وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 17:00
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الفارق الطبقي بين اليهود
وكان الاستقطاب الملاحظ للثروة عند بقية العراقيين يطبع بطابعه الطائفة اليهودية أيضاً . وكان تيكسيرا في مطلع القرن السابع عشر يقول : (( بعضهم ثري , ولكن معظمهم فقراء جداً )) . وبعد ذلك بقرنين , كان لديني دي ريفوار أن يصف حي اليهود الفقراء في بغداد بأنه (( عالم من البؤس بكل ما فيه أشياء رهيبة )) , مضيفاً من ناحية أخرى , أنه كان هنالك بين أبناء دينهم بعض من كانت (( ثروته هائلة )) .
ولا يمكن أن ينسب فقر الطبقة الأكثر عدداً من اليهود إلى الاضطهاد الديني بالطبع , فقد كان يشاركهم في أوضاعهم تلك معظم المسلمين .
ومن الأمور ذات المغزى أن العرب القوميين , الذين كانوا في مرحلتهم المبكرة وما زالوا تحت تأثير النظريات العنصرية , كانوا, أو بعضهم على الأقل , يعتبر يهود البلاد العربية جزء لا يتجزأ من (( العرق )) العربي . وجاء في بيان (( للجنة الثورية العربية )) في سنة 1915 , قبل سنتين من وعد بلفور : (( أيها العرب المسيحيون و اليهود , ضموا صفوفكم إلى صفوف اخوتكم المسلمين ..... )) .
و الواقع أن الطائفة اليهودية في العراق كانت عربية تماماً , كانت لغتها عربية , وكانت العربية تستخدم حتى في طقوسها الدينية , وكان طعامها عربياً , وكانت خرافاتها خرافات عربية .
كان الجلبيون في ما يخص المال أضعف بكثير من التجار اليهود . وهذا ما اتضح مما سبق , ولكن ما يجب إضافته هناهو أن الجلبيين اختلفوا في القرن التاسع عشر والعقدين اللذين سبقا تأسيس الملكية عن التجار اليهود في نواحي عديدة .
ففي المقام الأول , كان الجلبيون كثيرون يرتبطون بشكل حميمي باقتصاد البلاد الرعوي وشبه الرحلي . وكان كل تجار الجياد العربية و الأغنام و الإبل مسلمين بلا استثناء , مع أنه كان لليهود و المسيحيين و التجار الأجانب حصة في تجارة الصوف . وكان من بين العائلات البارزة التي تتعامل بالأغنام عائلة غنّام وعائلة القصّاب , ومن التي تتعامل بالجياد عائلة شوكت وعائلة مدلل , ومن التي تتعامل بالإبل عائلة غنّام وعائلة بسّام .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