أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - اميل صرصور - أيلول يزداد سواداً














المزيد.....

أيلول يزداد سواداً


اميل صرصور

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


أيلول يزداد سواداً
لا يخلو يوم من ايام شهر ايلول الا وفية مصيبة تحل على الشعب الفلسطيني.
فمن مجازر ايلول في الاردن عام 1970 الى مجازر صبرا وشاتيلا 1982 في لبنان والى مجازر البلديات في العراق والى حصار غزة والى اعتداءت متتالية على الفلسطينين في الضفة والى اقتحام قطعان المستوطنين وتدنيسهم للاقصى وقبة الصخرة والى ماحدث في مصر مؤخرا فكان اخر مايتوقعه المرء من سوء.
مجموعة من الهاربين من الموت بين نار الاخوة الاعداء في سوريا الى مصر الكنانة لعلهم يجدون ملجأً مؤقتا في رحلة الهروب الكبير. مجموعة معظمهم من الفلسطينون ضمهم الخوف من الموت والذل في بلد احبوه حتى العشق كحبهم لبلدهم الام. مجموعة من لاجئ مخيم اليرموك في سوريا ركبت موج البحر وعيونهم على اوروبا والسويد تحديدا لعلهم يجدون فيها ملجأ امنا ومحطة في امل انتظار العودة الى الوطن المغتصب.
مجموعة ضمت الشيوخ والاطفال و الرجال والنساء, معظمهم لم ير البحر الى صدفة او الافلام, معظمهم سمع من الشيخ امام عن الاسكندرية ذات البحر العجايب فتاق شوقا الى شواطئها.
مجموعة تجمعت بهمس وسارت تحت جنح الظلام باتجاه البحر خوفا من ايقاظ اولاد الحرام. أمهات حوامل ترتعد أطرافهم من الخوف وتجرجر اطفالها بصمت وهم يُغالبون النوم. رجال يحملون ما خفّ حمله ويسندون على اكتافهم رجالا ونساء مسنين لايقدرون على المشي السريع.
مجموعة من الناس مسكنوة بالخوف و الهموم والالام وأمل لم يجد له بصيصا ولكنهم وصلوا أخيرا الى شاطئ البحر وراؤا زورقا صغيرا فظنوة سفينة نوح.
مجموعة هربت من اصحاب السياسة و ويلات حربهم و ركبت سفينة نوح في جنح الظلام فخفق القلب وتبسم الفم وتعانق الركاب فرحاً في حفيف صامت.
وفجأة اخترق هذا الصمت وهذا الفرح الخجول صوت الرصاص الاتي من جهات عدة.
من يطلق الرصاص الحي على سفينة نوح هذه؟
عمر دلول شاب في الثلاثين من عمره ضم طفله الصغير اليه خوفا عليه وضم زوجته الحامل بكل رقة وقوة ليعطيها جرعة من الامان. حاول ان يجد مصداً لهذا الرصاص المفاجئ ولكنه لم يجد الا زوايا من خشب مهترئ. انكفئ عمرعلى طفله وزوجته ليصد هذا الموت المفاجئ وشكل حاجزاً من لحمه ليحميهم فأصابت احدى الرصاصات منه مقتلا.
الحاجة فدوى طه امراة قاربت الخمسين من عمرها لم تعد تجد مكانا امنا تقضي فيه بقية حياتها مع عائلتها في سوريا. امراة قدّمت كل مايمكن ان تقدمه المراة الصالحة في مجتمعنا الشرقي. اعتنت بأولادها وزوجها وبيتها واكملت فرائضها وحجت الى بيت الله. انضمت الحاجة فدوى مع احفادها الى مجموعة المسافرين املا في حياة امنة لهم في بلاد الشمال البعيدة. ماذا تفعل حاجة وحيدة عندما يلعلع صوت الرصاص مخترقا سكون الليل؟ تشبث الاحفاد في اهداب ثوب الجدة خوفا وهلعا ولم تجد الجدة الحاجة الا ان تركع على سطح الزورق و ترفع وجها ويديها الى السماء باكية ناجية ربها طالبة منه ان يفدي احفادها بها. كانت الجدة الحاجة تأمل بكبش يفدي احفادها واذ بالرصاص الحي ينال من جسدها الطاهر مقتلا.
شاب في الخامسة عشر من عمره لم ير من الدنيا شئ وشاب في الثلاثين من عمره اصابهم الرصاص ولكن الله كتب لهم عمرا جديدا ليصبحوا شهوداً على هذه المجزرة.
هذا ما حدث في يوم الاثنين 16 من ايلول 2013 على شاطئ في اسكندرية مصر المحروسة.
كيف يمكن لجندي عربي نحترمه ونعتز به ان يطلق رصاصه الحي باتجاه مجموعة من المدنين العزل والهاربين من هول الحرب وذل اللجوء في بلاد العرب الى بلاد الغرب البعيدة؟
أهذا هو جيش كنانه مصرالذي هتفنا له حبا عندما كنا صغارا وشبابا؟
دمنا في رقابكم جمعيا ايها العرب الكرام!
اميل صرصور




#اميل_صرصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - اميل صرصور - أيلول يزداد سواداً