سعد الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 17:52
المحور:
الادب والفن
المشهد الثاني
في غرفة الضيوف البسيطة جلس صديق العائلة -الفنان والاديب- يحاور ابا حرية عن تردي الاحوال في بيروت ومعاناة اللاجئين الفلسطينين في المخيمات ...
يا اخي ارى في الافق القريب حرب ابادة قذرة..
نعم صدقت استاذنا الاديب....
دخلت ام حرية تحمل فناجين القهوة
مرحبا بضيفنا العزيز...
اهلا بك اختي العزيزة فنجاني الثاني ام الثالث هذا...
لاتعد اخي احتسي قهوتك فحسب...ربما لن نجتمع بعد ايام فالسكون غريب والعاصفة قادمة
رد الاب حبيبتي اين حرية
قالت تلعب
نادي عليها اشتقت لها حري
دخلت حرية --ذات الخمس سنوات-بوجهها الابيض الدري وخصلات شعرها الشقراء المتوسدة لظهرها كخيوط الذهب وبعينها الواسعة ونظرتها الضاحكة الحالمة تحمل حقيبتها الصغيرة التي لاتفارقها
وثوبها الاحمر بلون ورد-الروز -- سلمت على الضيف باستحياء ثم ركضت الى حجر ابيها اسهب الضيف بالنظر اليها تامل عينها الخضراء وظل سارحا لايتكلم
نعم اكمل استاذنا الاديب...
الاديب لايرد بل لم يسمع كلمة واحدة مستمرا بتامله بالعيناوان الخضروان الضاحكتان...افلت الاب ابنته التي سرعان ماركضت الى المطبخ حيث توجد امها...
ابو حرية ابنتك...
مابها استاذ...
لوحة فنية من عصر النهضة...لكن تحاكي القدس
شعرها كذهب قباب القدس...ووجهها ببياض مريم العذراء....ووجهها كدموية قضيتنا
واسمها حرية...اخاف على ابنتك حرية..
اطرق الاب متالما ثم استرسل
انت رسام واديب وقد سلبت حرية جل اهتمامك..
قال الاديب اتعلم اخي لو عندي مزيدا من الوقت لحملت ريشتي واوراقي ورسمتها ...ولو كان لي قول فصل لجعلت من رسمتها علم فلسطين -اصفر ابيض احمر وعلى البياض نكتب بالاخضر
فلسطين حرية.....
ضحك الاب وقهقه
انتم الادباء بالغوا الخيال...
نعم ونحن مجانين الجمال نخلق منه تعبيرا لقضية...على اي حال حان وقت ذهابي ..
لازال الوقت مبكرا...
لا فعلي اعداد حقائبي للسفر الى عمان...سلام عليكم
خرج الضيف بعد ان سلم على الجميع...
ادمعت عين الاب لوداع صديقه...ربما لن يلتقيا مجددا....وهذا حال كل الفلسطينين...وزعوا على بلدان يعرب كانهم دم شاركت بنشره قبائل يعرب
#سعد_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