خطبة جمعة - كارثية-

محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 03:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

خطبة جمعة " كارثية"

كنت وما زلت حريص على اداء صلاة الجمعة سواء إمام أو مأموم، ولم اترك هذه الصلاة وفقا لهذا الحال سوى بضعة أشهر منذ قرابة عقدين من الزمان، وفى بداية تشيعى ولكنى قبل وبعد ذلك حريص ان اشارك جماعة المسلمين الصلاة ولانى لا اجد فرقا بين ان اكون سنيا او شيعيا او اباضيا .... .
وفى هذه المدة الطويلة من الزمان كنت أرى من لعجب ما يستحق أن يروى ولكن ربما اسجل ذلك فيما بعد، واليوم نظرا لانى استيقظت متاخرا عن المسجد الذى اعتدت أن اصلى فيه، ونظرا لان إمام المسجد ينهى خطبته وصلاته سريعا اضطررت الى ان اصلى فى مسجد آخر وهو المسجد الاقرب لبيتى .
كان خطيب الجمعة شخص غير الامام الراتب، وإمام مسجدنا هو صديق وزميل دراسة قديم ولكن للاسف وكما هى العادة ترك المسجد لامام آخر .
إمام جمعة اليوم رغم انه أزهري وخريج دعوة اسلامية، الا انه كان شىء يدعو للاسى والاسف.
ورغم ان الحديث عن اصلاح الخطاب الدينى شغل اقلاما واوراقا ومحاضرات لعلماء واساتذة متخصصين وغير متخصصين، ولكن ما رأيت اليوم يعد فاجعة كبرى .
هذه الفاجعة لم تكن لى ولكن للمستمع وللمصلى الكريم الذى يجلس فى مقام المتعلم والمستمع لهذا الامام الذى وقف على منبر رسول الله يقول .. قال الله وقال رسول الله .
الرجل لم يترك شاردة ولا واردة ترتبط بالموضوع او لا ترتبط به، الا وعرض بالروافض، والذى وصفهم بالخارجين عن الملة، ورغم انه كان خطيبا متملقا للسلطة الجديدة الا انه ما بين كلماته داعما للجماعات الارهابية مهاجما من يخالفهم بين كلماته دون تصريحا .
ولما انتهى من خطبته الاولى والثانية بدأ فى الدعاء، وإذا به يقول: " اللهم عليك بالرافضة الخوارج المخالفين لدينك والمعاندين لسنة رسولك"، ثم دعى للاخوة المجاهدين فى غزة !!
ثم قال اللهم انصر أهل لسنة فى العراق على اعدئهم اعداء الدين من الخوارج النواصب، اللهم انصر اهل السنة فى سورية على عدوهم الذى قتل رجالهم ويتم نسائهم وهدم مساجدهم .
واستكمل معزوفته حتى النهاية على هذا الدرب الذى لا ينم عن جهل وطائفية بغيضه، لا يعرف فيها من هم الروافض " الشيعة"، ومن هم "الخوارج"، ولا حتى من هو عدو مصر الذى يقاتل الناس والجيش فى سيناء .
لا يعرف او يعرف ويغرض من يقتل الناس فى سورية ومن يسوق النساء من اقصى الغرب العربى للمشاركة فى "جهاد المناكحة" الذى لم ينزل به دين ولم يخط به قلم تشريعى بل هو زنا صريح ومقيت باسم الدين والجهاد .
هذا النموذج من الجهل والسفه والطائفية هوما يهدد المساجد والمجتمعات وينقل الحرب بين فرق الاسلام واهله، ولا اجد له حلا حتى يقلع شيخ الازهر وبعض الجهلاء المغرضين عن ان الازهر ممثلا للاسلام السنى، هذا والله مالا نعرفه منذ تعلمنا فى مدارس الازهر ومعاهده.... فقد تعلمنا أن الازهر هو منارة الاسلام كل الاسلام بفرقه ومذاهبه ... فهل مايزال هناك احد يرغب فى عودة الازهر للاسلام لا للفرقة والمذهب ؟!!

#محمود_جابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات