أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا نور - الله أبي – أعظم خبر فى حياتي















المزيد.....


الله أبي – أعظم خبر فى حياتي


رشا نور

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنه أعظم أكتشاف فى حياتي يوم أن أكتشفت إن :" أعظم رب فى الوجود هو أبي الودود " لقد رفعتني هذه الخبر السار لقمة الدهش والإنبهار، بل والتلذذ بهذا الحق العجيب الذى يعلن لي أن الله المهوب الخالق العظيم ملك الملوك ورب الأرباب هو أبي .نعم وقد أعلن الحبيب يوحنا نفسه، أنبهاره ودهشته هو أيضاً قائلاً : " أنظروا { أى تعجبوا – أندهشوا } أية محبة أعطانا الأب حتى ندعى أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) .

هذا هو الخبر السار الذى أعلنه لنا الوحي الإلهي قائلاً : " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذى هو حضن الآب هو خبر { أى أعلن الله بأنه أب لنا } " ( يو 1 : 18 ) ...


فلم يجسر أحد من أعظم الأتقياء فى العهد القديم أن يخاطب الله كالآب ... ولا إبراهيم أبو الإيمان والمؤمنين وخليل الله ... ولا موسى كليم الله ... أما الرب يسوع المسيح له كل المجد فقد قال لنا : " متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السماوات ... " (لو11 : 2 – 4 ) .. وقال لنا أيضاً أن الذى يكسو الزهور ويعتني بالطيور هو أبونا ... مخبراً إيانا بالقول : " أما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه " (لو 12 : 30) ... وقال له كل المجد للآب : " و عرفتهم اسمك و سأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به و أكون أنا فيهم " (يو 17 : 26) ...

عزيزي يمكنك أن تعرف وتتلذذ بأبوة الله لك عندما تفتح له قلبك وتقول له : " بابا أقبلك ... أحبك " .

معنى كلمة أب :

كلمة " أب " كلمة سريانية الأصل وتعني مصدر أو بداية وكما نقول ذهاب وآياب ... وأبَ تعني عاد لمصدره الذى خرج منه ... وكما قال الكتاب عن الرب يسوع :

" كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان " ( يو 1 : 3 ) ...

وقديماً قال الرب : " أن ابناء الله {benai elohim } رأوا بنات الناس أنهن حسنات فأتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما آختاروا " ( تك 6 : 2 ) ...

ويقول المزمور " قدموا للرب يا ابناء الله قدموا للرب مجداً و عزاً " (مز 29 : 1) ...

وفى سفر هوشع " وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: ‍أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ " ( هو 1 : 10 ) .

ويقول القديس بولس الرسول " و الله نفسه ابونا ... " (1تس 3 : 11) ...



الأب فى القرآن :

أطلق كاتب القرآن كلمة " الأواب " على العائد إلى المصدر والتائب العائد إلى الله المصدر أى الأب وهذا مانراه فى قوله :

" اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) " (سورة ص 38 : 17 – 19 ) ...

ويقول أبن كثير : { كل له أواب } أي مطيع يسبح تابعاً له " أي مطيع " ...

ويقول القرطبي : " إنه أواب " قال الضحاك : أي تواب ... ويقال آب يؤوب إذا رجع إلى الله .

ويقول القرآن أيضاً : " رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا " ( سورة الإسراء 17 : 25) ...

ويقول الجلالين فى تفسيره : ( فإنه كان للأوابين ) الرجاعين إلى طاعة الله .

وأيضاً يقول القرآن : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ( سورة ص 38 : 30 ) .

" وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ( سورة ص 38 : 44) .

" هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ " ( سورة ق 50 : 32) ...

ويقول الطبري : أواب أي رجاع إلى الله عن المعاصي ... آيبون تائبون, عابدون لربنا حامدون .



