أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟














المزيد.....

هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 - 09:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الخطوة التي دعا إليها التجمع السني" هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي وديوان الوقف السني" يوم الأربعاء الماضي، والداعية إلى غلق المساجد لمدة ثلاثة أيام، احتجاجا واستنكارا على ما ينالها من انتهاكات وتجاوزات تتهم فيها الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الانتقالية وحفاظاً على سلامة روادها. هذه الخطوة وبغض النظر الآن عن صدق أو عدم صدق ما وراءها من الدعاوى ، هي خطوة تمثل ممارسة سلمية مشروعة وحضارية.

إن شعبنا الذي تنغص حياته حمامات الدم اليومية منذ اختطاف الدكتاتور وحزبه للسلطة عام 1968 وحتى بعد سقوط صنمه، والى يومنا هذا، شعبنا هذا أحوج ما يكون إلى التعبير عن احتجاجه وأمانيه بممارسات ديمقراطية، و بأدوات بعيدة كل البعد عن العنف وأساليب مجتمعات الغاب، خصوصا وهو يتيقن يوما بعد يوم، إن العنف لا يولد إلا العنف، وان المرحلة الدقيقة الحالية التي يعيشها ، تتطلب قبل كل شيء حقن ما تبقى من دماء أبنائه، واحترام إرادة القانون، و اللجوء إلى لغة الحوار للتصدي ومعالجة كافة التحديات التي تعترض بناء العراق الديمقراطي، ابتداء بدحر قوى الإرهاب، ومكافحة سرطان الفساد، مرورا بتشريع الدستور و باستكمال استعادة السيادة الوطنية.

إن الإشادة بخطوة غلق المساجد كأسلوب احتجاجي، التي جاءت إثر تداعي مخاطر اندلاع الفتنة الطائفية المقيتة، والتي إن اندلعت لا سامح الله، فأنها لا تقل سوءا و ضررا من وقع الاحتلال نفسه، وستكون فاتحة لحروب اثنية وعقائدية وسياسية يصعب تقدير عواقبها على شعبنا وشعوب المنطقة. هذه الإشادة تستوجب الإشارة إلى أن دعوة غلق المساجد جاءت انتقائية في الأسباب، و متأخرة في الاتخاذ؛ انتقائية في الأسباب لان ما تعرض له المواطن العراقي وفي مختلف المدن مسلما كان أو غير مسلم ،وهو عندي سواء، وخصوصا خلال الشهرين الماضيين، فاق بكثير" الانتهاكات و التجاوزات التي نالت المساجد". فقد طالت أعمال القتل و التفجير عباد الله من أطفال وشباب ونساء وشيوخ وحولتهم إلى آثار أشلاء، وفي حينها تداعت أصوات ذات جهات التجمع السني التي دعت إلى غلق المساجد، تداعت بالتنديد و الاستنكار لهول تلك الجرائم الجماعية، ولكنها لم تدع احتجاجا إلى عدم إداء فريضة صلاة واحدة في المساجد، أو غلق المساجد ليوم واحد في حينه.. وجاءت متأخرة لان جريان نهر الدم العراقي المسفوح لم يتوقف على أيدي مافيات الظلام والذبح، منذ شهور وشهور، وأعمال القتل اليومي تبارك هنا وهناك، ولم يتم تذكر سلاح غلق المساجد احتجاجا ضدها، فهل أن حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟

نعم لقد جاءت خطوة اعضاء " التجمع السني" الاحتجاجية تلك انتقائية و متأخرة، كما هو حال قرارها المشاركة في الحياة السياسية، وقد أدركوا، ولم يجد لا النصح و لا التنبيه في حينه، كم فداحة خطأ قرارهم بعدم المشاركة في الانتخابات السابقة. وقد قيل أن تشارك متأخرا خير من أن لا تشارك، ولاعيب في الوقوع في الخطأ، ولكن العيب وتحمل المسؤولية عند الاصرار على الخطأ وعدم اعتبارمصلحة العراق ومستقبل شعبه وحقه بالعيش بكرامة، هي البوصلة في إتخاذ القرارات والمواقف ،لا المصالح الفئوية الأنانية والسياسات غير المسؤولة وذات النظرة القصيرة الامد.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أحب ويحب الأردنيون صداما؟ إلى توجان فيصل
- جرح العراق النازف…عمق استراتيجي لشعوب الجوار
- حكومة الجعفري ؛ درس مضاف للتيار الديمقراطي العراقي
- هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟
- في أربعينية شهداء مجزرة الحله ..ليمتثل عرابوها أمام العدالة
- قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين
- ولاية طالبان الفقيه في البصرة… هدية أعياد آذار للمرأة العراق ...
- الدستور العراقي الجديد و المرأة العراقية
- هل يتعظ المسؤولون العراقيون بعبر التاريخ ؟
- ملثمون إرهابيون ... ملثمون ديمقراطيون
- قناة الجزيرة ومبدأ العضّة! وتورط الأردن
- استنكار شيوعية الحزب الشيوعي و لوغارتم الشكل و المضمون
- شحنة إيمانية زائدة
- ثلاثة - أصوات - و معطف كوكول و- جاكيت - الحزب الشيوعي
- من ينصف المرأة العراقية حقا ؟
- أفكار و دماء الشيوعيين العراقيين هي المنتصرة


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