|
جدلية الواقع والفن في المجموعة القصصية - الكراسي الموسيقية- للأستاذ يوسف الشاروني
أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 19:45
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
*********** - تعد المجموعة القصصية " الكراسي الموسيقية " للأستاذ/ يوسف الشاروني(1) مجموعة معبرة عن الواقع الإنساني والاجتماعي ، ,أشد التصاقاً بمواضعاته ، أو تَشَبُّهاً به،لكنها في ذات الوقت تقدم طموحاً لتقديمه على نحو فني يستشرف آفاق المحتمل والغريب والغامض ، في نوع من التجريب والتحليل النفسي اللذين لا يفقدان العمل القصصي فنيته واتصاله غير المنقطع بالقارئ ، في عملية تلق حيوية وذكية ، وذلك من خلال توظيف آليات فن القصة للخروج عن إسار الموضوعات والتقاليد قيد الواقع الضاغط والمحدود. كثيراً ما يتردد في عالم الفن مقولات من قبيل أن الأدب مهمته الأساسية إثارة الأسئلة دون أن يلتزم بوضع إجابات أو حتى تصورات يمكن أن تجيب عن تلك الأسئلة ، وهو – حينها- يعد بمثابة سهام ضوئية موجهة وكاشفة للقضايا المتنوعة التي ينشغل بها المجتمع أو الفرد ، ويعد هذا دوراً مهماً وأساسياً من أدوار كثيرة يقوم بها الأدب . - اللافت للنظر ونحن بصدد إبداع يوسف الشاروني أن للقص مستويات وطوابق متعددة ، تبدأ من زاوية الالتقاط التي تحمل صفة الغرائبية والابتكار والتجريب ، لتنتقل إلى طرح الأسئلة المتنوعة والتي تحمل صفة السؤال الفلسفي البسيط والعميق في ذات الوقت ، دون ادعاء فذلكة أو تعقيد مستكرهٍ ، لننتقل لمستوى آخر حين نجد في القص تصورات لإجابات ميسرة وحقيقية من قلب معطيات الواقع الكائنة والمتصارعة بالفعل ، دون مغالاة أو تقعرات نظريةادعائية استعراضية . ويتبدى الشاروني للقارئ خبيراً موسوعي الثقافة ، ذا فكر واقعي غير متسم بالتعالي أو الركون ليأس أو قنوط من واقع مهترئ وفوضوي ، مع تحليلات نفسية للسلوك الإنساني ودوافعه المتداخلة والمتنوعة ،ونظرات فلسفية عميقة لعلاقة الإنسان بهذا الوجود الكوني ، كما يقدم الشاروني خبرة واسعة بالنموذج المصري وتنويعاته المتباينة ، كلٌّ بعاداته وتقاليده المنغمسة في المفردات البيئية الخاصة بكل منطقة في الكيان المصري العام. - يطوف الشاروني في مجموعته في سياحة إبداعية حرة متنقلاً بين ألوان متباينة من القصص التي ترواحت بين قصة الشخصية النموذج مثل " اعتراف ضيق الخلق والمثانة " والقصة التي تعتمد الحدث مثل قصة " الثأر" و " ثلاث حكايات عن الفئران" وقصة المفارقة مثل " الثعبان و" الكراسي الموسيقية " و" المتسابقون" و" تقاطع الطرق " و" ثلاث قصص في دقائق" . 1- لعبة الزمن القصصي في " اعتراف ضيق الخُلُق والمثانة" - يمارس الشاروني خدعة زمنية بديعة في قصته الأولى بالمجموعة فهو يدمج في عملية جدْل بين الزمن التاريخي الحقيقي ، في صورته العامة الظاهرة لكل البشر، وبين الزمن الداخلي للشخصية محور القصة ، من خلال تقافزات و انتقالات زمنية داخلية ، استرجاعية ، واستباقية ، وقص في الحاضر الزمني في مزج حر ومتمكن. يوظف القصاص الزمن الوجودي الخاص بالشخصية والذي لا يطابق تسلسل الزمن الفلكي ، هذا الزمن الخارجي الذي يحدده الكاتب في أول القصة وآخرها متحرياً الدقة الشديدة حتى أنه يتعامل بمقياس الدقائق يقول " في الساعة الخامسة إلا ثلاث دقائق كنت إنساناً محكوماً عليه بالحياة، في الساعة الخامسة ودقيقتين أصبحت إنساناً شبه محكوم