نشر معشار ما آمنت به من أفكار ومبادئ حسنة . أو في إيصال قضيتها للعالم.
اعني أن ما ينتظره -المهمشون- من البشر والشجر في السودان من قاعد ثورتهم ومفجر طاقاتهم الذي هو إبراهيم الخليل نفسه هو الولوج مباشرة ودوما إلى أهداف الثورة : المشكلة والآثار والحلول في كل لقاء ووفي كل مذهب . وكتاب و رسالة وخطاب ، وبكل الأساليب والطرق الموصلة إلى روما ،لكن فليختار أقربها.
سيقول اللغويين من الناس ذوا الفكر السياسي السلفي - بالنسب إلى النظر للوراء في السير – أن بعض الثوار كان بالأمس نظاميا مخلصا ويحصون ما فعلوا بالأمس من تطبيل. إلا انه ليس من المنطق العملي في شيء محاسبة الثائر بماضيه أو إضاعة الزمن في تذكيره بذالك – لان الرجال بحاضرهم ما داموا على الحق ظاهريين وناقمين على الباطل .
وقد قضى الله أمره فيما كان لمن يسعى متغيرا إلى الأمام في الجهة التي يظنها صحيحة. ويحكم الله أمره فيما سيكون . ولن يضير الثورة قول كل من ينصب من نفسه قاضيا يجزي الناس أجور ماضيهم وسيئات ما عمل وما حاق بهم من نعم لم يبلغوها.
ولان يظل الرجل بمقام القيادي من الثورة أسير لماض قد سلف . وحبيس كلمات أقوال الناس شيء منافي للعقلانية المسيرة وواجب الحال. وجدّ مضيعة للجهد وإفراغا للطاقة في فضاء. وليس ثمة من له الحق في الحساب . وإلا لما تأخر الذين يتمنطقون القول محاسبين من السلفيين سياسيا لتصدر فضيلة العمل وشرف المبادرة حاضرها بعد أن غابوا في السابق سلفا .
ولولا تكاليف الحياة لم يخب جبان ولم يهوي الفضيلة ثائر
وما حمل السيف الكمي لزينة ولكن لأمر أوجبته المفاخر
القائدة الثورية تقول : إن مواصلة المسيرة يقتضي الإيمان بالفكرة حتى النقاع والتشرب من رحيق الثورة حتى الثمالة وليكن خلاصة ما يسعى الإنسان إليه من عمل هو كل ما يرضاه الله ،فانك ملاقيه حتما. وما يكون في مصلحة العباد والبلاد فانك مفارقهم.
8- حسم التداخل القبلي الحدودي
مسالة الوجود الأجنبي في بعض الفصائل الثورية السياسية فيها والعسكرية مسالة جديرة بالاهتمام والمراجعة . وذلك الوجود أعطت الذريعة وأقامت الحجة للنظام – مع إدراكي أن النظام ليس في حاجة إلى اتخاذ ذرائع وحجج - ليستعين بمليشيات الجنجويد من شطرها الخارجي (الاندجنوز عرب) أو عرب الشتات على وزن (يهود الشتات) المتبعثرين جغرافيا في الدولة الإفريقية المجاورة تشاد وغيرها .
ولا يمكن حسم ذلك الأمر دون حسم وضعية التداخل القبلي في المناطق الحدودية المجاورة بين السودان والدول الأخرى عموما وخاصة تشاد في أروقة المفاوضات وفي صفوف النضال .وأي طرق على الانتماء القبلي من قبل الأجهزة الرسمية للحركة لذلك الوجود المضاد يظهر الطرق القبلي المعاكس. واحسب أن تشاد الرسمية تؤدب خصومها على حساب الدول المجاورة. وان تشاد الشعبية تصفي حسابها على حساب أهل دارفور.
المطالبة بضرورة إخلاء الوجود الأجنبي ضمن معالجة وضعية مليشيا الجنجويد يقتضي بالضرورة مراجعة وضع الأجانب: الساسة و المسلحين ملثمي الرؤوس المقنعين، المحاربين على الطريقة التشادية في القتال . والذين يملئون ساحات الشطر الغربي والشمالي للإقليم. وهذا الوجود الأجنبي في الطرفين (الثورة والنظام. ) دليل على الاستجلاب المشترك للوباء المنظم إلى دارفور ومسئولية ذلك يقع على الطرفين على حد سواء . وان الكثير من النهب والسلب والقتل يتم في الكثير من الأحيان لصالح دوافع عرقية بحتة من أولائك الأجانب لصالح الطرفين بينما يتمترس كل من الطرفين بحقوقه التجارية في السوق السياسي وحقوق تجارة الكلام . دونما يعترف احد منهما بعواقب ذلك ويحسب على النظام والثورة بالسواء .
9- اختلاف لا خلاف بين الحركتين
يتساءل الناس إن كانت القضية واحدة فلماذا وجود حركتين منفصلتين ؟ .سؤال وجيه أرجو على الإخوة في قيادة الحركتين الإجابة عليه وبصورة واضحة وتسمية الأشياء فيها بأسمائها . بين الحركتين اختلاف في وجهات النظر وفي الأهداف والأسلوب والأداء العسكري والسياسي اختلاف جوهري ليس من السهل التقاءهما معا . حسبما أدرك .وهناك فرق بين تعريف الخلاف والاختلاف . ولكن اجتهاد القيادتين في عدم إظهار الخلافات لا يعني عدم وجود اختلافات وإلا فعلا كانت الإجابة لا داعي من وجود حركتين منفصلتين لقيادة ثورة واحدة وما الذي يجمع بينهما على اتفاق وتنسيق عمل؟.
