أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حوار بين مثقف وزوجته














المزيد.....


حوار بين مثقف وزوجته


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 16:27
المحور: كتابات ساخرة
    


جالسٌ في غرفتي وحدي أفكر من أين جئتُ وإلى أين سأذهب,بالإضافة إلى ماذا سأكتب اليوم ومتى أكتب وعن من أكتب ومن الذي سيرضى اليوم عني ومن الذي سيغضب مني!,هذا السؤال ربما يعتبره البعض تافها أو يعتبره البعض منا قد أجابوا عليه منذ سنين طويلة بناء على روايات ميتافيزيقية,ولكن أنا لم تعجبنِ كل تلك الإجابات,ولهذا السبب أنا دائما ما أكون خائفا وقلقا وأحيانا متفائلا جدا حين أقنع نفسي بأنه أو ربما أن الحياة الأخرى خير من هذه الحياة,ولكن حقيقة هل هناك حياةٌ أخرى؟وهل كل مؤمن بالمسيح سيبعث من جديد؟,وجاءت زوجتي وبيدها المكنسة ووقفت فوق جسدي المصنوع من كتلة طينية بينما أنا جالسٌ على فترات ونائمٌ على فترات,وقالت:

-قوم.

-لويش أقوم؟.

-يا زلمه روح على السوق...بسرعه.. قوم وروح على السوق.

-يلعن اللي خلق السوق,أي هو شو فيه السوق على شان أروح عليه!!....بعدين واحد مثلي بس يروح على السوق ما بطلعلهوش يعمل إشي غير تسجيل الإعجاب بكل بضاعه يراها أمامه,أما أشتري من وين يا حسره.

-يا زلمه إنت دائما تتفلسف هي فلسفتك هذي جايبه همها؟روح شوف جوز أختي شو عنده أملاك والبارح اشترى شقه جديده وانت هون قاعد عند رب ديني امزهقني حياتي,يا زلمه جيب مصاري قد ربع جوز أختي,ماشاء الله عليه ..روح جيبلنا أغراض.

-ماشاء الله عليك وعليه,أي هو أنا قد جوز أختك,هذاك حرامي ما بهمه وأنا بتهمني سمعة أبوي وجدي,جدي كان شيخ مشايخ بني علوان وكان يطعم الطير الطاير والوحش الغاير.

-وشو استفاد جدك,هيو تركوا كلكوا على الحديده.

-يا زلمه أوجعت قلبي طيب روح جيبلني جلن مي مفلتره من عند أبو إحمد.

-ليش هو ناقصك مي(ماء) أي اشربي من مية(ماء) عيوني يا أحلى وأطيب وأجهل زوجه بالدنيا.

-هو إنت شايف حالك عليّ على شان أكمن كتاب عندك متزوجهن جيزه على سنة ألله ورسوله,أي بدي أديرلك عليهن ابريق كاز وريحك منهن.

-يا بنت الحلال أنا من لما خطبتك مش راحوا أهلك وسألوا عني وقالولهم قرايبي هذا تبع كتب وثقافه,ليش أخذتيني لعاد؟.

-أنا ما كنت أفهم شو يعني ثقافه,هسع بعدين معك قوم روح على السوق.

-هسع بلعن تعريس أخت السوق,طيرتِ الفكره إللي كانت في راسي,كنت بدي أكتب عن أزمتنا سياسية أم اقتصاديه وكنت امجمع عدة أفكار بس كلها طارت من راسي,أي يلعن أخت السوق..

-يا زلمه الثلاجه خلص طوطت,وخبز ما فيش,وجرة الغاز خالصه,ورز ما عنديش,ودوى جلي ما عنديش....

فقاطعتها :

-ول ول ول ول عليك,هذى عدمتيها بالمره,شو صارت جرة الغاز خالصه, شو كنك إنتِ والأولاد ابتشربوا ورى كل لقمة خبز غاز؟.

-يا زلمه بلى بجاحه,قوم وروح جيبلنا خبز,كمان خبز ما عندناش... وكمان ساعه راح يجوا أولادك من المدرسه,فعلى مين إنت متكل يجيبلنا غاز وخبز ودوى جلي....إلخ.

-أنا متكل على الله.

-الله ما بسمع من ساكت.

-ومين قلك إنه أنا ساكت,أنا كل يوم بكتب مقاله جديده.

-ارجعنا للثقافه,يا رجل لو كان الله راضي عنك كان على الأقل غيرلك شاشة تلفونك المكسوره من 6 شهور,يا رجل روح اشتغل زي جوز أختي(نسرين),روح شوف السياره اللي اشتراها امبارح.

