أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى راشد - تحذير للجنة وضع الدستور














المزيد.....

تحذير للجنة وضع الدستور


مصطفى راشد

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال متابعتى اليومية لجلسات النقاش داخل لجنة الخمسين الدستورية، عرفت أن هناك إتجاه لجعل المادة الثانية تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ، وايضا أن تنص المادة الخامسة على أن السيادة للشعب وحده وهو مصدر السلطات –------- وأن صحَ هذا الإتجاه وتم إقراره على هذا النحو ، فسوف تكون الخطيئة الكبرى، التى وقع فيها أعضاء لجنة الخمسين مع كامل إحترامى للعديد من الأسماء الكبيرة التى تشملها اللجنة ، والتاريخ لن يرحمهم ، لأننا بذلك نضع الشىء وضده داخل الدستور، فيولد متخبطاً بلا هدف وأساس موحد صحيح واضح ، لأن هاتان المادتان لا يمكن أن يجتمعا ، فطريق الأسكندرية عكس طريق أسوان ، فإمٌا أن تكون الشريعةَ الإسلاميةَ هى الحاكمة ومصدر التشريع والسلطات ، وإما أن يكون الشعب هوالحاكم ومصدر التشريع والسلطات – فوجود مثل هاتين المادتين بهذا الشكل المتنافر بالدستور ، هى كأننا قد وضعنا جرار للقطار فى الأمام ، وجرار أخر فى الخلف ، وطلبنا منهم أن يتحركا بالقطار ----، فسوف تكون النتيجة كارثية وهى تدمير القطار والركاب ، لذا نحن نطالب لجنة الخمسين ، بأن توحد وتُحدد موقفها وهدفها ، بمعنى هل هى ترغب فى دستور دينى ، أم دستور مدنى ، فلو كانت الأولى عليهم شطب المادة الخامسة ، لتكون الشريعة الإسلامية هى الحاكمة ومصدر كل السلطات ، وأما أن يختارو الدستور المدنى ، فتحذف المادة الثانية الخاصة بالشريعة كمصدر رئيسى للتشريع ، ليكون الشعب هو الحاكم ومصدر السلطات والمنظم لقوانينه ودنياه ، لأن الفرق كبير بين الدستور المدنى والدستور الدينى ، فالمدنى نسبى متغير يمكن تعديله حسب الحاجة والظروف والتطور ، أما الدينى فهو مطلق ثابت لا يمكن تعديله ، كما أن المدنى يمكنهُ الأخذ بنص البيان العالمى لحقوق الإنسان الصادر من الأمم المتحدة فى 10 ديسمبر 1948 ، لكن الدستور الدينى يتعارض تماماً مع بعض نصوص نص البيان العالمى لحقوق الإنسان –كما أن الدستور الدينى يدور فى فلك ومعطيات وطلبات السماء ، أما الدستور المدنى فيدور مع معطيات وطلبات الشعب ، ايضا علينا أن نختار بين دستور دينى مثل دولة إيران ، أو دستور مدنى مثل دولة تركيا ، أما أن نمسك العصا من المنتصف بين الدينى والمدنى ،فهى خطيئة كبرى، لتعارض وجهتى النظر بين الإيمان بالمطلق والإيمان بالنسبى ، وبين جمود النصوص الدينية وقدسيتها ، وتطور النصوص المدنية وبساطتها ، كما أن الدستور الدينى هو تمييز واضح وصريح للمسلم المصرى على المصرى غير المسلم ، أما الدستور المدنى لا يفرق بين المواطنين، ولا يميز فرد على فرد، أو عقيدة على عقيدة ، كما أن علينا أن نحدد هل نحن نحتاج لدستور كى يُدخلنا الجنة ، أم لدستور يُنظم حياتنا الدنيا ، لأننا أعلم بشؤون وأمور دنيانا كما قال الرسول (ع)---- ، لذا علينا أن نكون واضحين بين الأبيض والأسود ، لأن اللون الرمادى غير واضح، والخلط بين الماء والزيت أمر شبه مستحيل ، كما أن ترك الأمور معلقة خلف أراء وقرارات مرتعشة هى جريمة فى حق الوطن ، والجمع بين الدينى والمدنى ينتج دستور مسخ مشوه ، ولن يكون سبباً فى تقدم الآمة بل فى تفتيتها وتخلفها ،فهل أدركت لجنة الخمسين ماتنوى فعله بالوطن ، أم حان الوقت لنكون أكثر وضوحاً وجرأة وصدق مع الله والنفس، وحتى لا نكرر أخطاء الدساتير السابقة ونعلم أن الدستور المنظم لحياتنا على الأرض، يختلف تماماً عن الدستور الذى يمهد لنا الحياة فى الأخرة .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان
E - [email protected]



#مصطفى_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادةَ لا تحتاج هذا الكم من المساجدِ والكنائس
- قَتلِ قَاتل الجنودِ فرض عَيٌن
- هل الجهل سبب التمسك بالمادة 219 بالدستور المصرى الجديد
- الدستور الذى نَحلم به
- دستورعدلى منصور يكرر الخطأ --- وعلينا أن ننتبه ونسأل :- هل ي ...
- التظاهر والخروج ضد مرسى فرض عين على كل مسلم
- قصيدة تمرد
- لا يوجد فى الإسلام حد أو عقوبة لشارب الخمر
- هل مسيحيى مصر مضطهدون ؟
- لم يذكر الإسلام إلا فى السنة 11 من بعثة النبى (ع)
- ردنا على إهدار دمنا من الأخ إدريس على قناة نور الحكمة وسب ال ...
- مصطفى راشد - عالم أزهرى، كاتب ومفكر و أستاذ الشريعة الإسلامي ...
- حبس العصفور داخل قفص معصية كبرى
- حكم الإحتفال بعيد الأم
- فساد الصلاة داخل مسجد يعلوه ميكرفون ومئذنة
- من أعان مرسى فالرسول برىء منه ولن يَردَ على حَوضه
- قصيدة دين مرسى ودين الإخوان
- الصلاة مع الرئيس مرسى فاسدة وباطلة
- الإحتفال بعيد الحب غير مُحرم شرعاً
- قصيدة لما حضنتينى


المزيد.....




- لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م ...
- بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و ...
- برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع ...
- نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في ...
- سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد ...
- إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب ...
- فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع ...
- عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ ...
- لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت ...
- زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى راشد - تحذير للجنة وضع الدستور