أنت مخلوق على صورة الابن فأنت أبن :

قبل أن نتكلم عن الانسان بين حياة البنوية والعبودية، أود أن أعلن لك الخبر الرائع بأن الله خلق الإنسان مشابهاً طبيعته وعلى صورته ...

حيث " قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا { فالله روح وجبل الانسان روح له نفس التى هى المشاعر و الذهن و الأرادة ... ويحملهما جسداً } فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض { أى سلطهم على كل البر والبحر والجو } ... فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً و أنثى خلقهم {أى أن الرجل والمرأة على صورته} ... و باركهم الله و قال لهم أثمروا و أكثروا و أملاوا الارض و أخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض. " ( تك 1 : 26 – 28 ) ...

وهذا ما أقتبسه كاتب القرآن من الكتاب المقدس عندما قال : " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... " ( سورة البقرة 2 : 30) ...

وكالعادة أختلف الفقهاء فى كلمة " خليفة " لأن الخلف لايأتى إلا من السلف ... فهل أدم ابن لبشر قبله أم هو أبن لله بالخليقة ؟ إذ أن القرأن يقول فى ( سورة أل عمران 3 : 33 ) : " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى { أختار من بين من ؟ } آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " .....

وهناك حديثاً ثابتاً صحيح ورد فى صحيح البخاري ... روى بن عمر عن محمد قال : " أن الله جل وعز خلق آدم على صورة الرحمن " ...

أنظر كتاب " عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن " ص 6 و 8 و 12 و 14 تأليف حمود بن عبدالله بن حمود التويجري – الطبعة الثانية 1989 – المملكة العربية السعودية الرياض تحت رقم 11461 – دار اللواء .

عائلة الله :

أن الله خلق الانسان ليكُون عائلة أنسانية رائعة تحمل صورته الروحية للتمتع والتلذذ من خلال أعظم علاقة انسانية وهى علاقة الأب والابن ... ويخطئ من يدعى أن الله يقول :

" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (سورة الذاريات 51 : 56) ... لآن الله غنى عن كل الخلائق ... وأن صفة الربوبية فى الله كانت معطلة غير مفعلة حتى خلق العبيد لتفعيل ربوبيته المعطلة !!!

ولكن الكتاب المقدس يقول : " ... لذاتي { كل تلذذي } مع بني آدم " (ام 8 : 31) ...

معنى كلمة "ابن" :

قال كاتب القرآن :" وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ...." (سورة المائدة 5 : 18) .

وقد رفض كاتب القرآن كون اليهود والنصارى أبناء لله لأنه لم يفهم معني " البنوة والأبوة " التى أنحسرت لديه فى مدلولها الجنسي فقط فى إتخاذ الصاحبة والولد ، ولا يعلم للبنوة معاني إخرى مثل :

أ - حامل الطبيعة ... فأنا من خلال هذه العلاقة صرت أحمل طبيعة الله وتسرى سماته فى أعضائي ... على صورته كشبهه ... وهو القادر أن يغيرني لتلك الصورة عينها ..

ب - الملازمة عدم الإنفصال ... فأن أسكن فى ستر العلي الأن فى ظل القدير أبيت أى أصبحت فى المسيح يسوع ... وكما قال كاتب القرآن "ابن السبيل" أى الملازم للطريق ...

جـ - تأصل المعني ... كما نقول على أحد أنه عربي بن عربي أى تأصيل العروبة فى هذا الشخص ...

وهناك الكثير من المعانى لكلمة ابن غير المعنى العضوي الذى فهم كاتب القرآن ....

