أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - السطريون يسيطرون!














المزيد.....

السطريون يسيطرون!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


السطريون يسيطرون!
عندما تراجع دورُ الكتاب في عالمنا العربي، وبدا أن الأمرَ الطبيعيَّ هو صحيفة ومجلة ونشرة وفصلية ودورية، كان ذلك مُقدّمة للدخول في عالم أكثر سهولة ويُســْـر للذين يريدون الحصولَ على المعلومة، مختصـَـرة ومقتضبة، ولكن يظل وجودُهم في دائرة الثقافة العامة.
لم يصمدوا طويلا، وتراجع تأثير " إبداع" و"القاهرة" وسطور" و"الفكر المعاصر"و" عالم الفكر"، ثم انتقلوا إلىَ الملاحق في الأعداد الأسبوعية للصحف الكبرى.
وجاء الفيسبوك لينقذهم ويجعل المعلومة والأخبارَ والمقال مختصرة ، ويـُـنهي عصر المقال المطوَّل الذي يُجهد الكاتبُ نفســَــه فيه ويحاول الإلمامً بكل جوانب الموضوع المطروح على البحث.
ثم تقدَّم التويتر ليختصر دنيا المعلومات في سطرين، والموسوعة في ثلاثة أسطر، والأحداث الجسام في أربعة أسطر.
وانتصر السطريون انتصارا باهراً فلم يكن يخطر على بال أيِّ منهم أن يتساوى الجميع تحت سقف واحد، فجملة قصيرة لا يستطيع القاريء أن يعرف إنْ كانت صادرةً عن مثقفٍ أو عن جاهل، ومن لم يفتح كتابا في عشر سنوات يكتب سطرين يتساويان مع من قضىَ نصفَ عُمره دودة كتب و.. حـُـوتَ موسوعات.
مع احتلال التويتر والفيسبوك الشاشة الصغيرة التي يجول ويصول ويجوس الجميع خلالها في كل ركن من أركان الدنيا تراجع الكتابُ إلى الصف الخلفي، والمقالُ إلى منتصف الصالة، وبقيت الكلمة الفصْل للسطرييــن الذين يسقط أكثرهم إعياءً إذا قرأوا نصف صفحة، ويصيبهم المَلــَـلُ بعد السطر الخامس، وأحيانا تتحول معلوماتهُم الثقافية والفكرية إلىَ حفنة من العناوين المتراصة .
السطريون لن يقرأوا لك مقالا بحثيا أرهقتك كتابتُـه طوال الليل، ويعتبرون أنَّ وقتهم الثمين (!) يضيع في الثقافة الدسمة، وأنهم لا يطيقون الإمساكَ بكتابٍ أو بحث أو .. تقرير.
السطريون يسيطرون على ساحة المعلوماتية ، والغريب أنهم يقرأون لكَ ثلاثة أسطر من مقال مُطول ويردُّون عليك في نصف صفحة، ولا مانع من قصّ ولصقِ نصوص منثورة في كــُــتـب إلكترونية لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بموضوع حوارك أو رؤيتك أو طروحاتك.
السطريون تخلصوا من الكتب، ومعرض الكتاب الدولي مكان كئيب لهم، والمكتبة المنزلية حلت محلها أطباقٌ وأكوابٌ وبعضُ الهدايا التذكارية وكتاب مقدس، قرآن أو إنجيل، مفتوحة صفحاته ليزيد الدار بركة!
أستطيع أن آتي لك بجملتين على التويتر، الأولى لنصف أميٍّ يقرأ اسمه بشق الأنفس، والثانية مقتطفة من كتاب لجمال حمدان أو عبد الوهاب المسيري أو لويس عوض أو طه حسين، وأغلب الظن أن القاريء، العادي، السريع والخاطف والفيسبوكي والتويتري والديجيتالي لن يميــّـز بين الجُملتين!
الكتابُ العربي يحتضر، ويلفظ أنفاسَه الأخيرة، وسيشيــّــع جنازتــَــه ثــُـلــَّــةٌ من الأوفياء للحرف، والمؤمنين بأنه خيرُ جليسٍ في الزمان، وربما يتغامز السطريون على المشيــّــعيـن المُتعلقين بأوهام الثقافة و.. المعرفة.
في الفترة الأخيرة تحوَّل السطريون إلىَ شخصــيــيــن، أي أنَّ كتاباتهم تقتصر علىَ تأييد شخص، ودعم قائد، والاحتفاء بمرشد، والمدح في زعيم، وطاعة فقيه، ونقل نصوص عن مـَـوّتىَ، والتظاهر من أجل أمير، والفداء بالدم والروح من أجل اسم مجهولٍ ينطقونه بصعوبة.
السطريون يسيطرون علىَ عالم المعرفة، وبكاء ونواح الكتب يتناهى إلى الأسماع كأني أتبيــَّـن من خلالها امرأ القيس والمتنبي وابن رشد وباسترناك وابن خلدون وشكسبير ومحمد عبده وسارتر والأفغاني وجراهام جرين والكواكبي وجان زيجلر والعقاد وألبرت ماركوز والرافعي وموليير ومالك بن نبي وفيكتور هيجو وبن باديس وجارودي والمسيري وجمال حمدان ومئات ، وآلاف غيرهم.
السطريون يتقدمون، لكنني لا أرى شعلة المعرفة في أيديهم، إلا قليلا منهم ، أوفياء للاثنين معا، السطر المقتضب و.. الكتاب!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 25 سبتمبر 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيعود الإخوانُ لحُكْمِ مصرَ رغم أنْفِنا!
- الدرويش البطل
- معذرة، فأنا لا أصَدِّق خبرَ الضبطِ والاحضار والقبض على مجرم!
- لماذا يختل ميزان العدل مع الدين؟
- هل أصبح مؤيدو الإخوان طابوراً خامساً؟
- الجبان الديجيتالي!
- أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!
- من أين ينبع بركان الكراهية لدى الإسلاميين؟
- كارثة حرب النصوص!
- رسالة إعتذار لسيدنا الرئيس حسني مبارك!
- دعوة لتنازل الملك عبد الله بن عبد العزيز عن العرش!
- أنا أعرف، إذن فأنا جاهل!
- السيارة المفخخة ليست مفاجأة!
- لماذا ساءتْ أخلاقُ الإنترنتّيين؟
- استرداد أموال المصريين خط أحمر!
- حفارو القبور ينتظرون السوريين!
- لماذا تراهن قطر على الحصان الخاسر؟
- الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!
- رسالة تحريض إلى السيسي!
- حوار بين سمكتين في قاع البحر!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - السطريون يسيطرون!