عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 08:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا المفهوم النظري أول من صاغه ياسين الحافظ واضع المنطلقات النظرية لحزب البعث ،ومتخطيها والمتخلي عنها بسبب ممارسات الحزب الديكتاتورية ....
منذ فترة قريبة استعار هذا المفهوم الدكتور عزمي بشارة وراح يتداول من جديد ، كان ياسين الحافظ -وفق هذا المفهوم -يضع أولى المهمات على المثقف الديموقراطي المتحدر من الأقليات أن يتوجه للفعل السياسي في وسط السنة بوصفهم القوم الأكثري الذي لا معنى للديموقراطية بدون جصورهم الأكثري من خلال صندوق الاقتراع ..
وذلك لتحرير السنة (من سنويتهم التقليدية المحافظة ) ... وعلى هذا إن وصف السنة با(الأمة ) يعني أنها تفكر بمصالح عموم الأمة وتمثل ضميرها الوطني، لكن هذا لا ينفي عنها أنها يمكن أن تكون محافظة وتقليدية بل وأصولية وسلفية وجهادية .......
لكنها لا يمكن أن تكون طائفية ، لأنها لا يمكن أن تفكر من منظور مصالح الطائفة (الأقلوية) ، وهي عندما تفكر بمنظور الأكثرية فهي الأقرب إلى تمثيل إن لم نقل التطابق مع (مصلحة الأمة ) ...ولهذا نجد كل التيارات الإسلامية من متطرفيها حتى معتدليها يفكرون بمنظور العالمية (الأممية الإسلامية ) ويرفضون الانحصار بإطار ضيق (مذهبي أو وطني أو قومي ) حتى أن الأخواني محمد عاكف هو صاحب القول الشهير بتفضيله المسلم الباكستاني على المسيحي المصري قائلا : ( طز في مصر) ،فهو بموقفه هذا يعكس منظورا للصراع الديني العالمي بين الإسلام العالمي والمسيحية العالمية (دار الإسلام ودار الحرب ) !!!
من كل ذلك نخلص إلى : إننا عندما نتحدث عن الطوائف في سوريا فنحن ننطلق من منظور علمي سوسيولوجي وليس من منظور طائفي ،سيما وأنا -على المستوى الشخصي - من أكثر مثقفي حلب علاقات صداقة واسعة مع الأقليات ...
لكن ما فاجأني ودفعني لزاوينتي السابقة هو ظاهرة ( ذبح الأطفال واغتصاب النساء الأخوات في الوطن ) التي اقتصرت على الشبيحة الأسديين ( من الطائفة العلوية ) دون أن نسمع استنكارا يصل حد الخجل من (الهوية المذهبية ) التي تحمل هذه الممكنات الهمجية من قبل مثقفين يتحدرون من هذه الطائفة، بل تجد حتى المعارضين منهم يشترطون عند إدانة وحشية النظام بإدانة الطرفين المتصارعين على غرار الخطاب الدولي وليس الخطاب الوطني!! بل يصل الصلف ببعضهم الطائفي الذي لا يستشعر أي عار من ممارسة بني قومه أن يدعو لإسكاتنا ، أي قتلنا ....
بل أقول لكم : لولا الثورة السورية ، لخجلت من هويتي السورية أن تتيح لمكوناتها كل هذا الهول من الهمجية .. فكيف بالذين ينتمون للطائفة التي مارستها ...والتي لم يكن لنا من تفسير تفردها بذلك سوى بيئتها (الرعاعية المعدمة ) اقتصاديا وسوسيولوجيا ونظاما أخلاقيا ، وحسيتها الغريزية التي لم نتوقف طويلا عند موروثها الثقافي الديني الذي يعتبر المرأة دون السوية الآدمية التي تتيح لها تعلم الدين ...ومن ثم لتغطي ذلك كله بمظاهر المدنية (الأسدية ) والتحضر (المخلوفي) والحداثة الكيماوية ...على الأقل ليرفع المثقفون العلويون صوتهم استنكارا لهمجية بعض قومهم الهمج ،بدلا من الانكار والردح وشتمنا الطائفي الحثالي البذيء ....
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