وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 16:30
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عزرا ساسون سحيّق
مع بداية القرن العشرين كان قد صار هنالك لكل تاجر يهودي بغدادي مهم تقريباً بيوت تجارية خاصة به في الهند و انجلترا . وهكذا فإن عزرا ساسون سحيّق , الذي كان ذا دخلاً أو ممتلكات تساوي حوالي مليون جنيه استرليني في سنة 1919 , وكان له وزن كبير في عالم الأعمال , كان مالكاً لشركة (( مسرز . ج . س . سايكس أند كومباني )) . في مانشستر . وكان من بين أثرياء المالكين لبيوتات تجارية في مانشستر كل من : حسقيل شماش , وشاؤول معلم حسقيل ( دافيد أخوان ) , ويهودا زلوف . وكان لصهيون ( زيون ) بيخور وعزرا اسحق صالح , وكلاهما تاجر بغدادي , شركات في بومباي ولندن . وكانت اموال كل هؤلاء موزعة بعناية في بلدان عدة .
ولكن البغداديين الذين قزموا كل الآخرين , سواء بالثروة أو بالتفرع الجغرافي , هم أبناء عائلة ساسون . وكان مؤسس بيت ساسون هو داود , ابن ساسون ابن صالح , الذي كان لسنوات طويلة صراف باشي مماليك بغداد . ويقال أنه في سنة 1829 , عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره خشي انتقام الوالي الذي كان هو نفسه قد حرّض على طرده فهرب من البلاد , وأخيراً , وفي سنة 1832 , اغرته إمكانات الهند فأقام في بومباي وبدأ يصدر منها الأقمشة الانجليزية إلى بلاد فارس وإلى موطنه الأصلي ( العراق ) . وعندما نمت أعماله بسعة , اصبح ابنه الأكبر عبد الله ساسون ( الذي صار فيما بعد البرت ساسون ) مسؤولاً عن عمليات بغداد . وقبل مضي وقت طويل , وبفضل معرفته معرفته بالأسواق المحلية ومتطلباتها , ومراسليه اليهود الجديرين بالثقة , ولما وصفه ديني سدي ريفوار ب (( الاستثمار المنظم والعاقل للموارد التجارية لوديان الفرات ودجلة )) , صار اكثر التجارة الرابحة بين العراق والهند واقعاً تحت سيطرته .
وعندما افتتح (( استرن بنك ليمتد )) , الذي كان مسجلاً في لندن سنة 1909 برأسمال يبلغ مليوني جنيه استرليني , فرعاً له في بغداد سنة 1912 , بدا على السطح وكأنه رأسمال بريطاني آخذ في توسيع عملياته في بغداد , أما في الواقع فقد كان ابناء من كان مرة ابن صراف باشا المماليك يعيدون إحياء وجودهم في مدينة أجدادهم القدامى , سراً هذه المرة وعلى مستوى أكثر تطوراً . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