وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 16:23
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
العراق بعد 1910
في 1910 قام نائب عراقي في البرلمان التركي بزيارة إلى الميناء الوحيد إلى البلاد وكتب في صحيفة (( طنين )) التركية يقول :
(( أنى جلت بنظرك في البصرة , يصدمك فوراً ألف شيء يرتبط بانجلترا , وتشعر مدى العمق الذي انغرست فيه مخالب النفوذ الانجليزي في لحم بلادنا . ........ )) .
وأكمل الانزال الذي جرى في سنة 1914 للقوات البريطانية في العراق , وما تلاه من احتلال , عملية تحويل البلاد إلى تابع اقتصادي للامبريالية البريطانية . وفي سنة 1919 , بلغ رأس المال التجاري البريطاني الموقوف في العراق خمسة ملايين جنيه استرليني . إضافة إلى هذا , ففي تلك السنة , كانت قيمة واردات العراق تبلغ ستة عشر مليون ليرة تركية , منها عشرة ملايين , أو حوالي الثلثين , قيمة واردات قادمة من انجلترا . وأصبح جملة التجار المسلمين الذين كانوا مستقلين يوماً ما , والذين لم يفلسوا , مجرد تجار وسطاء في الجوهر .
ومن الملاحظات التي وردت آنفاً يتضح لماذا كانت الشركات البريطانية المختلطة الانجلو – فرنسية أو الانجلو – فرنسية – أمريكية تشكل أكثرية أعضاء (( الدرجة الأولى )) في غرفة تجارة بغداد منذ تأسيسها سنة 1927 , وحتى وقت متأخر يصل إلى السنة المالية 1938 – 1939 . وأعضاء الدرجة الأولى هم الأعضاء الذين كانت اعتباراتهم المالية تحدد بأكثر من 22500 وتصل إلى الحد الأقصى 75000 دينار , وكان يجري التحديد أساساً في ضوء رأسمال العضو وحجم أعماله . وكذلك يجب إلا يثير الدهشة أن هذه الدرجة لم تكن تضم سوى مؤسسة مسلمة واحدة , شركة إبراهيم محمود شاهبندر , الذي كان والده – كما هو منطقي – وكيلاً للشركة البريطانية (( آلن براذرز أوف آبردين )) , وكان يتحدر من عائلة من الجلبيين التي كانت تدين بمركزها – كما يدل الاسم – إلى مدير بيت الجمرك في القرن التاسع عشر , وقد كان لقب شاهبندر يطلق أيضاً على القناصل الذين كانوا يشرفون على شؤون ومصالح الباب العالي .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