أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم














المزيد.....

السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 - 10:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اليوم.. يجرى الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور، وسط جدل شديد السخونة بين الحزب الوطنى الحاكم ومؤيديه من جانب وبين أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة من جانب آخر.
وبصرف النظر عن هذا الجدل المحتدم حول التوجه إلى صناديق الاقتراع أو مقاطعتها.. فإن هناك أمورًا إيجابية حدثت، وتحدث، وتستحق أن نرصدها وان نبنى عليها من أجل المستقبل.
أولها.. هذه الحيوية النسبية التى أصبحت تتسم بها الحياة السياسية التى ظلت تعانى من الركود والجمود والتكلس عقودًا متصلة.
بل الأصح أن نقول عودة الروح إلى السياسة أصلاً، لأن السياسة كانت قد «ماتت» من الناحية الفعلية، وتم استبدالها بالفرمانات الفوقية والتعليمات البيروقراطية من جانب الحكومة والموالين لها، والشكوى إلى الله وأولياء الله الصالحين وبيانات الشجب والاستنكار سابقة التجهيز وأحاديث الغرف المغلقة والتى تفصلها عن الناس جدران عازلة الصوت من جانب أحزاب المعارضة.
الآن.. وعلى عكس هذه الصورة التعيسة خرجت السياسة من القبور، أو على أحسن الفروض فإنها غادرت غرفة الانعاش.
الأمر الثانى.. أن مغادرة السياسة لغرفة الانعاش.. لم يكن ممكنًا أن تحدث دون تدفق دماء جديدة فى الشرايين التى أصابها التصلب، إن لم يكن الانسداد الكامل فى السابق، حتى «تعطلت لغة الكلام» وتوقف الحوار السياسى، أو طغت عليه الطبيعة البيروقراطية والشكلية حينًا، ولغة الاملاء أحيانًا وبشكل أقرب إلى «عقود الاذعان».. ومن لا يعجبه يشرب من البحر أو يضرب رأسه فى الحائط!
الآن.. ورغم أن هذه الصورة لم تتغير بصورة جذرية، ومازالت زاخرة بالكثير من السلبيات، والعناد، شهدت بعض أشكال التعبير ازدهارًا نسبيا، وخرجت السياسة - نتيجة لذلك - إلى الشارع والهواء الطلق.
خذ أسلوب التظاهر على سبيل المثال.. ستجد أن هذا الشكل من أشكال التعبير كان معطلاً، بل مجرَّمًا، لعقود طويلة، وأصبح الآن فاعلاً رغم معوقات وعيوب كثيرة. والملفت للنظر أن حزب الحكومة نفسه أصبح يستخدم هذا السلاح ذاته ردًا على مظاهرات المعارضة، وهذا تطور مهم جدًا، حتى لو كانت هناك سلبيات فى بعض المظاهرات والمظاهرات المضادة، مثل استخدام البعض لـ «البلطجية» و«الفتوات»، ورفع البعض الآخر لـ «المصاحف».
نعم.. هناك عيوب وتجاوزات من مختلف الأطراف.. لكن الحزب الحاكم الذى يحتكر السلطة منذ سنوات أطول من ليل المريض يتحمل النصيب الأوفر من المسئولية بحكم طبائع الاشياء، ثم إن هذه التجاوزات والسلبيات يمكن ويجب تصحيحها مع مرور الوقت ومع تعمق الممارسة الديمقراطية واعتياد من تأقلموا طويلا على الأساليب السلطوية والادارية والفوقية على أسلوب الحوار والأخذ والرد والتوصل إلى حلول وسط والالتقاء مع الخصوم فى منتصف الطريق.
الأمر الثالث.. أن السياسة التى خرجت من غرفة الانعاش قد اتسعت دائرة المتعاطين لشئونها، وتزداد اتساعا يومًا بعد آخر، ولم تعد تشمل فقط بضعة أحزاب نشأت فى ظروف حافلة بالقيود، بل أصبحت تجتذب كثيرًا من فئات المجتمع.. صحفيون.. محامون.. أساتذة جامعات.. مهنيون.. فصائل محجوب عنها الشرعية.. إلخ
ولا شك أن اقبال فئات وشرائح اجتماعية أكثر واكثر على تعاطى السياسة مؤشر بالغ الأهمية، يوحى بتراجع نسبى فى السلبية المزمنة التى وصلت إلى ما يشبه الاستقالة الجماعية للشعب المصرى من المشاركة فى تقرير مصير الوطن.
ولا شك أيضًا فى أن التقلص النسبى فى حجم الأغلبية الصامتة يحيى بعض الآمال فى تحرك المياه الراكدة منذ عقود.
حتى شعار المقاطعة الذى رفعته أحزاب المعارضة الرئيسية كرد على القيود التى وضعها نواب الحزب الحاكم على شروط الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، ورغم أنه يبدو من أشكال التعبير «السلبى»، فإنه لا يكرس السلبية بالضرورة.
فمقاطعة الاستفتاء من جانب البعض ليست نهاية المطاف، ومن سيقاطعون هذا الحدث أو ذاك لن يذهبوا إلى بيوتهم ويغلقوا الأبواب على أنفسهم بالضبة والمفتاح ويخاصموا العالم، ويعكفوا على زراعة حديقة منازلهم الخلفية على حد تعبير برنارد شو.
المهم.. ألا نحول «المقاطعة» إلى «قطيعة»، بل أن نستفيد من هذه التجربة من أجل المستقبل.
فاستفتاء الاربعاء.. على أهميته القصوى.. ليس بداية تاريخ مصر.. وليس نهاية العالم.
وأيا كانت نتيجته.. فانه من الأهمية بمكان أن نبنى على ما تحقق فى الأشهر الاخيرة.. وأن نستفيد من عودة الروح إلى السياسة.. وأن نتعاون - بكل فصائل الموالاة والمعارضة - من أجل الحيلولة دون رجوعها إلى القبور.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية
- إسرائيل تحتل الأرض التى ينسحب منها -التنابلة- العرب .. فى ال ...


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم