وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 16:24
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الأوضاع في العراق بعد شق قناة السويس
قوى افتتاح قناة السويس في سنة 1869 تأثيرات الاتصالات النهرية الجديدة . وازدادت واردات العراق من اسلع القطنية والصوفية عبر ميناء البصرة .
وكذلك فإن شق قناة السويس حرم العراق فجأة من مرور البضائع الهندية عبره , وهو ما أدى إلى كساد اقتصادي قصير الأمد في بغداد زاد من صعوبته اعتماد بلاد فارس المتزايد على مرفأ بوشهر , وتزايد تعامل روسيا مع إيران عبر بحر قزوين .
ومن اللافت للنظر والمدهش أن سياسة مدحت باشا لتسوية الأراضي كانت قد أطلقت في ذلك الوقت نفسه . ولكن من الصعب القول ما إذا كانت هنالك علاقة مباشرة بين السياسة الجديدة ووضع الكساد الذي عرفه التجار . وعلى كل حال , فقد بدأت أراضي الدولة (( الميري )) تتحول الآن إلى أراضي (( طابو )) بأسعار زهيدة .
ولم يكتف التجار قسم من رأسمالهم إلى الأرض , بل هم حولوا إليها بعض المكنونات من عقليتهم . وبعبارة أخرى , فإنهم نظروا إلى مقتنياتهم الجديدة لا كوحدات منتجة فقط بل أيضاً كشيء يصلح للمضاربة . وكان من أهم العوامل التي شجعت التجار على الاستثمار في الأراضي كان تزايد الطلب الأوربي على تمور وحبوب العراق .
كما نمت الزراعة والصادرات الزراعية بتأثير حافز آخر , هو المعاهدة الانجلو _ عثمانية لسنة 1861 . فبفضل هذا الاتفاق رفعت الرسوم على البضائع المستوردة من بريطانية أو من الأراضي التابعة لها من 5 إلى 8 بالمئة , على أن تخفض بعد ذلك سنوياً بنسبة 1 بالمئة من القيمة .
وبالطبع , فإن التفوق التجاري البريطاني بقي على ما هو عليه دون أن يهتز . وبالرغم من تعرفة الاستيراد الجديدة – وزيادتها الجديدة في سنة 1907 إلى 11 بالمئة – فإن منتجات مانشستر بقيت أرخص من المنتجات المحلية .
وكان الموقع الاقتصادي البريطاني قد تدعم في التسعينيات من القرن التاسع عشر بافتتاح فروع ل(( البنك العثماني البريطاني )) , وهو مجموعة مالية أنجلو _ فرنسية في بغداد والموصل والبصرة , وبافتتاح ال (( إيسترن بنك )) وهو مؤسسة بريطانية , في بغداد سنة 1912 . وبغض النظر عن القروض التي كان هذان المصرفان يؤمّنانها لصرّافي العراق , فقد أصبح المصرفان يسيطران على الأوضاع المالية بأسرها .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