|
الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد,,, قريبة جدا من الانتحار ونزعة غير محسوسة نحو الموت
بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 22:31
المحور:
الادب والفن
الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد,,, قريبة جدا من الانتحار ونزعة غير محسوسة نحو الموت هذا الفيلم(الأم والعاهرة1973) يعتبر كمفتاح أو مؤشر لفهم ما يدعى بالموجة الجديدة التي انتمى اليها مخرجنا صاحب هذه الرائعة الأدبية والتي كانت كافية لتخليد اسمه بعد أن قضى منتحرا بعد أن شل جزئيا جراء حادث قبل أسابيع قليلة جدا من ميلاده الثالث والأربعين. من الجدير بالذكر أن هناك القليل جدا من المعلومات عن حياة هذا المخرج المبكرة وهذا بالاساس كان متعمدا اساسه كمدلول على عدم حنينه لطفولة غير سعيدة. يقول يوستاش في اقتباس عنه:أفلامي التي صنعتها كانت ذات علاقة بالسيرة الذاتية كحقيقة اساسية قدر ما استطيع (هذا مصدره الاساسي معارضته المناقشة أو الحديث عن حياته الخاصة). فيلم الام والعاهرة 1973 حاز على السعفة الذهبية لهرجان كان السينمائي، ويحتفى به في الاوساط السينمائية والنقدية بين كل حين وآخر... على العموم فنحن لن نناقش الموجة الجديدة من خلال هذا الفيلم،ببساطة لأن هذا الفيلم هو الفيلم الروائي الوحيد للمخرج حيث يمكننا وبكل سهولة التغاضي عن فيلمه الروائي الآخر،كما ان الفيلم له نكهة خاصة تختلف عن نكهة تروفو أو حتى زميله غودار،ومن خلال هذا نعرف بأن يوستاش يمتلك اسلوبا خاصا به جعل هذا الفيلم متفردا وحاضرا من دون أن يذوب مخلفا ورائه النسيان في خضم وكثرة أفلام الموجة الجديدة...وربما إن كان موضوع هذا الفيلم أولا وأخيرا هو الملل لذلك قد يصح أن نقول عن المخرج بأنه أنتونيوني الموجة الجديدة... الكسندر(جون بيير لود) عملاق الموجة الجديدة وممثل تروفو الأثير المفضل (400 ضربة) عاطل عن العمل،وهو من ذلك النوع من الشباب اللذي يمتلك أفكارا تقدمية وثقافة عالية،وحالة الخواء التي يعيش فيها وعدم الهدفية جعلته مهتما بموضوع واحد في حياته هو الحب بشقيه العاطفي والجنسي... كل شخصيات الفيلم التي سوف نتعرف عليها لاحقا تعيش الفراغ الشديد وقريبة جدا من الانتحار ونزعة غير محسوسة نحو الموت في مقابل عدم جدوى الحياة التي يعيشونها...في مقابل الصفة العدمية بالتالي فاسلوب الحياة الذي يعيشه البطل (العدمي و البوهيمي) يجعلنا نشك إن كان من الممكن أن يعيش أي علاقة حب حقيقية بشقيها اللذين قد ذكرناهما سابقا... مع بداية الفيلم هو في انفصال عن جيلبرت وهو يطلب منها أن تعود إليه مقابل الزواج... الفيلم قائم على حوارات خالصة،شخصياته تتحدث فقط وتتحاور،والاحداث عرضية حتى عندما يلتقي الكسندر بفرونيكا فنحن لا نستطيع القول عن هذا الحدث بأنه مركزي مقابل قوة الأحداث العرضية للفيلم... فالمخرج يركز على الحوار وهو لا يطلب الاصطناع أو الاقتصاد في الحوار وهو في هذا متأثر بالواقعية من خلال هذا الحوار المطول،فمع طول الحوار بين الكسندر وجيلبرت فهو لم يتوصل إلى شيء...هي لن تقبل بالعودة معه وكان بإمكان المخرج اختصار كل ذلك ((كلاميا)) إذا ففيلم الأم والعاهرة فيلم سردي من المستحيل جدا روايته بالكلام بل لابد من مشاهدته وعلينا أن لا ننسى أننا أمام شيء يدعى بالموجة الجديدة ... اي الابداع والتجديد وكعادة الموجة الجديدة فالبطل يقتبس من أقوال المخرجين والممثلين،وهو مثقف ولكن على طريقته الخاصة فمضمون الافكار التي يمتلكها عبارة عن أفكار سوداء وهو يمتلك صديقا وحيدا وبذلك يكون الفيلم مكون من اربع شخصيات فقط.. فيرونيكا ممرضة بولندية على استعداد للنوم مع كل الرجال حتى لو كانوا عرب أو يهود وهي العاهرة،ولفظ العاهرة ليس تعبيرا حرفيا،بل هو اشارة إلى شدة شبق وتحرر هذه المرأة وقبولها لكل العلاقات التي قد لا تستمر أحيانا لأكثر من ساعات، مضمونا فهذه الحياة سوف تؤدي إلى الأكتئاب لأنها حتى لو كانت في قمة العلاقات فهذا يدل في نفس الوقت على أنها في قمة الفراغ أيضا.... يلتقطها الكسندر وهو يقرأ في المقهى محاولا من جعل القراءة في المقهى وظيفة .... الأم هي خليلة الكسندر (ماري) يعيش معها وتقوم بتدبير أموره ولفظ ألأم هنا أيضا ليس حرفيا فهو في علاقة حميمة معها وهي تتولى تنظيم أموره بالاضافة إلى الانفاق عليه لأنه عاطل عن العمل فهي تمتلك بوتيك وعلى الرغم من العلاقة الجنسية إلا إن هذا لا يمنع أن يقول لها أو يصارحها بأنه التقط فتاة هذا الصباح... الجنس استثنائي...