وتتفرع الأبوة فى أتجاهين لا ثالث لهما :

الإتجاه الأول : أبوة بالكفالة

عندما أخرجت الخطية آدم من الحضور الإلهي ... فقد بنويته لله ليقع تحت سلطان أبليس الكذاب وأبو كل كذاب ... أصبح أدم ونسله تحت سلطان إبليس بل وعبداً له، وقد يعتقد البعض أن الله خُلق الانسان ليكون عبداً لله .. ولا يعلمون أن الله لم يخلق عبيد بل إبناء آحرار على صورته، وفى العهد القديم وقبل الصليب وبسبب خطية آدم الذى هو أصل الشجرة الإنسانية ... كان الله يطلق على إنبيائه الأبرار مثل موسى فيقول لله عنه " أما موسى عبدي ... بل هو أمين على كل بيتي " ( سفر العدد 12 : 7 ) أى كان لله عبيداً أمناء من المختارين أما باقى خلقه هم كانوا عبيداً لإبليس الذى قال عنه الرب عنه أنه رئيس العالم – ورئيس سلطان الهواء – وإله هذا الدهر ... فهم عبيد إبليس لأن إبليس ساد عليهم بسبب الخطية، لأن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية (يو8 : 34 ) ... وبسبب خطية آدم وتعديه على العهد مع الله وآختياره (هو 6 : 7 ) .. أصبح الجميع تحت الدينونة والقصاص وكما يقول الحديث " عصا آدم فعصت ذريته " ...

وبالرغم من سقوط الانسان إلا أن الله ظل " ‍يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ." ( مت 5 : 25 ) ... ولكن لم يتجاسر أو يجسر أحد من أعظم الأتقياء فى العهد القديم أن يخاطب الله كالآب ... ولا إبراهيم أبو الإيمان و المؤمنين نفسه وخليل الله ... ولا موسى كليم الله ... وعاش الانسان تحت كفالة الله ولكنه فاقد للبنوية الإلهية الكاملة ... وهذه هى الكفالة التى يبسطها الله فوق جميع خلائقه فيقول الرب يسوع :

" انظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع إلى مخازن و أبوكم السماوي يقوتها ألستم أنتم بالحري أفضل منها " (مت 6 : 26) ...

فالانسان الطبيعي البعيد عن الله الذى لم يقبل أبوة الله والفداء الذى عمله الرب يسوع على الصليب من أجله، بالرغم من أنه مرتد لآدم الخاطي وعلى صورته الميتة، لأنه لم يقبل أن يكون فى آدم الثاني الرب يسوع المسيح ... ومع ذلك فأنه يحيا تحت كفالة الله .. لكنه لايحمل اسمه .. ويظل فاقد للحضور الالهي ... فلا يبيت فى ستر العلي ولا يسكن فى ظل القدير ولا يكون له الرب ملجأ حصناً ولا عليه يتكل ... لأنه محكوم فيه روحياً ( أنظر 1 كو 2 : 14 – 15 ) ...

أما الإتجاه الثاني : وهو التبني فأدعو الله أبي

أبوة الله للمؤمنين بالنعمة أى مجاناً ... التي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالفداء من خلال عمل الصليب ... فهذا الخبر العجيب أتى به إلينا الرب يسوع المسيح إلهنا نفسه " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذى هو حضن الآب هو خبر { أى أعلن أبوة الله لنا } " ( يو 1 : 18 ) ...

فأقنوم الابن هو " الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله . لكنه آخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس . وأذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب ." (في 2 : 6 - 8 ) ...

وحينما مات المسيح فادياً لكل البشر، كنا فيه على الصليب ممثلاً لبشريتنا الخاطئة فمتنا فيه، وعندما قام من الأموات وأقامنا معه، لندخل مع الله فى العهد الأبدي ونسترد صورته التى خلق عليها أصل جنسنا آدم قبل الخطية ...

لذلك يحق لكل مؤمن بعمل الله الكفاري على الصليب أن يقول :

" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الأن في الجسد فأنما آحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني و أسلم نفسه لأجلي " (غل 2 : 20) ...

وهنا يسترد الانسان بنويته الكاملة فى الله الأب السماوي بالإيمان والقبول وكما يقول الكتاب :

" و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه " (يو 1 : 12) ...

" آخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الأب " (رو 8 : 15) ...

" الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله " (يو 1 : 13) ...

