أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاهر الشرقاوى - بين الصفة والوصف والموصوف .يتوه الانسان ويتحير ويطوف















المزيد.....

بين الصفة والوصف والموصوف .يتوه الانسان ويتحير ويطوف


شاهر الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 18:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضية شائكة ..وخطيرة ...يحجم الكثيرين عن الخوض فيها اعتقادا منهم انهم يخوضون فى منطقة يغرق فيها العقل ويتوه فى واد لا قرار له ...الا وهى قضية الذات الالهية
والصفات المطلقة وتناقضاتها والتى تجعل الكثيرين يتحيرون وقد يصل الكثير نتاج هذا التفكير الى الالحاد .بل الالحاد الايجابى .اى اليقين بعدم وجود اله وليس الشك فقط

وارى ان سبب هذه الحيرة هو عدم الاتفاق على تعريف محدد لكل معطيات الموضوع .لذا يهمنى بداية قبل الخوض فى الصفات .الالهية ..ان نعرفها .ونتفق عليها ....ولن اخوض فى الذات نفسها لاننا كمسلمون نعترف بعجزنا عن ادراكها ..لانه المحال بعينه ..حتى اقرب الاقربين لله وهم الانبياء والملائكة لم يعاينو الذات الالهية ولم يروها رأى العين .لكن كل هذا يتم عن طريق الوحى الداخلى والالهام .مما يجعل الكثيرين يصفون الانبياء بانهم والعياذ بالله اصحاب اوهام نفسية وتخيلات .خاصة .ويسقطون من حساباتهم تفاعل الكون معهم وقدراتهم المذهلة ..بشكل او باخر خلال حياتهم واداء مهمتهم التى شعرو انهم مكلفون بها من قبل هذه القوة التى لا يملكون عنها انفكاكا ولا يقدرون على معصيتها ابدا ..ويسقطون مواقفهم الايجابية امام اقوامهم الظلمة والفشدة والطغاة والجبابرة

فكيف نريد نخن الضعفاء الجهلاء البسطاء ان نخوض فيما توقف عنده من هم افضل مننا ؟؟؟؟؟!!!!
لا نخوض فى الذات وكينونتها احتراما لعقولنا وتوفيرا لاعمارنا وحتى لا نبذل جوارحنا وطاقتنا فى شئ نعلم يقينا انه لن يفيدنا فى مهمتنا فى الدنيا واننا لن نعرفه .ابدا .اذا لو كان احد يمكنه ان يعرفه لعرفه الانبياء والملائكة

اذا ليس امامنا سوى الاسماء الحسنى والتى هى دالة على الصفات وليست اسماء علم .اذ انه لا اله الا الله من اساسه ...واسماء العلم نفرق بين اصحابها .(اسماء العلم مثل اسماءنا اخمد. محمد .سامى.. علاء.. شاهر وهكذا )..
اذا لا فرق بين الصفة واسمها وبين الذات

اسمحو لى بداية ان نعرف بعض التعريفات لبعض المصطلحات قبل ان نبدأ الموضوع ستساعدنا كثيرا فى ازالة اللبس الحادث عند الكثيرين

1 الصفة المطلقة:
الصفة.. اى ما يتصف به الموصوف من صفات تميزه عن غيره او يشترك فيها مع امثاله ..احيانا مثل الحياة .الوعى ....الكرم .البخل ..القوة ..الضعف.. الحق ..السلام .الانتقام .القبض البسط .الهيمنة الحكم الملك الرحمة .العدل ....وهكذا
مطلقة ...اى لا حدود لها كما ولا نوعا ولا انتهاء لها ولا حصر لامدادها
2 الموصوف:
الموصوف هو من يحمل صفة ما سواء اظهرها احيانا مع البعض او لم يظهرها احيانا اخرى مع البعض الاخر او اظهرها فى وقت ولم يظهرها فى وقت اخر.. فالعلم يحتاج لعالم ...او عليم ...او خبير ..مثلا .مش كده .ولا هو فيه صفة متعلقة كده من غير موصوف ...والكرم محناج لكريم ..والعدالة محتاج لعدل .والحمة محتاجة لحكيم وهكذا
3 مظهر الصفة:
مظهر الصفة هى الاعمال والاثار والنتائج والافعال التى تدل على وجود صفة ما عند موصوف بعينه .هذه المظاهر ليس شرطا ان تظهر على ذات الموصوف ذاته ..بل هى دائما تظهر خارج نطاق ذات الموصوف ولا تظهر على ذاته هو ..فالعالم او العليم يظهر علمه فى كتاب او امام الطلاب فى مدرجات الجامعة على السبورة مثلا او الداتا شو او اللاب توب ....والكريم يظهر كرمه من خلال عطائه وجوده وكرمه لمن حوله .