إن اختلاف الآراء وتباين وجهات النظر ليس بمستبعد في بيئة متباينة الصنوف يتباين فيه التوجهات . وتلك سمة البشرية . وان أي خلاف يستدعى مخاصمة أو ينتهي بصدام سيستثمره النظام بالشك في مصيدة الماء العكر . وأي خلاف من شانه يخلق مواجه عسكرية بين الطرفين يعجل بالإجهاز على الثورة في مهدها . ويفطر نفوس الأبرياء المنتظرين من الناس انتظارا إذا لبزوغ الفجر .
وعلى إدارة الحركتين إجراء حوار متمدن مكسي بالعلمية والواقعية وحامل روح التقاليد الدارفورية الشهمة و السمح بالجلوس على بساط احمدي . ولنكن صادقين ومعبرين عن حقيقة تطلعات شعبنا في الإقليم. سعيا في الوصول إلى رؤوا واضحة حول القضايا الاختلافية . ورسم صورة ثورية نسعى إليها بالتكاتف جمعنا دون توزيع الجهد وتقسيم الطاقة في جهات.
ولا سيما انه ليس من السهل ادخل أجندة مستغرب على شعب الإقليم الذي هو شعب متدين مثل فصل الدين عن الحياة في دولة لم نصل إليها بعد ولم يزل مجر أشواق تقرير مصير الإقليم تمهيدا للانفصال بعد أن اجتهادنا عمالا استعباديا في تعمير الشمال النيلي لينعم الجلابة به وصنعنا لبنات التاريخ القديم للسودان . ولكن استبعاد العناصر الأجنبية في الفصائل . ونبذ العصبية الجاهلية . ومحاربة العنجهية والغرور ,وتوحيد أجندة الحوار . وممارسة العمل العسكري بعقلية عسكرية ليس بأسلوب قطع الطريق المستورة من دول الجوار .تلك مسائل محددة للوصول عبرها إلى شكل مقبول للثورة . هذا إذ كنت مخطأ -وأرجو أن أكون كذالك – في أن المستقبل لا يحمل احتمال حدوث صدام بين الطرفين.
10- النقد الذاتي البناء
إن جميع الحركات السياسية المسلحة في دارفور لم تصل بعد إلى مصافي النضج ألمؤسسيي فيما يختص:-
بتشكيل المؤسسات ، طبيعة طرح رؤاها من خلفية الفكرة الثورية التي تؤمن بها. وأنماط تناول المسائل المطروحة من الآخرين .وأشكال توجيه الخطاب الحركي الثوري إعلاما للسامعين: منتمي أو مؤيد ،وخصم أو معارض ، ومحايد مستقل.
ولعلى التفاوض والقتال يُعجم عود المناضلين سياسيا وعسكريا وإعلاميا . وكل محنة تدفع بالحركة – أيما حركة ثورية -إلى النضج حتما . وطول النضال يكسب خبرة ويورث تجربة. والنضج الثوري الذي اعنيه مرحلة يصلها الثورة تتطلب من الحركات عندها أن تكون واقعية دون التخلي عن قدراتها على استخدام الخيال في استرسال أشواقها عن دولة ديمقراطية المؤسسات. ويفترض معها ضبط النفس مع القدرة على الانفلات وقت الاقتضاء.
ويفترض بقادتها -وقد توصلوا إلى تكوين فكرة متناسقة للحالة والمستقبل للدولة السودانية التي تقوم على المواطنة وحرية الإنسان على أنقاض الامساوة وانتهاك حقوق الآدميين- يفترض بهم دون القطع بالرأي في مجمل المسائل الخلافية قيض الحوار منها قبل قتلها تفكيرا وتقليبا.
كما يقتضي المرحلة عدم التعصب انحيازا سلبيا في الانتماء والأداء الثوري ولان الأفكار السوداء إنما تنتشر يصعب إعادة نشرها من جديد. كما ويفترض والحالة عزم دون تصلب وتسامح دون تراخي.
والثورة خطوة في الاتجاه الصحيح والى الساعة لا يقدر بزمن عمرها الفعلي . ولا يقدر لها مدى ما تعيش ولكن لا يمكن حتى مجرد- فكرة - التراجع قيد أنملة إلى الوراء بأي حال من الأحوال.
وكلما استصعبت الثورات امرأ نقدت نفسها لتصحيح المسار وأعطت نفساً لتجديد الخطى إلى الأفق المنتظر. و ليست هناك ثمة شكل معياري يخلق ثائرين جدد ليوضح للناس عبره ما يجب أن يكون وما يجب أن لا يكون . لكن كل من يحس في نفسه القدرة على التغير الجزري في قوالب ثقافية حداثية ينتظر منه أن يكون النبي الرسول .
في الواقع ليس في مقدور كل الثورات أن تكون ناضجة في كل النواحي ، لكن من الممكن الاقتراب من تلك الحالة المثالية التي عبرنا عنها عن طريق تعود النقد الذاتي المستيقظ .
وعلى القيادة استدراك مقول في مثل الإغريق (من استقدم استهدف ) أي جعل نفسه هدفا للناس جرحا وتعديلا . والواجب الأخلاقي يقضي على الرجل الذي يجعل من نفسه رسول خير للمجتمع أن يستمع إلى نصححهم ويقبل انتقاداتهم بصدر رحب .
#سليمان_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقليم دارفور تعبيرعن عجز الدولة في السودان
المزيد.....
-
هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
-
ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو
...
-
وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس
...
-
ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
-
سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
-
تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
-
هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا
...
-
كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا
...
-
غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
-
مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|