بهار رضا
(Bahar Reza)
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 21:28
المحور:
الادب والفن
نحتاج بين الحين والآخر أن نبوح بأوجاعنا لشخص غريب. كي يحملها ويرحل…..
كان يوم جمعة .اخر يوم عمل من أسبوع شاق، كنت شبه منتهية ، لا بل منتهية ، جسدياٌ ونفسياٌ. كنت قد استيقظت كالعادة الساعة الخامسة صباحاً وأحضرت وجبة الغداء واخذت دوش، وبحدود السابعة ,انطلقت من البيت، لرحلة كلفتني 450 ك.م متنقلة بين مدن مختلفة. اخر ترجمة شفوية في احدى مراكز الشرطة. انتبهت لخطوات قريبة مني ،بحركة لا ارادية التفتت للخلف .وإذا بأحدهم يقول
: - لا ، لم اتتبعك ! ولن اتغزل بك !! كان رجل في نهاية العقد السادس. ابتسمت وقلت
:- لي عظيم الشرف سيدي ان يقدر جمالي انسان ذو خبرة مثلك .عاد وعلق
:- لا تحتاجين أي اطراء ، واضح من خطاك ايمانك بذاتك .
تسلسلنا بالحديث، وحدثته عن مشكلة في بيتي لا لأخذ الرأي ! لكن مجرد التخفيف .سألني
لماذا لا تتحدثي لزوجك بهذا الوضوح كما تتحدثين معي؟
أجبته..
نحن متزوجين من سنين طويلة واعرف زوجي وهو كذلك. هو تعلم احترام حدودي، وكنت واضحة بدوري على خطها . ومصرة على عدم التنازل عن خصوصياتي .لسبب بسيط ،لأن العطاء بلا حدود يسبب التعب ،الذي يؤدي بدوره للإحساس بالظلم ولوم المقابل وهذه هي التعاسة التي لا يتقبلها أي طرف منا. بالتأكيد كشريكين وابوين توجد مسؤوليات وخطوط يجب مراعاتها وواجبات لا تتحمل التأجيل، لكن تبقى الأمور الفردية والمسائل الشخصية لها مساحتها، وان كانت بسيطة، يجب الحفاظ على هذه المساحة وخصوصيتها اكراماً لحياة متوازنة.
باختصار شديد ،بعض الأمور المشتركة نتناقش بها، والبعض الاخر تترك لأوقات انسب وأخرى يعرف كلينا مسبقاً استحالة طرحها، ومثل هذا الموضوع الذي حدثتك عنه. لا مجال لطرحه ،لأن مواقفنا محسومة من البداية. لا نود الخوض في مسائل محتومة النتيجة. اجابني ذكاء منكم ان تتعاملوا بهذه الالية.
بعد الانتهاء من الحديث معه ويعد ان حملته ما لدي ،احسست بطاقة جديدة تسربت لي لأكمل مسير العودة. واعود للبيت بدون وجه نكدي ..
#بهار_رضا (هاشتاغ)
Bahar_Reza#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