وسام الفقعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 09:42
المحور:
القضية الفلسطينية
هل غدا أوسلو تاريخاً نكتب في ذكرى توقيعه ثم ننسى تطبيقه؟! وهل بدأ أوسلو في 13/9/1993؟! وهل هو "اتفاقية سلام" خاضتها "قيادة" الشعب الفلسطيني أم توقيع صك استسلامها باسم القضية وشعبها؟! وهل غدا أوسلو واقعاً لا مفر منه "وقدر" لا مهرب منه؟!.
راقبت الكتابة حول اتفاقية أوسلو وجدت أن معظمها يُكتب في تاريخ توقيعه 13/9/1993، ولكن قبل ذلك وبعده يبقى أوسلو يسري في مسامات القضية والشعب وحركته الوطنية، سريان "السُم البطيء" في الجسد النحيل دون الوصول "للترياق" الذي يُشفى منه، وعلى أهمية التأريخ لذكرى التوقيع، يبقى الأهم هو كيف يمكن أن نُوقف الذبح المستمر للقضية والشعب باسم "السلام" وقيادته التي انفصلت/استسلمت تحت عباءة النظام الرسمي العربي وتحولاته ومصالحها الطبقية، والوعود الأمريكية "بسنغافورة" و"ديمقراطية السكر زيادة"؟!.
هنا يصح القول أن أوسلو بدأ قبل تاريخ توقيعه الرسمي، بمراحل أبعد وليس غريباً أو مستغرباً لو قلت أنه بدأ مع أولى محطات الوجود الصهيوني على الأرض الفلسطينية، ومن يقرأ التاريخ بتأني وتمعن سيجد أن "أوسلو" كان يمكن أن يكون في 1936 أو 1939 أو 1947 أو 1954 أو 1978، لكن طوال تلك "المراحل" كان يجري "ترويض القيادة" وصولاً لإعلان صك استسلامها الرسمي معمداً في 1993.
فالسلام لا ولن يتحقق دون عودة حقوق وحرية الشعب التي سلبتها الحرب، والسلام لن يصبح واقعاً دون أن تُقتلع أداة الحرب المستمرة، لأن زرع السلام لا يستوي في أرض حُبلى بالدم والبارود والآلام، باسم "السلام" الموعود.
لذلك أوسلو ليس واقعاً أو قدراً لا مفر أو مهرب منه، ليس لأنه مجافي لحقائق التاريخ واتزان الجغرافيا فقط، لأن الشعب رغم "كبوته" لن يطول صبره على استسلام قيادته، ولكن يبقى ذلك بحاجة لأن تعود حركته الوطنية الحقيقية للانغماس في جوهر القضية وجماهيرها الشعبية.
#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