عليه بالموت عندما جئت القاهرة منذ عشر سنوات لأدرس بجامعتها " (ص5) ، وفي نهاية القصة يقول الكاتب " عقرب الساعة القصير ما يزال على العاشرة . عمري تضاعف ... الآخر تحرك أربع دقائق" (ص30) وقد ذيل الكاتب نهاية قصته بسنة كتابتها (1980م). - هو إذاً يستخدم هذه الدقائق الزمنية فيبدو وكأنه يعبر عن حقائق قد وقعت بالفعل ويمنحها نوعاً من المصداقية في الزمن الفلكي لدى القارئ ، يُدخل متلقية في ذات الوقت إلى عالم جريمة قد وقعت ، وجاري بها التحقيق ، بما يميز تلك الاستجوابات النيابية بتحديدات زمنية دقيقة . وأتصور أن القصاص أيضاً قد تخيَّر هذه التقنية الزمنية ليدُخل متلقيه في التباس وحيرة مشوقة ، وكأنه يؤلف إحدي القصص البوليسية ، فى أحد مستويات لعبه بالزمن. ولقد استعار الكاتب من تقنيات السرد الروائي التقطيع الشكلي المتنوع للزمن ، وأقام علاقات ممتدة بين الماضي والحاضر الذي يمثله الحدث الآني ، وأبرز وجود الماضي في حاضر الشخصية ، من خلال بنية شكلية للزمن تقطعه اختياريا ؛ من أجل رسم ملامح شخصيتة القصة وتكوينها النفسي والبيئي والثقافي ، أو ما قد نسميه رحلة تكوين الذات داخل الزمن(2) . - وإذْ يحدد القصاص هذه الفترة الزمنية التاريخية للقصة التي تبدأ بـ1960 حتى 1980 يعود في داخل هذا الزمن إلى زمن داخلي خاص أبعد ، يحرك فيه الشخصية ، ويصنع جدْلاً ورابطاً بين ملامح الزمن التاريخي الفلكي العام وانطباع آثاره المختلفة على الملامح الداخلية للشخصية فسيولوجياً " المثانة" وسيكولوجياً " الخلق" - هذا المزج بين الزمن العام والزمن الخاص من شأنه خلق خلفية من التفسيرات والخبرات المرتبطة بالحقائق الواقعة من الزمن الفلكي بتتابعه في تلك الفترة القلقة عن حياة المجتمع المصري وأثره في تخليق هذه النماذج من الشخصيات المضطربة ، وهو ما يتيح أبعاداً تتحرك بها مخيلة المتلقى في الذاكرة البشرية وتصنع إسقاطات على خط الزمن الطبيعي(3) مولّدة العديد من التأويلات الرابطة بين التكوين النفسي والاجتماعي والسياسي المصري في العشرين سنة التي حددها الروائي. ** البناء الشكلي وطبيعة الشخصية - هذه القصة " الماستر" في المجموعة تتميز بالتوافق المتبادل بين الشكل الفني البنائي ومضمونها ، وبين طبيعة الشخصية محور القص ، فالقصة تتحدث عن شخص ضيق الخلق والمثانة ، تتوقف الدنيا لديه في لحظة محددة ، يُشَوَّش العالم في عينيه إذا ما امتلأت مثانته ولم يستطع أن يفرغها ، أو حينما يضيق خلقه فينفجر غاضباً قاسياً وعنيفاً. وتلك هي لحظة التوتر الفاصلة التي خلقت الصراع الدرامي في تلك القصة ، كما أوجدت شكلها البنائي السردي ، المعتمد على المفأجاة والتقافزات من خلال مفاجئة قصصية دون مقدمات واضحة تهيئ لها ، فالبداية لحظة ذروة الصراع بالقصة ونهايتها في ذات الوقت ، والسارد صوت منفرد لواحد من كثيرين مغمورين ومهمشين (4) ولكن له طبيعة خاصة؛لذا اعتمد البناء القصصي على التقافز المفاجئ بين الحاضر الذي يمثل حادثة اعتداء الشخصية المحورية على الشاويش ومحاولة قتله ، والماضي ،ماضي الشخصية الذي شكَّل تكوينها النفسي والفسيولوجي. فهو حين يحكي عن الحادثة يقول "... يبدو أن ضربتي كانت أعنف مما قدرته لهـــــا ، فهاهي ذي زانزانتي تخلو منه ومنها أيضاً ." (ص7) وتنتهي الفقرة ليتلوها قص استرجاعي يقول فيه " في أولى سنوات دراستي كرهت المدرسة لأن الأبلة المتجهمة لم تكن تأذن لنا بالخروج لنفرغ مثاناتنا .." (ص7) ، تنتهي هذه الفقرة لتبدأ أخرى يتحدث فيها عن مشهد يفرغ فيه مثانته فوق بيوت النمل وهو طفل صغير ، ثم يلي ذلك فقرة مبدعة ، نلمس بها طريقة تفسير طفل لظواهر هذا العالم ، يقول " وكلما انهمر المطر اعتقدت – في تلك السن – أن هناك من يبول علينا نحن البشر" وعندما كبرت أدركت أن هذا الوهم ربما كان نوعاً من تأنيب الضمير أو عقاب النفس للعبتي العابثة مع النمل، " (ص8) . اعتمد الشاروني القص المتداخل المعقد ، والذي يتطلب جهداً في تلقيه ، لكنه الجهد الذي يترك المتلقي ولديه متعة الوصول والكشف ، وخوض المغامرة. - في لحظة كشف تلي هذه الفقرات السابقة يقدم القصاص الشخصية والتي تعرف نفسها – مع ملاحظة هذا التأخير في التعريف – قائلة " أنا ضيق الخلق والمثانة – فلان بن علان بن ترتان ،..، أما هذه فجريمتي الكبرى ، كانت الأولى وربما الأخيرة . هل ارتكبتها لحظتها أم كانت مجرد نهاية لبدايات قديمة ؟" (ص9). لم يتخير الكاتب اسماً لهذه الشخصية وآثر أن يجعله يعَّرف نفسه بـ " ضيِّق الخلق والمثانة فلان ابن علان ابن ترتان " (ص9) نكرة من نكرات كثيرة، وأتصور أن هذا يعضد ما ذهبتُ إليه من أن شخصية القصة تعد إفرازاً لسياق تاريخي له طبيعة مضطربة ضاغطة على النفس البشرية اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، من شأنها أن تخلق كثيرين على تلك الشاكلة المهمشة والمضطربة ، لذا لم يحدد لها القصاص اسماً. - يتميز قص الشاروني بتلك الالتقاطات النفسية العميقة القادرة على رسم شخصيات حية نابضة تتجسد أمام متلقيه ، فهو يعرض لأنواع الخوف التي تخلق مثل هذا النموذج البشري التي قد تتمثل في الإهمال الأسري أو الخوف من السلطة الأمنية المتمثلة في العسكري (10،9) وهو بذلك يشير من طرف خفي لصدع في الثقافة الاجتماعية ، أو سيطرة الجهاز الأمني في الدولة ، و ملقياً الضوء على سلبيات هذا المجتمع. ويربط القصاص من خلال لقطات بسيطة وعابرة ، مثل اعترافات محاسن زوجة الشاويش(ص12) يربطها بأحداث أخرى تخص الشخصية الرئيسية ومنها يعطي تصوراً أعمق لمعرفة تكوين هذه الشخصية ، فينفرط على الصفحات سردٌ لقصة حب قديمة ثم مجموعة من الهوايات التي تعاقبت على شخصية القصة ، ولا يقدم القصاص هذه التفصيلات الثانوية مجاناً ، لكنه يذكرها ليرسم ملامح شخصيته الورقية قطعة تلو الأخرى، فنراه إنساناً إنسجابياً ، خائر الإرادة ، لا يمتلك المبادرة إلا في لحظة توتره المعذبة حين لا يستطيع أن يفرغ مثانته (ص15،14) وتكون دائماً مبادرة سلبية غير خاضعة للسيطرة. - حين يختار القصاص لعمله عنوان " ضيق الخلق والمثانة " يكاد يقترب به إلى منطقة الرمز الكثيف الدلالة متعاملاً في اللحظة نفسها مع الحقيقة الواقعة ، فالمثانة قد تكون رمزاً دالاً على طاقة الإنسان النفسية وقدرته الداخلية على الاحتمال ، وهي ذات الوقت ممثلة للطبيعة الفسيولوجية للبشر ، فشخصية قصته ضيقة المثانة والخلق معاً ،وهو حين يتحدث عن دورات المياه في أوربا يقول ".. لم أكن أريد أن أغادرها بسبب ما أحسسته من راحة نفسية بالإضافة إلى راحتي البدنية .