بل استثنائي جدا مع هذه الصديقة،لأنه وقبل أن تتطور العقدة لتتعرف عندها ماريا على فيرونيكا يبدو بأنه جنس من أجل الصداقة فقط وليس من أجل الحب... نستطيع القول بأن الذي يجدث هو شيء في غاية الخصوصية بل منغلق على نفسه جدا وان استطعنا أن نرى شذرات مما يحدث خارج هذا العالم الفردي شديد الانكفاء على نفسه،ومن هنا فإن الهم الاجتماعي العام بعيد جدا عن هذا الفيلم وعندها سيكون الهم الفردي والشخصي هو أفضل ما في الفيلم.... بشكل أو بآخر فإن الفيلم مقتبس من رواية مثل الوجودية الفرنسية مثل الغثيان الذي يذكر في هذا الفيلم.... هنا لا بد أن نسأل أنفسنا سؤالا:هل الفيلم هو انتقاد للوضع الخارجي من خلال الانكفاء على الذات الذي يشبه(الاضراب عن الطعام) ويصح أن يكون يوستاش مثل بيرغمان (فنان الغرف المغلقة). إذا كانت صديقته السابقة سوف تتزوج،فالفيلم بالاساس ليس عن قصة حب بل هو عن تتابع حياتي في حياة خاوية....هذا الرجل يقضي كل حياته وكل نشاطاته من أجل القضاء على الملل ليس إلا الفيلم هو عن الخواء ولكن بطريقة مختلفة تماما عن أنتونيوني فالفيلم عن اللحظة ولن ينظر إلى ماضي أو إلى مستقبل... فيرونيكا تصرف كل نقودها في الملاهي الليلية،بينما الكسندر يكره النوادي الليلية،والجدير بالذكر أن فيرونيكا ليست ممثلة محترفة بل هي أحد معارف المخرج ليس إلا.... إذا كان الجنس بين ماري والكسندر عبارة عن صداقة،فلماذا هما متحفظان على علاقتهما اتجاه بعضهما (الحقيقة الكاملة هي أنهما يحبان بعضهما ومتأكدان من ذلك،ولكن السقف العالي للحرية اللذان يرغبان به يجعلهما غير متقبلين ذلك،ويرفضان في نفس الوقت أن يبوحا بذلك حتى لو من خلف ستارة من المشاعر كبيرة وسميكة. جنس يبدو بأنه من أجل الصداقة...قد يكون هذا أغرب ما في الفيلم وربما جون يوسكاتش هو أول من أثار هذا الموضوع...جنس من أجل الصداقة...الصداقة هي غاية أكبر من المتعة... لنتأمل في هذه الجملة لألكسندر مخاطبا ماري حول علاقته بفيرونيكا أنا لا أحلق في تلك العوالم المثالية...بل أدور في فلك الحياة اليومية العادية...أنا لا أقصد الجنس لأنه حتى لو حدث فإنه في المركز الثاني... تقول ماري له:أنا كلي ثقة بك يا عزيزي... هذه العلاقة التي سوف تنشأ بين هذا الثلاثي سوف تكون غريبة...مثل الحياة الخاوية التي يعيشها أبطال الفيلم.. الموضوع الغريب أن ماري تقبل منه ما يفعله بكل صدر رحب ولكن مع قليل جدا من الغضب... الفتاة التي كان معها الكسندر في المقهى وتحدثوا عن الأيام الخوالي وعن الانتحار وعن الخيانة وعن شخصية مطلوبة للعدالة وصورتها كمطلوبة منشورة في الجريدة من أجل جريمة قتل في فيينا...لنتأمل تعليق الكسندر على الموضوع: (هذه الصورة سيئة...بهذه الصورة لن يستطيعوا أن يجدوها ابدا ...) هناك حالة عالية من الخفة...من عدم الاهتمام ومن الخواء الداخلي...هم يعاملون موضوع القتل ببرود شديد...مثل الموت ...كل شيء لا يحتمل بالنسبة إليهم والمركزية بأنها شخصيات غاية في الخفة أكثر من شخصيات كونديرا نفسها... هناك سكير في المقهى يدعونه بسارتر...يقول الكسندر:أظن أن مواقفه الفلسفية وقضية الشعب هي مجرد هذيان سكير مادية...كنت على وشك أن أقول له:ألا تشعر بالخجل...تصاب بالسكر وأنت حائز على جائزة نوبل؟ نحن نعرف أن المقصود هو سارتر الفيلسوف،ولكن هل الشخصية الموجودة الآن هي سارتر أم هي اقتباس عن حياة سارتر...أم هي مجرد كناية أو تعبير مجازي...؟! الكسندر يتحدث عن الغثيان،وسارتر لا زال يكتب في زاوية المقهى: الغثيان هو اضطراب نبيل...هذا الخزي الذي يعلق بحنجرتي غير قادر على ابتلاعه ولا على بصقه... كنا متأكدين أن كل شخصيات الفيلم مصابة بغثيان سارتر... لننتقل إلى فكرة أخرى،وفيلسوف آخر: يقول لماريا:عندما أمارس الحب معك لا أفكر إلا بالموت...بالأرض...بالرماد بالتأكيد هنا أن الاسترجاع ليس لفرويد،بل هو للمفكر الفرنسي جورج باتاي تقول له:إذا أنت تمارس الحب مع الموت...لماذا هل ترين أنهارا وشلالات مياه متدفقة تتحول العلاقة إلى مثلث غريب،عندما تأتي فيرونيكا إلى الشقة ...مشوشة ومختلطة فتارة الكسندر يضاجع ماري...وتارة أخرى فيرونيكا تحت مرآى وقبول كل تلك الاطراف وتختلط الأحاديث وتتشوش الأفكار... هل يبحث المخرج عن مشايعة جنسية..أم هل يريد كسر مبدأ الأمتلاك وعندما تزين فيرونيكا الكسندر بماكياج نسائي هل هذا هو كسر للجنس (الجندر أو الفصيلة)...هل هذا تأكيد على عدم الفرق بين الرجل والمرأة في هذا العالم الفردي المنكفأ على ذاته؟ الكسندر في المنتصف وفيرونيكا تطلب منه المضاجعة...ماري تحاول لمس الكسندر (اعادة امتلاكه) ولكن فيرونيكا تمنعها هذا في أثناء المضاجعة...تحاول ماري الانتحار...يذهب الكسندر وينقذ ماري ثم يعود مسرعا لمضاجعة فيرونيكا وكأن شيئا لم يحدث... ماريا تحاول استعادة الكسندر...شيئا كان ملكها واكتشفت أن الصداقة أمر متعب خاصة عندما يكون شخص آخر مولع بصديقها... تستنتج فيرونيكا بأن الكسندر انجذب إلي لأنه يظنني جيلبرت ولكنه وجدني جيلبرت غير محتشمة...لقد وجدني عاهرة... نلاحظ أن الاثنان غارقان في علاقة تعويضية،أما فيرونيكا فهي متمسكة بالكسندر لأنها تحبه فعلا وهذا نادر بالنسبة إليها... أصل هذه العلاقات الغريبة هو الملل من تكرار طبيعي...يقول بورخيس-اقتباسا على لسان الكسندر في الفيلم-: هناك طائفة تحدث عنها بورخيس تعتقد أن جوهر الحياة يكمن في الخواء...الملل لا في الإيمان أو الحماسة بل في الملل...ويتابع الكسندر هذا منطقي بالنسبة لي؟ جين يوسكاتش صنع فيلما وجوديا بامتياز وكأننا نقرأ رواية للوجوديين الفرنسيين،وأعطى للملل أبعادا تجريدية خالصة مما أضفى على الأشياء نكهة خاصة مجردة هي الأخرى. عام 2005 أهدى جيم جارموش فيلمه (زهور محطمة) لهذا المخرج... بلال سمير الصدر 1/1/2013
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
-
الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط
...
-
الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق
...
-
تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق
...
-
نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم
...
-
قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل
...
-
1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة:
...
-
الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم
...
-
الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي
...
-
Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
-
اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض
...
-
سينما براديسو1990(جوسبي تورانتوري): حكاية افضل فيلم يتحدث عن
...
-
الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجت
...
-
المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما
...
-
الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية
...
-
الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
-
حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ
...
-
فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن
...
-
أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص
...
-
الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة
...
المزيد.....
-
قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل
...
-
ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية
...
-
حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
-
عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار
...
-
قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح
...
-
الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه
...
-
تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
-
مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة
...
-
دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
-
وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|