-جوز أختك حرامي,بعمر للناس بيوت وبسرق الرمل والإسمنت والحديد شو بدك إياني أسرق زيه وروح على الجامع أصلي كل وقت بوقته؟.
-يا زلمه ليش تزوجت لما إنت مش قد المسئولية.؟.

-طيب كمان ساعه بروح,بدك إشي ثاني؟.

-لا,ما بديش غير سلامتك.
(بعد ساعه ونصف).

-شو؟!!!! بعدك هون,أولادك أجوا من المدرسه,(يا غبصى يا حزينه جوزك قاعد عالتينه).

-شو مالك روقي إشوي!.

-أي إنت خليت فيها رواق.

-طيب هيني قايم بس اكتبيلي كل شيء بدك إياه على ورقه على شان ما أنساهوش.

-شو يا زلمه لويش بدك تنسى؟.

-كيف لويش بدي أنسى؟أنا في راسي 100ألف فكره وفكره,وفي كل ثانيه بعالج كذا ألف مسأله فكريه,أنا مثقف إذا أنا مقهور,عندي اهتمامات كثيره وعندي مشاكل كثيره معك ومع أمي ومع الأولاد ومع التراث ومع المجتمع ومع الحكومه ومع ضراب الطبل,أنا مش مثل جوز أختك ما عندهوش مشاكل فكريه,أنا الثقافه مسيطره على كل تفكيري.

-ارجعنا لسواليف الثقافه(يا هملالي يا سلامه),يا زلمه روح قوم خلصني.

-ابتعرفي إنه أنا إنسان مجنون؟شو دخلني بهيغل وسقراط وبالسريانيين وبالآراميين وبالأسطوره المؤنثة وقضايا المرأة وقضايا الشعر الجاهلي؟أنا كان لازم من زمان بنيت فيلا كبيره وكان لازم من زمان صار عندي رصيد بالبنك,بس التفكير بمشاكلنا مع الأصاله والمعاصره هي التي سيطرت على تفكيري,ليش ما حطيت راسي بين الروس وقلت يا قطاع الروس؟.

-أيوه هيك بدي أياك والكتب اللي عندك أعطيها لأي حدى.

-هلا هلا هلا,هاظا صدقت حالها,أي أنا كل يوم إذا ما اتصبحت ب(ول ديورانت) بصير جلدي يرعاني ولك(الميه بتروب وجهاد العلاونه ما بتوب),كيف بدي أنسى (أركون والجابري وفهمي جدعان وهشام غصيب وماركس والشيوعيه والبنيويه والإنجيل) أنا بموت فورا إذا انقطعت عن هذول.

-يا زلمه شو بدي أساوي معك؟ها..ها قلي؟(أشق الثوب واطلع منه؟).

-لا دخيلك لا اتشقيش الثوب من وين بكره بدي أشتريلك بداله.

-طيب منشان الله والملك عبدالله إنك اتقوم,هسع الفران بسكر إذا ما رحتش ولحقته.

-الله جعله امسكر,أصلا من هون وطالع يكون بعلمك إنه مافيش خبز نهائيا,بدهم يرفعوا الدعم عن الخبز.

-بالله,لعاد شو نوكل؟.

-أكلوا بسكوت,أكلوا كيك,ماله الكيك؟وماله البسكوت؟.

-الله يلعن أبو حظي ويلعن أبو بختي اللي رماني عليك,إنت إنسان عباره عن لسان ماضي وذراع بادح.

-طيب قوليلي شو بدك من السوق؟

-بالله عليك صرت ناسي؟يا زلمه ما أنا قلتلك شو بدي,عاليوم إنك تنسى الكتب زي ما ابتنسى أغراض الدار.

-يا مره سبق وشرحتلك,ما بدناش أنخض المي(الماء) وهي مي(ماء),أنا في راسي 100ألف فكره,شو بدي أحفظ ت(حتى) أحفظ,أنا مثقف إذا أنا مدعوس عليه



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب أن ندخل اليهود إلى قلوبنا وبيوتنا
- الأيام الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب
- نبذة عن محمد والمسيح
- ما أجمل إله المسيحيينْ!
- بعض الناس أفضل من الأنبياء والرسل
- الإسلام سبب تخلفنا
- صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب
- حيرة الإنسان
- لا شيء يعجبني
- الدولة الدينية والدولة العلمانية
- هؤلاء هم العرب
- الثالوث المقدس
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة
- ابتسامة الموناليزا
- أوهام السعادة


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حوار بين مثقف وزوجته