لاحظت أن حدة طبعى خفت بل كادت تتلاشى . لم أعد أتشاجر لأتفه الأسباب ، لم أعد أصل إلى حد الانفجار .." (ص23) فالقصاص على لسان الشخصية يربط ربطاً عضوياً بين العلاقة الوثيقة لحاجات الإنسان الطبيعية وبين حاجاته النفسية في البوح ، والفضفضة، أمام كبت الرأي والقهر. وحين يتحدث الكاتب عن إزالة دورات المياه من الشوارع المصرية يشير إلى حالة التشوه التي حدثت بالمجتمع المصري من خلال هذا الالتقاط الصغير الخاص ، لكنه يذكره ليقيس عليه قياسات متعددة لمجالات كثيرة بالمجتمع. - بعض الخيوط تظهر ثم تختفي في ثنايا القص ، تلك التي يتعمد القصاص الإشارة إليها ثم السكوت عنها وعدم تنمينها ، ويبدو أن المبدع فيما أرى – يلجأ إلى تلك التقنية حين يدفع بخيوط موازية للقص الرئيسي لتعطية بعدٍ مغامر ومختفٍ ، يبعث نوعاً من الفضول والتشويق ، وبعدِ رأسي يعمق القص، ويترك المتلقى في حالة من التوقع والترقب الحثيث ، الذي لا يأتي فيصنع في المقابل قصاً آخر في ذهنه وإبداعاً موازياً في نظره، فينهي القارئ آخر كلمات القص وهو مايزال يستحث السطور يستنطقها ما أشارت إليه ولم تقله أو تَبُحْ به. - ويرسم الشاروني في ضَيَِق الخُلُق والمثانة" شخصية قصته من خلال عوالمه الداخلية ، والمؤثرات الخارجية التي انطبعت فوقها ، وجعلتها على هذا النحو ، وهي شخصية حداثية لا تتمتع بجاذبية ما ، وتخلق مسافة بينها وبين القارئ ؛ لإبراز الاغتراب والفوضى السائدة في هذا المجتمع. كما أنها شخصية تقيم حواراً مع نفسها ، أو مع أحد وجوهها (ص26) تعيش في قوقعتها ووحدتها. - لاتبارح القصاص رغبة التجديد والتجريب فهو يدعو إلى تكوين رابطة عبثية تُدْعَى "رابطة ضيقي الخلق والمثانة" ثم يرصد لأهدافها في نقاط محددة تقريرية بداخل سرديته ، مما يشي للمتلقي بجو من الفانتازيا. ** المفارقة والقصة القصيرة. يقول يوسف الشاروني على لسان " عم إبراهيم" في قصة تقاطع الطرق :" هناك إرادة فوق إرادتنا، قد تتقاطع طرقها مع طرقنا " (ص179) ، وتعد هذه المقولة رؤية للعالم ملخصة ومعبرة عن توجه الكاتب نحو هذا الوجود ، ومن هذا المنطلق يخلق القصاص عالماً خيالياً متلاحماً أو قريباً من التلاحم ، بحيث تتجاوب بنيته مع ما تتجه إليه معظم المجموعة القصصية، فالمجموعة في أغلبها قصص تقوم على "المفارقة" ، المفارقة الفنية الخيالية التي تمثل في ذات الوقت قراءة واقعية ، تمس الوجود الحقيقي والفعلي بطريقة ساخرة. وهو من خلال التشكيل الجمالي يحدث تجاوباً بين رؤيته للعالم ، والوسائل الأدبية المستخدمة في صياغته ، من صور وتراكيب وطريقة سرد وإيقاعات ، على نحوها تنتظم القصص وتبنى في نسجها على تقنية المفارقة والمفأجاة على نحو مخالف للتوقع وسير الأمور على النحو المنطقي . " إن الكاتب المبدع يتجاوز ذاته الفردية ليعبر عن وعي جمعي هو وعي الطبقة الاجتماعية وهو الذي يعيد صياغة طموحات الجماعة في ثوب جمالي أو صياغة متلاحمة" (5). - ويبدو الشاروني في مجموعة الكراسي الموسيقية معبراً عن حس فكري وفلكلوري مصري أصيل متغلغل في كيان الشخصية المصرية من قبيل مقولات "على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النوال " أو " اجري يا ابن آدم جري الوحوش وغير نصيبك لن تحوش". ولهذا أتصور أن يوسف الشاروني غير قابل لتحديده ، في انتماء مثل الواقعية الاشتراكية أو الفكاهة السوداء ، أو أنه يمزج المأساة بالفكاهة في هذه المجموعة فقط ، أتصوره صاحب رؤية عميقة لهذا الوجود الإنساني ، المحدد بطاقات معينة ، تعلوها دائماً قدرات لا يملك الإنسان تجاهها سوى التسليم ، أتصوره يؤمن بالإنسان ، وقدرته على الفعل والتغيير ، مثل ما يبدو في قصته " الثأر" أو تقاطع الطرق " أو " الثعبان "، لكن على الإنسان عند نقطة معينة في الحياة أن يكف فهناك تصريف وإرادة فوق إراداته. - المفارقة في الأدب تقنية تستخدم للإشارة إلى مقصد أو توقع أو موقف مضاد لما يصرح به فعلاً أو في حكم التوقع الطبيعي وقد عرفها أرسطو بأنها : استخفاء ، وتظهر بقصد التمويه في السير نحو اللب الداخلي للحقيقة " (6). وفي النقد الحديث تعد المفارقة وسيلة لتوحيد التناقضات الظاهرية للتجربة ، كما تؤكد تنوع العالم. والمفارقة الدرامية تتمثل في الصراع بين الوهم الذي يعيش فيه الإنسان وحقيقة الأمور التي يجهلها. المفارقة الدرامية تعبير عن الموقف الذي يتولد من سلوك إنسان ما سلوكاً معيناً وهو جاهل تماماً بكل ملابسات الموقف وحقيقته ، بخاصة عندما يكون هذا السلوك مخالفاً كل المخالفة للملابسات تماماً.(7) ومن شأن المفارقة أن تخلع على الأشياء ، وعلى الحياة ، غلالة شفيفة من التجدد والخروج على المتوقع ، الذي يصنع هزة بالإنسان تجعل العيش مرسوماً على الدوام علامة استفهام تحتضن علامات تعجب متكررة تستثير بالإنسان متعة المغامرة والقفز فوق منطقه المعهود. - في قصة " المتسابقون" ينتظر المدرس ، صديق السارد – الموت بين لحظة وأخرى ، وحين يدخل المستشفى ليبدأ علاجه ، يموت طبيبه المعالج في نفس اليوم ، ليعيش هو مدة سنتين، في هذه القصة تبدو طريقة الصياغة مبدعة فيها استنطق القصاص المريض طيلة الوقت ، حتى أن الجمل التي يجب أن تكون حوارية لا تتم سوى من طرف واحد ، طرف المدرس ، ولا ينتظر رد صديقه كأنه يقتنص كل لحظة من الحياة ليقول ، ليعبر عن نفسه وهواجسه ووجوده ، أو لكأنه يفيض ببوح نتيجة ما يكتظ بداخله من مشاعر قلقة ومتوجسة. هذه التقنية الحوارية من طرف واحد ،واستبعاد ردود الطرف الآخر ، أعطت القصة سرعة في الإيقاع ، تتوافق مع مضمونها ، رجل يحتضر ...، يحتضر سريعاً ، المقولة الوحيدة التي جاءت على لسان السارد مقولة تشي بحكمة مؤكدة وهي: " أن الموت هو النهاية الوحيدة الباقية للإنسان" – تقصد محكوم عليهم بالموت ولا يعرفون موعد التنفيذ ، ومحكوم عليهم بالموت ويتوجسون موعداً قريباً للتنفيذ" (ص37). - تتشكل المفارقة في قصة الكراسي الموسيقية من خلال سيدتين تجمعهما رحلة قطار (ص،س) لا تعرف إحداهما الأخرى لكنهما تشتركان في رجل واحد (ص) زوجته و(س) حبيبته السابقة ، الاثنتان في الرحلة تسترجعان قصته معهما. وتبدو براعة الشاروني في هذه القصة من خلال وعيه الدقيق وإلمامه بأبعاد خاصة بالتكوين النفسي للمرأة ، وقدر الاختلافات في المشاعر الإنسانية ودوافعها كما تتضح قدرته على رسم شخوصه المتباينة الطبائع ، في مهارة خبير بالنماذج البشرية وتنوع ملابساتها ، وهو إذ يعبر عن هذا تأتي لغته سلسة معبرة عما يقصه ويحلله على لسان شخوصه ، بتمكن وسهولة ممتعة ، كما تأتي كلماته و جمله مستوعبة وحاكمة لأطراف وصفه أو نظراته التحليلية ، دون أن يشعر متلقيه بأن هناك معنى أكبر من أن تستوعبه كلمات وجمل القصاص ، أو أن هناك تزيداً أو استطراداً لا يخدم القص وجوهره. - وتتجلى المفارقة العينية في قصة " الثعبان" ، فهو لم يلدغ " عم محمد" بأعلى النخلة، بل قسمه شيخ الغفر " ميهوب" بطلقة واحدة، فوقعت رأسه واختفت ، وينزل عم محمد مسرعاً ناجياً من الموت ليجد الموت قابعاً له بمركوبه الذي وقعت به رأس الثعبان ، إن هذه الطرفة السوداء هي ما تميز القصة كما تميزها تلك الالتقاطات الذكية لكوامن النفس البشرية ذلك في قوله "... أطل برأسه على جموع الصبية الذين تحلقوا أسفل النخلة ، فانتابهم مزيج الخوف والنشوة " (ص52) ، يشير القصاص إلى أعماق الإنسان ونوازعها التي تنصهر بها التناقضات فيجتمع الخير والشر ، الخوف والإقدام وغيرهما من الثنائيات. يرسم الشاروني في – مهارة – في قصص المفارقة عوالمَ إنسانية عجائبية ، محكمة الخلق والتوقع البشري المنطقي ، لينقلب القص إلى واقع باذخ بالمفارقة والتعجب. ** القص والمجتمع - يتميز يوسف الشاروني في قصة " الثأر " بهذا التوجه الواقعي الاشتراكي ويظهر انغماسه الشديد وألمامه بمفردات البيئة المصرية وتنويعاتها المختلفة ، المدينة في الصعيد والبادية أو الصحراء . ويؤلف القصاص في " الثأر" نموذجاً مدهشاً ، لعمدة من عمد قرى الصعيد ، تلقى تعليمه بمصر ليعود فجأة إلى دياره ، فيواجه أمراضاً اجتماعية وثقافية ضاربة ، أعنفها في هذا الموروث الدامي " عادة الثأر" ويحاول العمدة جاهداً أن يقضي على تلك الآفة ، من خلال التعليم والتثقيف ، ببناء المدارس وفتح السينيما والنوادي ، من خلال رفع المعدلات الاقتصادية في دخول الأسر ، بإقامة مشروعات صغيرة ، وغيرها من حلول واقعية تتعامل مع معطيات البيئة الكائنة بالفعل. وترقى اللغة في قصة " الثأر" وتغدو محكمة النسج وباذخة الخيال ، يقول الشاروني " يصبرون على بذورهم شهوراً وعلى أحقادهم سنين حتى تنضج الثمار وتفرخ المآسي" ويلجأ الكاتب لتلك الاستخدامات المجازية حين يصور مدى تغلغل هذه العادة في التكوين النفسي والبيئي لأهالي قرى الصعيد النائية أو دخوله وهو يصف تجربة الطاسة" كان الصمت يجثم الآن ثقيلاً كثيفاً كأن الجمع المتحلق يمارس طقساً وثنياً مقدساً " (ص69) . - كما يبرع الشاروني في رسم لوح تشكيلية من خلال اللغة ، لوح فنية طبيعية متحركة ، يلعب بالظلال ويحركها في لوحات للقافلة متتابعة فهو يقول " قرص الشمس يقترب من الأفق الغربي ، فاستطالت ظلال القافلة باهتة على رمال الصحراء كانت تتكون من خمسة جمال .. وحين أصبحت الشمس أكثر انخفاضاً وأشد احمراراً ، والظلال أكثر استطالة وأقل قتامة كانوا قد وصلوا إلى نزلة الزاوية " (ص67). إن وصف وتحريك الطبيعة ومشاهدها على هذا النحو مع حركة الشمس المتتابعة قدرة مبدعة لا يستطيعها سوى أصحاب الخيال والتصورات الثاقبة اللاقطة للتنوع في الوحدة والتناغم في المجموع. وتبدو اللغة في " الثأر " كما في القصص الأخرى لغة رصينة جزلة تراثية ، يحتفظ الكاتب في مخزونه الثقافي بالألفاظ التراثية غير المستخدمة فهو يذكر مثلا كلمةمحاق (ص62) وهي غير متداولة يوفره. - وتتجاور في السردية القصصية- في " الثأر" - الحادثة المحكية الرئيسية ، مع هذه الالتفاتات الإنسانية الخاصة بالشخصيات الصانعة للحدث المحكي ، ثم تعود مرة أخرى للحدث مما يعطي للسرد نوعاً من طبيعية وتلقائية القص ، وكأنها الحياة المعيشة بالفعل ، والواقعة في المتعين المادي تعني حياتنا بما يعتريها من تداخلات متباينة ، متعايشة ، متجاورة ، إحداهامع الأخرى ، تبرز الإنسان بتكوينه الثري والنفسي المعقد. يقول الكاتب على لسان محمود وهو يطلق الرصاص دفاعاً عن جرنه".... كيف يسرقون جرنه وهو حي ، ماذا عساه يقول لوالديه ؟ كيف يواجه فاطمة التي تعتبره رجلا من ظهر رجل . قالت له مرة :" أحب رائحة عرقك ...." (ص63). يتميز القصاص بمثل هذه المتداخلات الخاصة في قلب الحوادث الجلل ، مما يهبها تلقائيتها وطرافتها. - يهوى الشاروني – فيما أتصور- بعضاً من التجريب والمغامرة في تقنيات القص لنجده في أثناء استرسال القص ، يقطعه ليضع استطراداً بين قوسين فيقول :" يحاول مثقفونا أن يحللوا ظاهرة البشعة ..." (ص70). وهي تقنية تخرج القص عن انسيابه الطبيعي ، ليحقق قيمة أخرى يريدها الكاتب في ظني، وهي الزج بمتلقيه في داخل النص ، بشحذ انتباهه إلى هذه التعليقات ،وقطع السردية المتعمد ، لكسر الإبهام بالتوحد مع العمل والعيش فيه ، لينبه أن هناك عملاً فنياً يخلق تلك الآونة ، وأن هناك مسافة يمكنه فيها أن ينفصل عن العمل ، ليفكر ثم يعود إليه وقد شارك في فعل الإبداع الموازي للقص. - ينتقي الشاروني أسماء أماكنه وشخوصه وعنوانات قصصه ببراعة خبير في إلباس الاسم كيانه أو فحواه ومضمونه ، فهو يسمى قرية المهمشين المارقين " طناش الجبل" بما تزاحم عليها من قسوة الطبيعة " الجبل " وقسوة المجتمع " طناس" ويسمى " جدة محمود" التي تصدت للصوص " مصطفية" فهي لم تجبن أو تتخاذل ، والعمدة اسمه " مهيوب" فهو ذو المكانة والمهابة والقدرة على التأثير في نفوس من حوله ، و يستخدم في عنوانات قصصه الدوال المعبرة عن زاوية الألتفاظ ، أو المفارقة ، أو الحادثة محور القصة بمنتهى الدقة والتمكن. - تتبدى ثقافة الشاروني الموسوعية في إلمامه بمفردات البيئة الخاصة بكل طائفة بالمجتمع المصري ، فهو حين يتحدث عن قرى الصعيد يذكر أخشاب النورج ً (ص62) ، ويذكر نبات العجوز (ص58) ،كما يذكر أنواع الأطعمة الخاصة بهذه المنطقة مثل الفريك والكشك (59)، وفي معرض حديثه عن البدو يتحدث عن الطاسة وطقوسهم وطبيعتهم ، هذه الالتفاتات تعطي مصداقية للقص والعمل الفني ، وتضعه في المنظومة جزءاً ملتحماً بالتكوين الثقافي العام للمجتمع والمتلقي المصري. - يقدم الشاروني من خلال العمدة (ميهوب) الشخصية المعتادة بتيار الرواية الواقعية ، فهي شخصية خارجية ، تقوم بالفعل في قصة سعي لإثبات جدارة ، وتغيير واقع ، شخصية مرسومة من الخارج ، لها أهداف عامة تنويرية ، ذات فكر ثاقب ، لا تأحذ بالآنية المحددة المتسرعة بل تحمل رؤية للمستقبل ، تنتصر للتعليم ، وللتثقيف، ورفع المعدل الاقتصادي للأفراد . ولم يحتج الشاروني لصنع أبعاد نفسية وسيكولوجية للشخصية لأنه يضعها في إطار من الفكر الاجتماعي الاشتراكي العام. - وتبدو الصبغة السوداوية حين ينتصر تغلغل الموروث الشعبي ودمويته في قتل العمدة (ميهوب) بعد أن قتل ( مهران أبو مكاوي ) ( أبو العينين الجربوعي ) وانتصرت وحشية الإنسان وبداوته ، فراح العمدة ضحية مبدأ كان هو أول الواقفين ضده ، راح بيد من "يقفون ضد كل ما هو جديد ومفيد فقضوا عليه قبل أن يقضى على فكرهم " (ص81) ، وتبقى النقطة الباعثة للأمل في هذه القصة أن للأفكار حياة أكثر بقاءً من حياة الأشخاص ، فلقد استمرت أفكاره تسهم في تشكيل الأفراد وحياتهم بهذا المجتمع النائي. - يجيد يوسف الشاروني رسم الشخصيات الثانوية ، وهي بقدر المساحة المحدودة التي تحتلها ، إلا أنها تترك انطباعاً مؤثراً في التلقي ، فهو حين يتحدث عن موت أبي العينين الجربوعي ، يصوره في مشهد غير مألوف يقول :" رأوه يمد يده في جيب جلبابه فتوجسوا خيفة، لكنه بدلا من أن يخرج مسدساً ، أخرج لدهشتهم علبة دخانه التي تحوي تبغه وورق البفرة ...ثم مضى يدخن بشراهة ملحوظة كأنما لم يدخن منذ شهور ...