هنا يقع الخلط والالتباس بسبب كلمة ..مطلقة
يتصور الكثيرين .انه طالما الصفة مطلقة ..فانه يجب ان تفعّل فى جميع الاحوال ومع اى حد مهما كان يستحق او لا يستحق طالما انها مطلقة
ثم يأخذون من تنوع الصفات وتناقضها زريعة لانكار عدل الله او رحمته او كرمه او حكمته .. . تغافلا او نسيا ان هناك مشيئة مطلقة وارادة عليا تتحكم فى بذل واظهار هذه الصفة وقتما يشاء مع من يشاء وبالطريقة التى يشاءها
ويتناسو ايضا عن قصد او بغير قصد انه لا يمكن للاله ان يكون ظالما ابدا .مهما فعل ...لانه ببساطة الكل منه واليه ..

ساعطى مثالا صغيرا لاوضح هذه النقطة بالتحديد
انا رجل غنى ....ملباردير مثلا ..بل اغنى رجل فى العالم ..فهل معنى هذا انا اسير فى حياته اعطى كل من يقابلنى مالا بلا حدود ولا ضابط ولا رابط لاننى غنى جدا اى غنى غنى مطلق ؟؟؟
وهل معنى اننى لم اعطى سائل اننى بخيل واننى غير كريم او ان صفة الكرم المطلق غير موجودة من اساسه ؟؟؟؟؟
وهل معنى انى عالم مثلا ان اسير ليل نهار اعلم فى كل من يقابلنى عمال على بطال كده لان علمى علم مطلق ؟؟؟؟؟
وانى لو معلمتش حد يبقى علمى غير مطلق ؟او ان صفة العلم غير موجودة عندى ؟؟؟

باختصار يا سادة الصفات المطلقة الغير محدودة كما ولا كيفا .تحكمها وتتحكم فى اظهارها او بذلها او عطائها او منعها الارادة ..الارادة الالهية ..والحكمة الربانية...وليس فى هذا انتقاص ولا تناقض فى معنى طلاقة الصفات والقدرات الالهية

طب ليه ربنا مستحيل يكون ظالم ابدا مهما فعل ..؟
لان الظلم له تعريف وهو عدم اعطاء من يسنحق ما يستحقه او اعطاء من لا يستحق ما لا يستحقه ...بناءا على عمل الجميع ... بناءا على عمل الجميع
طب بناءا على كده
ليه لما ربنا يخلق واحد اعمى يبقى ظالمه ولما يخلق واحد مفتح يبقى مش ظالمه؟؟؟

لان لا هذا ولاذ اك عملو شئ يستحق عليه اى منهما ما هم فيه من نعمة او مصيبة....
اذا هو ابتلاء ... تتفاوت درجة تقبل الناس لهذه الابتلاءات حسب درجة ايمانهم او عدم ايمانهم او فهمهم لمعنى الحياة من المنظور الايمانى
قد ينجح الاعمى نجاحا مبهرا ...اذا فهم وتغلب على عاهته وتحدى القدر .وتعلم مثلا طريقة بريل .او درس وابدع فى دراسته وتراه فى حالة سلام مع النفس ورضا وسعادة ..وقد يفشل المبصر فشلا ذريعا وبلاقى من العذاب اشتات والوان على الرغم من ابصاره

من يغضب من كون هناك من البشر من يصبهم عاهات عقلية او خلافه مثل رشيد ...يا صديقى العزيز سامى لبيب .ويتصور نفسه ارحم من الله ...فهذا ايضا التباس ..
الدنيا مخلوقة لنا ..والناس موضوعات وقضايا بعضهم ابتلاء لبعض .....لسنا فئران تجارب كما تقول ..وليست قسوة وظلم من الاله ....الذى تنكر وجوده بسبب هذه الحتدثة ..مع انك نجحت فى الاختبار وكنت انسانا اكثر من الكثير من المتدينين ....الذين كانو ينفرون منه ...فى حين كنت انت تمسح اللعاب من على فمه وتعطيه الحلوى والشيكولاته وتقربه منك وتلاطفه وتلاعبه