وقد تعجب نيقوديموس الفريسي الذى كان رئيس لليهود عندما :

" أجاب يسوع و قال له الحق الحق أقول لك أن كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله . قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان أن يولد و هو شيخ العله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية و يولد . اجاب يسوع الحق الحق أقول لك أن كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله . المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح " ( يو 3 : 3 – 6 ) ...

أنه الأمر الوحيد الذى يدخلك فى القيد العائلي لعائلة الله ويكتب أسمك فى سفر الحياة لتأخذ الخلود للأبد هو قبولك بالإيمان لتكون ابناً لله من خلال الولادة من فوق لتتحول من الكفالة إلى البنوية أى تدعى ابناً حقيقياً لله وارثاً له كل هبات المسيح ... ولا تتعجب أخى الحبيب عندما تفتح الإنجيل {أى البشرى المفرحة} لتجد القيد العائلي لعائلة المسيح موجوداً فى أول الأصحاح الأول من بشارة متى فيقول : " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم " ( مت 1 : 1 ) ... وكأن الروح القدس يقول لك .. نعم لن تنعم وتفوذ بالبشارة المفرحة إلا عندما تنضم إلى هذا القيد العائلي لعائلة الله ... أى تكون فى المسيح يسوع " أذا لا شيء من الدينونة الأن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح." ( رو 8 : 1 ) ...

نعم لقد أعلن يوحنا الحبيب نفسه أنبهاره ودهشته هو أيضاً قائلاً : " أنظروا {أى تعجبوا – أندهشوا} أية محبة أعطانا الأب حتى ندعى أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) ... ويتعجب القديس بولس الرسول ويقول :

" الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لآجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء. " ( رو 8 : 32 ) ...

ويقول قبلها : " لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم ابناء الله . اذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل آخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الأب . الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله .فأن كنا أولادا فأننا ورثة أيضاً ورثة الله و وارثون مع المسيح أن كنا نتالم معه لكي نتمجد أيضاً معه. " ( رو 8 : 15 – 17 ) ...

لذلك فالمسيحي الحقيقي هو من حمل أسم المسيح وسماته بالإيمان والداخل فى قيده العائلي .

أذا ما الفرق بين التبني والكفالة ؟

الكفالة هى أن تتكفل وتعول اليتيم مسدداً له كل إحتياجاته دون أن ينسب إليك أويُضم إلى قيدك العائلي ،

أما التبني : فهو أن تتخذ يتيماً من الأيتام فتجعله أبنك كالذين هم من صلبك ويدعى باسمك، ويصبح أولادك أخوه له وبناتك أخواته ... وله مالهم من كل الحقوق والوجبات ... كالأرث وخلافه .

وهذا كان من فعل الجاهلية الأولى{أى قبل الإسلام}، حتى أن هذه التسميات لصقت ببعض الصحابة كالمقداد بن الأسود حيث أن اسم أبيه (عمرو) ولكنه يقال له ابن الأسود باسم الذي تبناه ... وظل كذلك في أول الإسلام حتى حرم كاتب القرآن ذلك في قصة مشهورة حيث كان (زيد بن حارثة) يدعى زيد بن محمد، وكان زوجاً لزينب بنت جحش فطلقها زيد ليتزوجها محمد عندما وقع هواها فى قلبه.

والغريب أن محمد جعل زيد يحضرها له ليتزوجها هو ويقول النص القرآني :

" وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ {وهنا الهه الشيطاني يلومه لآنه أخفى هوى زينب فى قلبه} وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا {قام زيد ودخل عليها محمد} لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " (سورة الأحزاب 33 : 37) ...

وعن أنس قال : قال رسول الله لزيد بن حارثة : " اذهب فاذكرها علي فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال : يا زينب ابشري أرسلني رسول الله يذكرك قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُوامر ربي فقامت إلى مسجدها و جاء رسول الله صلى الله فدخل عليها ".

ويدعون أن إله الإسلام قد حرم التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب.

عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع محمد يقول : " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادَّعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ".

رواه البخاري فى صحيحه ( 3317 ) ومسلم ( 61 ) .

ومعنى كفر : أي جاء بأفعال الكفار لا أنه خرج من الدين ... لأن فيه تحريم لما أحل الله وتحليل لما حرم ... فأى دين هذا الذى يحرم البشرية من أجمل سماتها وهي أعمال الرحمة .. ولا تتعجبوا حينما تعلموا أن فى مصر فقط ثلاث ملايين من أطفال الشوارع ومجهولي النسب بسبب نزوات شخص شيطاني أدعى النبوة وتحولت سنته لشريعة أحط من شريعة الغاب .

أنت وارث لأنك ابن لله :

لاقى الرب يسوع شخصاً يدعى الشاب الغني .. وقد سأل هذا الشاب الرب سؤالاً غايه من العجب وهو :

ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟

فالرد الطبيعي هو أن تكون ابن لصاحب الحياة الأبدية ورب الحياة يموت فترثه بحسب قوانين المواريث ... ولكن الرب لم يجب علي السؤال بل نبهه لعلته الحقيقية وهى محبة المال وعبد له لذلك هو مضي حزيناً لأنه ذو أموالاً كثيرة ... ( أنظر مت 19 : 16 – 22 ) .

وكما قال القديس بولس الرسول فى رسالته للعبرنيين : " لأنه حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصي ، لان الوصية ثابتة على الموتى اذ لا قوة لها البتة ما دام الموصي حيا (عب 9 : 16 - 17) .

الوارث فى القرآن :

عندما نتكلم عن الميراث فى القرآن نجد أن :

الله وارث :

" وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ " (الحجر 15 : 23) ... ونجد أن كلمة الوارث هى من اسماء الله الحسنى .

وهنا نسأل أخونا المسلم : كيف يكون الله وارث ووارث لمن وماهو الأرث ؟

ويقول البعض أن الله هو من له مافى السماوات والأرض ، رب كل شيء و وارثه ، وهو الباقي بعد فناء خلقه الذى لا يشركه فى ملكه أحد وإليه يرجع كل شيء وكما يقول النص القرآني :

" إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ " (سورة مريم 19 : 40) ...

" وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ " ( سورة الأنبياء 21 : 89) ...

وهنا نعود ونسأل المسلم قائلين : أذا سرقني أحد اللصوص أمتعتي وبينما أنا أطارده حدث له حادث ومات وهنا أخذت ما سرقه منى بعد موته فهل أنا وارث له أم مسترد لما سرقه ؟

ومن القرآن أيضاً نعلم لا توريث ولا مورث ولا وارث ولا إرث مادام المورث حياً فيقول :

" وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ..... " ( النمل 27 : 16) ... وذلك بعد موته ....

ويقف زكريا أبو يحيى طالباً من الله " فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) " ( سورة مريم 19 : 5 – 7 ) ... أى يرثه بعد موته ....

المؤمنون وارثون :

" أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (سورة المؤمنون 23 : 10 - 11) ...

وأيضاً : " وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ " (سورة القصص 28 : 5) .

مما جعل المؤمنين يقولون : " .... وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ " (سورة القصص 28 : 58) .

" .... وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (سورة الأعراف 7 : 43) ...

" تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا " (سورة مريم 19 : 63) ...

" وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ " ( سورة الشعراء 26 : 85) ...

" وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) " ( سورة الزخرف 43 : 72 – 73 ) ....

ونعود ونقول لأخونا المسلم كيف سترث الجنة ؟

فلكى ترث الجنة عليك أن تكون أبن للمَورث والمَورث يموت ... والقرآن يشهد بأن اليهود يقولون أنهم أبناء الله وأحباءه " وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " ( سورة المائدة 5 : 18) ...

