|
عفوا نانسي عجرم..!
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 07:55
المحور:
كتابات ساخرة
عندما كتبت مقالة زمن العري العربي الشامل، كنت أجهل أنك واحدة من أهم صناع القرار في أروقة العواصم العربية، وأنك ستحققين ما عجز الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بكل تاريخه وشعبيته وحضوره عن تحقيقه بين العرب: حلم الوحدة العربيه، فأنا أشهد أنك قادرة على توحيد خصر وصدر هذه الأمة من محيطها الى خليجها، وأنت الوحيدة القادرة على إستنفار كل جيوش ووزراء دفاع وأركان هذه الأمة، أيضا من المحيط الى الخليج.. هذه الجيوش التي صدأت أسلحتها، وترهلت كروش قادتها ومالت أكتافهم من كثرة النياشين والرتب.. هذه النياشين والرتب لم ينالوها مكافأة وتقديرا لهم على معارك الشرف والبطولة والدفاع عن كرامة الأمة، تاريخها، ماضيها، حاضرها، ومستقبلها، بل نالوها تقديرا لهم على كل جرائمهم وقمعهم وتاريخهم الدموي بحق شعوبهم.. كيف لا؟ وأنت سيدة هذه الأمة وملهمة وملهبة مشاعرهم وعواطفهم وغرائزهم، فهناك أكثر من 150 ألف متفرج حضروا حفلاتك الأخيره في المغرب، مما إضطر أحد مسؤولي حزب العداله والتنمية الإجتماعية في المغرب للقول بأن مساجد ومآذن المغرب حزينة.. وأيضا ولي العهد الكويتي - أطال الله لنا في عمره - قدم لك الهدايا شخصيا، وأي شيء تريدين أكثر من ذلك، وأنت أصبحت الحاكمة الآمرة في هذا الزمان، حتى أن الكثير من رجالات هذه الأمة يشترطون على نسائهم، أن يجرين عمليات تجميل حتى يصبحن بمستوى أنوثتك وأغراءك وجمالك وغنجك ودلعك وعريك ..
آه من هذه الجماهير، هذه الجماهير التي تهتز طربا وفرحا لك، لم تحركها كل الجرائم والمذابح التي ترتكب بحق هذه الأمة، وتحديدا ضد الشعبين الفلسطيني والعراقي، فهل هذه الجماهير مخدرة ومنومة؟ أم أنها تمتهن السكر ليل نهار؟ أم أن هذه الجماهير بفعل الفقر والإستبداد والتخلف والقمع والعولمة فقدت البوصلة؟ وأيضا ألف آه من هذه الأنظمة، أشبعتنا خطب وشعارات عن الأخوة والتضامن، وهي سرا تمارس العهر والتآمر والعربدة، فقيادة شعبنا ضاقت عليها كل عواصم الأنظمه، حتى أن مهاتفتها أصبحت بحاجه لإذن من ولي أمر هذه الأنظمة.
سيدة هذه الأمة، إننا أمة عاقرة، أمة عاقرة في كل شيء، في الحرب، في السياسة، في الثقافة، في الحساب، في الجبر والهندسه، فرسان ومغاوير في الخلافات القبلية والعشائرية والداخلية، وأصحاب ثقافة السيف أصدق أنباء من الكتب، خلاقين ومبدعين في حب وإشتهاء النساء، وفي البذخ والترف والفشخرة، وأحد مغاويرنا الأمراء أبدى إستعداده لدفع مبلغ مليون دولار عدا ونقدا لممثلة إغراء أجنبية من أجل وجبة عشاء معه، ولكنها صفعته ورفضت، وقبله أبدى أحد كبار أمرائنا من الشهامة ما لم يبديه أحد، وأعلن عن إستعداده لدفع مبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي لبلدية نيويورك بعد أحداث العاشر من سبتمبر، ولكنها رفضته أيضا.
أي ذل وهو ان نحن فيه! فلم يعد فينا لعمر بن الخطاب ولا خالد بن الوليد، ولا طارق بن زياد، ولا زياد بن أبيه، ولا عمرو بن العاص، ولا الحجاج، ولا المعتصم بالله، ولا علي، ولا معاويه، ولا صلاح الدين الأيوبي، ولا الظاهر بيبرس، ولا قطز، ولا عمر المختار، ولا عبد الكريم الخطابي، ولا عرابي، ولا زغلول، ولا يوسف العظمه ولا ... الخ.
توقفت نساؤنا عن الإنجاب، بفعل حالة الخصي عند رجالنا، وأصبحت حياتنا مسخرة، وأصبحنا في نظر العالم، كم مهمل، وخارج التاريخ والجغرافيا والبشرية العاقلة، وأصبحنا نعرف بالعرب القذرين وسمتنا "الإرهاب"، ونعيش على الأمجاد الغابرة، وكل إنتصارتنا الحديثة في الإذاعات والتلفزة والفضائيات، وهزائمنا لها أول وليس لها آخر على الأرض، ودائما لا نتحملها نحن بل الآخرين، وسمحنا لكل قوى العهر والظلم أن تستبيح أرضنا ومقدساتنا، حتى وصل الأمر، حد التدخل في مناهجنا التعليمية، بل أخطر وأبعد من ذلك، أعادة صياغة كلام الله، القرآن الكريم من جديد الى مايسمى بكتاب الفرقان..
آه سيدة ومعبودة ومعشوقة هذه الأمة، فأنت ربما بكل ما تحملينه من إمكانيات ومواهب ومحاسن ومفاتن، ربما تستطيعين أن تجمعي خلفك كل زعماء هذه الأمة وجيوشها من أجل معركة كرامة واحده ترفع الظلم عن هذه الأمة المهانة.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|