ما فعلته يا سامى هو ما اراده الله من اى انسان يتعامل مع من مثل رشيد ....قلبك ...ورحمتك ...وحنيتك .هو ده اللى عايزة ربنا ....
وعلشان رشيد وامثال رشيد ..وعلشان كل انسان ابتلاه الله فى هذا الدنيا ..ببلاء شديد ..وعلشان الظلمة والمجرمين الذين نجحو فى الفرار من عدالة الارض ..وعلشان الله اسمه ...الحق ..وصفته الحق ...والعدل ....والكرم ... ....وهذه الصات نراها جميعا فى كثير من الاحيان حتى فى الدنيا ......على الجميع المؤمن والملحد ... فانه كان لزاما ان يكون هناك يوما اخر ..يكون فيه الوزن يومئذ الحق .....الحق ..ثم الرحمة ...ثم الكرم ...لمن يستحق

انت زعلت من ربنا وانكرت وجوده علشان رشيد ...زعلان وغضبان ...واستدليت من كده على انه مش رحيم رحمة مطلقة ..ولانك تعلم يقينا ان الاله لا يمكن ان يكون ناقصا فى اى شئ وانه ما ينفعش انك تعترض عليه لو كنت حقا مؤمنا بيه...انكرت وجوده كحل وحيد للاشكالية التى اوقعت نفسك فيها ....واسقطت ان علمك ليس كعلمه وحكمتك ليست كحكمته . واسقطت اهم شئ ...ان رشيد بتاعه هو ....مش بتاعك انت ....وان مش من حق اى حد انه يتدخل فى عمل الله سبحانه .وتعالى ....كل ما عليك ان تتعامل معه بما ينبغى كانسان

دع الملك للمالك ودع الخلق للخالق ...تعامل معهم بالرفق واللين والاحسان .ولكن لا تشارك فيهم الله رب العالمين..

طب لو الطبيعة هى اللى عملت كده فى رشيد مش ربنا لانك لا تؤمن بوجوده ...تقدر تقول لى عملت معاها ايه ؟؟؟؟؟وماذا بعد ان غضبت منها ولعنتها ؟؟

اعلم ان الجزء الاخير وعظى بعض الشئ ..لكنه كان ضرورى لنبين لكم كيف نرى نحن المؤمنين الحياة ونتعامل مع معطياتها .... ..
وكل من يتعامل مع احداث الحياة بمثل هذا التصور والفهم ...فهو مؤمن ...وان انكر ذلك... دون ان يدرى
وكل من يسخط او يضجر او يياس او يخالف الحق .فى الحياة فهو غير مؤمن ايمانا صادقا حقيقيا ...وان ادعى غير ذلك ....دون ان يدرى

واكتفى بهذا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل كالحصان .نصل به الى باب الرحمن .ولا ندخل به عليه ..ادب ...
- الاسراء والمعراج ..ليلة الحرية ..والجائزة العلية4 واخير
- الاسراء والمعراج ..ليلة الحرية ..والجائزة العلية3
- الاسراء والمعراج .ليلة الحرية والجائزة العلية 2
- الاسراء والمعراج ..ليلة الحرية ..والجائزة العلية
- كتاب أنزل أليك ليدبرو اياته ....ادم عليه السلام 1
- اللبس الشيطانى ..ما بين الفكر الالحادى والعلمانى .والسلفى وا ...
- عن الوعى والجمال سألونى
- الحب فى الاسلام والقران ...حال ومقام .وعمل بالاركان
- عزة المسلم فى الوحدانية لا الوثنية...ولسنا الاغبياء
- النكاح ليس كلمة قبيحة سيد نيسان سمو الهوزى
- ما بين الامر.. بطاعة ولى الامر وبين الاستعباد..تتوه المعانى ...
- الحقيقة والشريعة وعلاقتهما بالحق والطريقة1
- بين الاستهزاء والاكتفاء ...تضيع الحقائق ومعانى الانتماء
- المهتم واللامهتم ..أ يهم اكمل ...وايهم اجمل..ردا على مقال ال ...
- قد تكون اخر المقالات..فلا والف لا ..للاهانات
- يا استاذة ديانا احمد حلمك شوية ..واستنى لما نشوف الاخوان وال ...
- انهم احرار .بعقود احرار ..وليست عقود قهر واذلال .يا استاذهشا ...
- بل هو قران مجيد فى لوح محفوظ
- الحلم المحمدى وكيف حققه سيدى(7)الخطة الربانية


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاهر الشرقاوى - بين الصفة والوصف والموصوف .يتوه الانسان ويتحير ويطوف