أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامى حلس - المجتمع الفلسطيني واشكال الصراع الاجتماعي















المزيد.....

المجتمع الفلسطيني واشكال الصراع الاجتماعي


رامى حلس

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 22:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
المجتمع الفلسطيني واشكال الصراع الاجتماعي

ما من شك فيه أن الاوضاع الصراعية والنزاعية التي يشهدها العالم على ( السلطة والمال والهيمنة) وبخاصة منطقة الشرق الاوسط عقب انفجار ثورات الربيع العربي قبل ثلاث اعوام تُلقي بظلالها على المجتمعات العربية لا سيما وأنها مجتمعات سرعان ما تستجيب لأى متغيرات تطرأ على النظام الدولي, والناظر إلى المجتمعات العربية بشكل عام يجدها تربه خصبة يزرع فيها الأعداء بذوره فسرعان ما تنمو وتنتج ثماراً لكنها فاقدة القيمة الغذائية أو انه ليس بمقدور صاحب الارض جنى ثمارها والاستفادة منها .
-;---;-- الاسباب التاريخية للصراع الفلسطيني الداخلي :
إن النظرية الصراعية التي صاغها " كارل ماركس الألماني قبل قرن ونصف من الزمن تقريبا ومن بعده " ماكس فيبر" تمحورت حول تفسير ظاهرة الصراع بين الطبقات الاجتماعية وصورت حالة الفارق الكبير بين الفلاحين والعمال , وهذه الصراعات ساهمت الى حد بعيد في بناء أوروبا عندما ظهر عدد من التغيرات التي اثرت بشكل واضح في بنية المجتمعات الغربية, وكانت سبباً في انتقال العالم من عصر الاقطاعيات إلى عصر التنوير ومن ثم ظهور "الدولة". وبسحب هذه الصورة عن النظرية الصراعية في المجتمعات الغربية ومقارنتها بالمجتمعات العربية لوجدنها مختلفة تماماً من حيث الالوان والشكل والهدف والاطار العام , ولا اعتقد بأنها أي الصراعات : نابعة من تفاوت في الطبقات الاجتماعية أو أنها بين الاثرياء والفقراء أو انها صراعات من أجل التقدم أو أنها تحمل في ثناياها نواة التغير والتطور الديني والصناعي والحضاري والثقافي فكلها صراعات من اجل السلطة والمال والحكم.
وفى سياق متصل شكلت الصراعات الداخلية في فلسطين منذ زمن بعيد ناقوس الخطر الذى يؤرق مضاجع المجتمع الفلسطيني, فقبل حوالى 60عام واجهه المجتمع الفلسطيني العديد من الخلافات بين العائلات وبعضها البعض حول من يقود الثورة الفلسطينية, ومن ثم انتقل الصراع الى التنظيمات الفلسطينية, ثم تطور مع الوقت ليصبح ثقافة اعتاد عليها. فمن الناحية التاريخية كانت هذه البدايات الاولى لتوطن النزعة الصراعية والخلافية بين من يمتلك المال ومن يمتلك السلاح وتمثل جوهر الخلاف في المجتمع الفلسطيني في إنهاء الاحتلال والتخلص من براثينه لا سيما استلاب الارض وانتهاك العرض , وتوارث المجتمع هذه النزعة من جيل الى جيل مع اختلاف بسيط في الادوات والاشخاص والشكل والزمن .
هذه الصراعات مع الاحتلال من جهة والفصائل والاحزاب وبعضها البعص من جهة اخرى كانت تنبع من عدة اسباب اهمها :
1. قلة الوعى الوطني والديني بخطورة القضية الفلسطينية ومركزتيها الإقليمي والدولي, مما كان له دور في ضياعها وانحرافها عن الطريق.
2. انتشار النزعة العائلية والتعصب الاجتماعي نحو الحمولة والعشيرة مما سبب حالة من الضعف في إعداد جيل متحد حول فكرة واحدة هي انهاء الاحتلال والتخلص منه في مظهر مشترك بين كل مكونات النسيج الاجتماعي الفلسطيني .
3. التدخلات الخارجية في بنية المجتمع وبخاصة الدول الغنية التي تتحكم في المال والسلطة , بحيث انها كانت تقوى طرف على طرف اخر فأصبح الولاء الخارجي في كثير من فئات المجتمع السياسية والاجتماعية لمن يمتلك المال.
