أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم التوراني - مساسل -شوك السدرة- لشفيق السحيمي .. ما بين -بؤساء- الحكاية وبؤس شركة الإنتاج














المزيد.....

مساسل -شوك السدرة- لشفيق السحيمي .. ما بين -بؤساء- الحكاية وبؤس شركة الإنتاج


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


لم يدر بخلد الأديب الفرنسي الغني عن التعريف فيكتور هوغو أبدا، وهو يضع نقطة النهاية على آخر سطر في رائعته الشهيرة "البؤساء"، أن أبطال روايته الملحمية، وفي مقدمتهم البطل جان فالجان، سيبعثون من جديد في مستهل القرن الحادي والعشرين ليجدوا أنفسهم تحت وطأة مزيد من المعاناة والويلات والمحن، تفيض عن حجم المعاناة التي سردها علينا عبر فصول وصفحات الرواية المثيرة.
فبعد قرابة قرنين من الزمن، وبعد أن ترجمت "البؤساء" إلى عدة لغات، ما زالت الرواية حتى هذا اليوم تلاقي نفس الرواج الجماهيري في كل أنحاء العالم. كما تم اقتباسها لتقديمها في السينما والتليفزيون والمسرح والموسيقي في أعمال لم يضاهيها فيها سوى عدد قليل من الأعمال الأدبية.
وبعدما تم نقلها في ستينيات القرن الماضي إلى السينما المصرية، يصل أبطال "البؤساء" أخيرا إلى المغرب "حاركين" في الاتجاه المعاكس، عبر قارب شفيق السحيمي، الذي سيلجأ إلى إعادة استنباتهم، أو كما يحب هو أن يصطلح إلى عملية "تبييئ" النص في البيئة المغربية، وبذلك أصبحوا مغاربة خالصين، وليس فقط سياحا وخواجات أو أجانب مجنسين وحاصلين على أوراق إقامة بالبلد.
سيتحول جان فالجان إلى موسى الدراز، وتصبح كوزيت هي يطو، وتصبح عائلة لي تينرادييه الشريرة هي عائلة الرخوي، والبئيسة فانتين هي كنزة، والشرطي العنيد جافير هو الجاوي.
كما ستحمل باقي الشخصيات من دون استثناء أسماء وهويات مغربية. وسيعمد السحيمي إلى تلبيس الحكاية لبوسا مغربيا متصلا بسياق أحداث تاريخية مغربية معروفة من تاريخنا القريب، بدل الوقائع والأحداث المستنبطة من التاريخ الفرنسي.

لعل ما يميز هذه الرواية العالمية هو واقعيتها وجديتها، حيث تبدو الأحداث متشابكة، ويرى البطل أنه أمام عقد متشعبة، فبمجرد ما أن ينتهي من مشكلة يدخل في مشكلة أخرى تكون نتائج للأحداث الصاعدة بحيث تتأزم الأمور أمام البطل.

موسى الدراز المغربي (الذي هو في الأصل جان فالجان) والذي يقوم بدوره بحرفية عالية المبدع الكبير شفيق السحيمي لا يواجه هنا مطاردات البوليس فقط، فمنذ ما يزيد عن عامين و"بؤساء" شفيق السحيمي عالقين وسط لجة بحر متلاطم الأمواج، متمسكين بشجرة لا تكف أشواكها الناتئة عن إيلامهم، حتى غدا "شوك السدرة" قوتهم اليومي في انتظار الفرج الذي يتلألأ في الأفق البعيد.

في كل مرة يجد شفيق السحيمي نفسه في مواجهة مشاكل جديدة مع الشركة التي أسندت إليها مهمة إنتاج مسلسل "شوك السدرة"، ما أن يرتاح من تجاوز مشكلة حتى يجد نفسه، ومعه فريقه من الممثلين والتقنيين، في مشكلة أخرى مشابهة أو أكثر تعقيدا، والسبب عائد بالأساس إلى غياب المهنية وانعدام التجربة لدى القائمين على تسيير هذه الشركة الجديدة في عالم الإنتاج السمعي البصري، والتي بدا أن أصحابها لا تصح تسميتهم حتى بالوصف التحقيري "موالين الشكارة"، إذ أكدوا في أكثر من محطة أنهم ليسوا بمنتجين مهنيين حقيقيين يحفظون أبجدية المهنة ويعملون على حفظ كرامة المتعاملين معهم.

لقد استغرق فكتور هوغو في كتابة "البؤساء" حوالي سبعة عشر سنة، فمن هي الجهات المستترة التي تسعى إلى أن يقضي شفيق السحيمي سنوات مماثلة لما عاشه مؤلف العمل الأصلي حتى يشاهد المغاربة رائعة "شوك السدرة"؟

ولأن صاحب "وجع التراب" لا يملك إلا وجعه الخاص، وتعبيرا منه عن رفضه القاطع لتلاعبات شركة الإنتاج قام شفيق السحيمي مؤخرا بنشر لقطات من بعض ما تم تصويره لحد الآن من "شوك السدرة" على موقع اليوتيوب وعلى صفحته بالفيس بوك. وقد حظي نشر هذه اللقطات باهتمام وترحيب الوسط الفني، وخلف ردود فعل متفاوته لدى رواد الموقع الاجتماعي، بين التنديد بعدم استكمال تصوير حلقات هذا العمل، وبين الإشادة بإبداع مخرج متميز ملتزم لا يفتأ عن مفاجأتنا باستمرار، من خلال إصراره على تقديم الأعمال المتميزة والجديرة بذكاء المشاهد المغربي وبمتعته.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة موزونة
- مقتل إسماعيل فاي بالرباط
- حائرة
- دانييل عليكم... ( في الغصب والاغتصاب والعفو وسحب العفو والإع ...
- الفردوس للجميع
- نمر هارب من سيرك
- موت سريع كالرمل
- ست أقاصيص
- من حفريات أركيولوجي أعمى
- حكاية ما وقع لجلول الجويليلي مع النجمة العالمية أنجلينا جولي
- ما وقع لجلول الجويليلي مع النجمة العالمية أنجلينا جولي
- الفوضى السوداء
- التيه والعدم
- حشرة السؤال
- رنة ندم
- حكاية الرمل
- كأني لم أكن هنا...
- عودة المترنح
- مصرع حلم
- خسارة...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم التوراني - مساسل -شوك السدرة- لشفيق السحيمي .. ما بين -بؤساء- الحكاية وبؤس شركة الإنتاج