وقد ظلت الروح تدب فيه وقتا أتاح لنسائنا العاقرات أن يخطين فوق جثمانه نصف الحي نصف الميت .." (ص78). لكأن القصاص من طرف خفي يشير لطبيعة شخص يتملكه الضياع ، يعيش اللحظة فقط ، ولا يعنيه قبل الموت إلا أن ينفث دخان سجائره لكأنه ينفثه لهذا العالم ، ولنا أن نلاحظ اختيار القصاص لاسمه " أبو العينين الجربوعي " لنعرف مدى التهميش والرفض والمهانة التى عاشتها هذه الشخصية ، لمهنته المتكئة على المراقبة والشر والقتل. - وينغمس يوسف الشاروني في قضايا مجتمعه وظواهره ويعالجه من خلال قصصه المتنوعة "ثلاث حكايات عن الفئران " " الثأر" و" شكوى الموظف الفصيح" وفي هذه القصة يعود الشاروني إلى الأدب المصري القديم فيحدث تناصاً مع " شكاوى الفلاح الفصيح" الذي عاش في الأسرة الثامنة عشرة ، وقد كتب تسع شكاوى ، فيبتكر الشاروني تقنية جديدة ليعرض من خلالها تسعين شكوى ، كتبها أحد أصدقائه ومات ، فأطلعه عليها أولاده وفيها يكشف العديد من قضايا المجتمع ، والأخطاء والتقصير الحادث في مؤسسات ومصالح متعددة قائمة لتعقيد مصالح الناس لا تيسيرها، ويبدو الشاروني في قصته موظفاً وباعثاً للحياة في التراث ، وفي ذات الوقت مجدداً يرى للنتاج الأدبي هدفاً أخلاقياً يسهم في أن ندعى أن للثقافة والفن قدرة على تغيير الثقافة السائدة ومراجعتها. وإذا كان الشاروني قد أجاد في رسم شخصياته ببراعته المعهودة ، وتمكنه اللغوي ، وموسوعيته الثقافية ، إلاَّ أنني كنت أتوقع – وهو رائد من رواد التجريب – أن أجد في مجموعته خيالاً قد أنفلت من قيد الواقع ، ومجازاً صافح التغريب ، وصوراً تجاوزت المألوف. *********************
(1) يوسف الشاروني : الكراسي الموسيقية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1990م. (2) أمينة رشيد : تشظى الزمن الروائي ، الهيئة المصرية للكتاب ، دراسات أدبية، (ص8). (3) سيزا قاسم : بناء الرواية ، مكتبة الأسرة ، القاهرة 2004م ، (ص72). (4) إبراهيم فتحي : معجم المصطلحات الأدبية . (5) جابر عصفور ، عن البنيونة التواليدية ، فصول مج 1، ع2 ، (ص91). (6) إبراهيم فتحي : معجم المصطلحات الأدبية ( ص224،223). (7) سيزا قاسم ، المفارقة في القص العربي المعاصر ، فصول ع68، شتاء – ربيع 2006 ، (ص119).
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في كتاب - الحكاية في التراث العربي - للأستاذ -يوسف الش
...
-
تراجيديا الوجود في ديوان -كأنه يعيش- للشاعر أشرف عامر
-
كم من حق سلبتمونا......
-
أليات بناء المشهد في رواية - ليالي البانجو- للروائي يوسف أبو
...
-
بينية السرد بين الواقع والأوهام في رواية - بلد المحبوب - للر
...
-
سرد التصوف ..ولغته في ديوان الملحقات للروائي -عبد الحكيم قاس
...
-
الرمز الشفيف في رواية - روح محبات- للروائي -فؤاد قنديل-
-
أيهما أشعل القمر..
-
المادة الثانية... مادة حاكمة
-
غلظة الصحراء
-
ليال....تتحدي النقاب
-
تسألني الأماكن ..عنك
-
الثقافة المصرية بعقلية رجل أمن
-
غرابة الأدب..غرابة العالم وغربة الروح دراسة في كتاب الأدب وا
...
-
البورترية في النص الروائي عند خيري شلبي -موال البيات والنوم
...
-
أسطاسية أسطورة عدل موازية للروائي الكبير خيري شلبي
-
الأنترنيت وأليات السرد في نص -في كل أسبوع يوم جمعة-للروائي إ
...
-
التماهي بين الموجودات في أدب خيري شلبي
-
الإنسان والفن..والوحوش
-
البناء الروائي في -عاشق تراب الأرض-للروائي :أحمد الشيخ
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|