4. ترك الأرض والهجرة خارج الوطن اضعف من بنية المجتمع ومزقته الى صنفين " مواطن ولاجئ مناطق محتلة واخرى محررة الداخل والخارج " كلها تقسيمات ما انفكت الا وزادت في تفرقة المجتمع الفلسطيني وشرحته .
ولو أردنا سبر غور هذه القضية المفصلية والنظر إلى تلك الاسباب المختصرة يمكن أن نتصور الواقع الحالي للمجتمع الفلسطيني الذى لا يزال يتصدى لنفس العقبات والمعيقات التي عمدت الى تصديع بنيان هذا المجتمع وفككت أوصاله منذ ثلاثينيات القرن الماضي , لذلك نجد أن مرارة الوضع الفلسطيني الحالي نابعة من إرث تاريخي قديم , وها هو اليوم يظهر الصراع والتنازع في انساق ونظام المجتمع في ظل وجود احتلال يعمل بكل طاقاته وقدراته في محاولة منه شطب الهوية الفلسطينية .
لقد كثر الحديث في الصحف والمجلات والكتب والندوات والمؤتمرات حول الاوضاع في فلسطين وبخاصة الاوضاع السياسية وفى طيات هذه الكتابات ورد عديد من المفاهيم والمصطلحات التي تفسر وتحلل الواقع فمنهم من ينظر الى الوضع السياسي الفلسطيني على انه ( انقسام او انقلاب او انشقاق او خلاف سياسي , او ازمة سياسية ) وفى اعتقادي أن الحالة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني هي حالة صراع على السلطة " وهذا الصراع بين الاطر والتنظيمات والفصائل الفلسطينية قد كانت اسبابه تاريخية سابقة الذكر وانها لا تخدم تنمية وتقدم المجتمع إن صح لي التعبير.
أي نوع من انواع الصراع في أي مجتمع يترك اثاراً ذات شكلين :
الاول : الصراع الإيجابي فهو الذى يخدم الوطن وتساعده على التنمية عندما يكون صراع هادف أو أنه ينقل المجتمع من وضع إلى وضع آخر كما حدث في اوروبا في العصور الوسطى والعصر الكلاسيكي الحديث,
والثاني : الصراع الذى تكون اثاره سلبية وهو يخلق معه العديد من المظاهر التي سرعان ما تتحول الى مشكلات يصعب حلها والتغلب عليها, ثم الى كوارث تهدد المجتمع وتفكك اركانه وتقضى عليه, وفى حقيقة وواقع الامر أن المجتمع الفلسطيني منذ بداية نشأة السلطة وهو في صراع تولد عنه العديد من التداعيات ربما الاكثر خطورة على المجتمع الفلسطيني واكثرا تأثيراً على مستقبله الاجتماعي بشكل عام
ولقد عكست الاوضاع السياسية والمتغيرات التابعة لها في المجتمع الفلسطيني منذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2001 وحتى يومنا هذا حالة من عدم التكيف سواء على صعيد الشباب الفلسطيني او على مستوى الاسرة وغيرها من النظم الاجتماعية, بحيث أن الواقع في هذه الفترة الزمنية لم يكن حليفا لتنمية شاملة في المجتمع بل انه لم يدفع بالمجتمع نحو التقدم والتغير لو لخطوة واحدة .
ولو اردنا أن نجرى عملية حصر لتداعيات مظاهر التصدع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني التي يعانيها المجتمع الفلسطيني منذ اكثر من عشرة أعوام فلا يمكن إيجازها في هذا المقال ولا يمكن حصرها بسهوله ويسر إلا أننا يمكن القول أن كافة النظم الاجتماعية التي تكون البناء الكلى للمجتمع فهي قد تعرضت لحالة من عدم التوازن في الادوار والوظائف الاعتيادية , وعلى مستوى الاجزاء الفرعية التي تبدلت وتحولت لمجرد ادوات لا قيمة لها من حيث التنمية والتطوير الذى ننشده لمجتمع نامي .



#رامى_حلس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامى حلس - المجتمع الفلسطيني واشكال الصراع الاجتماعي