مجتبى حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 08:36
المحور:
كتابات ساخرة
يشق ضوء الشمس عتمة الليل بوهجه البعيد ،يُلون الأفق بشفقٍ احمر ..
مهدداً العتمة بزوال قريب ، يزدد الوهج اتساعاً وحمئةً فيقش الليل بضوئه المنير ..
في بلادٍ بعيدة لا تشرق الشمس على مدار الساعة،يسيطر الدامس على العيون ،
ونفس البلاد لا تغيب الشمس عنها، لكن بآجال أُخر،لتنظر العين كيفما رادت ..
في بلادنا الشرق أوسطية تُعامد الشمس مداري السرطان والجدي ،
شمسٌ وضَحت بساعات طوال، اغلب أيام السنة ،ليل قصير يعني ظلمة مهما حلكت لا تطول ،
فلما أثرها يدوم بالنفوس حتى في وقت الظهيرة !!.؟
لما لا تشرق شمس الأنفس هل أبناء المنطقة قطبيون؟
أم العتمة استقرت في الأنا الباطنية ؟
أم هي رومانسية الليل وسحره أخذهم للتعلق به والشرقيون عاطفيون بطبعهم؟
ليس للتساؤلات الثلاثة شمولية جواب ..
هناك من لم يروا الشمس أبداً وهم القطبيون .. وإن شاهدوها بعيون رَمِده..
وآخرون يلونون كل شمس بأسودهم، بلّيةٌ لديهم الألوان ..
أم الرومانسيون أبناء مغازلة سناءات النجوم فهم الحالمون القابعون في أحلامهم يتأملون..
وزد عليهم ناس مصلحتهم تكمن بالعتمة وكلما زاد وعم سودها ،اشتد طربهم الداخلي وإصابتهم
التخمة من أكل أفكار الناس،وعَظمة مقاماتهم من افتراس الأماني وخنق أحلام الشباب..
لتبقى بقية يفترشون الليل في ظلامه ،ينامون قريري الأعين.. وان سهروا فجميل سهرهم ،
مَن يلبسون الليل .. ويبصرون النهار ضياءَ ...
#مجتبى_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