واشكر الرب لآن الوحدانية المسيحية والصليب حققوا المعادلة لكى أكون وارثاً لله بموت المسيح على الصليب ... فأصبح الأب وارثاً للمؤمنين بموت ابنه على الصليب وجعل المؤمنين ورثة لله بموت ابنه على الصليب .



وأخيراً :

دعني أقولها لك آخى الحبيب بكل صراحة ... أنك بدون المسيح يتيم بلا أب بالرغم من محبة الله وكفالته لك على مدار حياتك الارضية ... بل وستظل بلا قيد عائلي أى لا أصل لك ... إلى أن تطعم فى الكرمة الحقيقة وتصير غصن فيها بقبولك عمل الرب يسوع وفدائه لك ... فالكفالة تجعلك ابن لمجهول بلا أصل وبلا سند ... بينما التبني يجعلك ابن لله وهو أبيك أى أصلك وأساسك وتتمتع ببنوية عميقة فى أعظم أب ... فالله ينتظرك وثق أن هناك لك مكان فى القيد العائلي فى سفر الحياة ينتظرك أن تضع اسمك أمام أعظم اسم الذى هو فوق كل أسم ... الذى تجثو باسمه كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض ... والذى يعترف كل لسان انه رب لمجد الله الاب ... فتعالى إليه الأن أيها المحبوب لتتمتع بكل هبات عائلة المسيح وضمانتها وبركاتها ...

وكما قال له كل المجد للآب : " و عرفتهم اسمك و سأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به و أكون أنا فيهم " (يو 17 : 26) ...

عزيزي المُسلم يمكنك أن تعرف وتتلذذ بأبوة الله لك عندما تفتح له قلبك وتقول له : " أيها الرب ضابط الكل .. الأله العظيم الذى لا مثل لك ولا مثل أعمالك .. سامحني لبعدي عنك .. أقبلني الأن لأكون أبنك .. أقبل إليك وأرتمي فى أحضانك الأبوية .. قائلاً لك يا أبا الأب ... أحبك " .



#رشا_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحق للجبار المتكبر أن يدين المتكبرون ويلقهم فى نار جهنم و ...
- بمناسبة شراء خروف العيد.. مذكرات فوفو خرفان
- هل إله القرآن توقف عن حفظ الذِكر القرأني
- هل إله القرآن توقف عن حفظ الذِكر القرأني
- التخاريف التفسيريه للنصوص القرآنية -الملكة الفرعونية المؤمنة ...
- التخاريف التفسيريه للنصوص القرآنية -الملكة الفرعونية المؤمنة ...
- التفسيرات الخرافية للنصوص القرآنية - الحجاب و خرم الباب
- التفسيرات الخرافيه للنصوص القرآنية - بنات عائشة والحصان ذو ا ...
- التفسيرات الخرافيه للنصوص القرآنية - الوسواس الخناس وخرطوم ا ...
- إحذروا من هذا الكتاب المدمر لحياتكم اخوتي المسلمين
- خطف و قتل أقباط بالقوصية و دلجا
- الداعية ناصر العمر: يحق «جهاد النكاح» مع المحارم وسبي نساء ا ...
- بالأدلة.. إله الإسلام هو المسؤل الأول عن الإرهاب الدولي -الج ...
- كاتب القرآن يقر ويعترف أن إله الإسلام هو المسئول الأول عن كل ...
- جهاد المناكحة و تحذير للمرشد بديع بعد ظهوره بالنقاب
- اهلاً رمضان سارق التراث ..وحوي يا وحوي إياحة. الأنشودة الفرع ...
- كاتب القرآن يقر ويعترف بأن إله الإسلام يدندن فى الجنة قائلاً ...
- هام العثور على “خطة حماس” لنشر الفوضى في مصر
- غور يعني أرحل هذا ما نقوله لمرشد الضلال ومرسي العياط وكل عشي ...
- كاتب القرآن يقر ويعترف بأنه يلهم العباد بالفجور ويلزمهم به


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا نور - الله أبي – أعظم خبر فى حياتي