أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هادي بن رمضان - الثوار ثلاثة















المزيد.....

الثوار ثلاثة


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 00:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ ان وضعت الثورة التونسية اوزارها حتى هذا اليوم, رأينا الكثيرين ممن يطلق عليهم لقب "الثوري" أو ممن تطلق على ايديولوجياتهم صفة "الثورية" .. فالإخوان المسلمون كانوا مقموعين في عصر بن علي فقد قتل وحبس منهم الكثيرين كما أنهم شاركوا في إحتجاجات 17 ديسمبر وهؤلاء يدعون أنهم في صف الثورة وهم الثوار الأولون.
أما اليساريون فقد شاركوا أيضا في الإحتجاجات وحبس وقتل منهم الكثيرين كما أنهم اكثر من يرفع الشعارات الثورية الرنانة وصور الثوار الخالدين كغيفارا ولينين وماركس وغيرهم وهؤلاء أيضا يدعون أنهم في صف الثورة وأن المطرقة والمنجل رمز لكل الكادحين.
وقد أطل علينا أيضا أحد رموز النظام السابق ليقول أنه كان في صف الثورة وان حزب "التجمع" المنحل أيضا ساهم في نجاح الثورة التونسية وانضاف إلى كل هؤلاء البعض ممن ينقلون صور الاحتجاجات والمدونين الذين يشتمون الحكومة الحالية من وراء الحواسيب ويطلق على هؤلاء أيضا صفة الثوار . وبعد التأمل في تجربتي الخاصة وفي كل هاته المعسكرات والناطقين عنها فقد خلصت الى ان الثوار ينقسمون إلى ثلاثة :

فالثائر الاول هو الذي لا يثور من اجل الناس ومن اجل المظلومين بل يثور من أجل نفسه ومن اجل راتبه المتواضع والاسعار المرتفعة فقد يكون اليوم في صف الثورة وفي صف الاعنين للنظام وقد يتحول غدا اذا ماتغيرت ظروفه الى راكع تحت قدمي طاغية جديد .. قد يتحول الى لاعن للثورة والثوار .. إلى مدافع عن النظام ومبرر للسياسات القمعية الجديدة ... أروي لكم أنه في أحداث 17 ديسمبر شارك إلى جانبنا مدير بنك ثري في الإحتجاجات مع أنه كان من المترفين وقد سألناه عن سبب فعله هذا فأجاب أن عائلة الرئيس السابق احتكرت القروض التي تمنحها البنوك اما اليوم فقد تغيرت الأمور !! ولهذا فإن الثورة والثوار لا يعنيانه في شيىء ... وقد يحدث أيضا العكس .. قد يتحول الواقف في صف النظام والزعيم الحاكم إلى ثائر حين ترحل الثورة بإمتيازاته الخاصة .. قد تحوله الثورة إلى ثائر .. قد تنفيه الثورة إلى الثورة ...


أما الثائر الثاني فهو الذي يكون في صف المظلومين والمقهورين والاعنين للنظام وهو يريد بثورته أن يرحل النظام القديم ليأتي النظام الجديد الذي سيقود الشعب إعتمادا على عقيدته ونظريته .. وهؤلاء أي الثوار المذهبيون هم الأكثرون, يثورون بدعوى طلب الحرية والعدالة الإجتماعية ثم يسلبون الشعوب كل حريتها وكرامتها وذكائها ورخائها ... فقد يلعنون اليوم سلوك الزعيم والنظام الحاكم ثم يتحولون إلى مبررين لنفس السلوك لزعيمهم ونظامهم الجديد .. يثورون لهدم الأوثان الحالية لكي يبنوا أوثانهم الخاصة الجديدة .. يثورون ضد الدكتاتورية الحالية لأنها تمنع قيام دكتاتوريتهم .. قد يصنعون طاغية جديدا أكثر وحشية من الطاغية القديم .. قد يحولون أكثر الأعمال وحشية إلى انتصارات تحت الشعارات والخطابات .. قد يبغضون ويقتلون ويدمرون كل شيىء دفاعا عن عقيدتهم ومعسكرهم ..قد يحولون العالم الى ساحة حرب بين دولهم الجديدة .. قد يبغضون ويقتلون ويدمرون كل شيىء دفاعا عن ألهتهم ومذاهبهم وزعمائهم وتعاليمهم .. قد يتحول الإنسان إلى قربان لطموح الهتهم ومذاهبهم وزعمائهم وتعاليمهم .. قد تموت الثورة بإنتصارهم .. قد تموت الثورة بإنتصار الثوار ...


وأما الثائر الثالث فهو الذي يكون دائما في صف الثورة وفي صف المظلومين والمقهورين وهو الذي يكون دائما في صف الإنسان ضد الالهة والمذاهب والزعماء والتعاليم الوحشية .. وهؤلاء هم الأقلون, يقسون في تفسيرهم للالهة والمذاهب والزعماء والتعاليم دفاعا عن الإنسان لا دفاعا عن الهتهم ومذاهبهم وتعاليمهم .. يرون كل شيىء صغيرا جدا أمام حريته وكرامته ويرون العالم كبيرا جدا لأن المظلومين والمعذبين كثيرين جدا .. يرون أن الالهة والمذاهب والتعاليم جائت من أجل الإنسان وأن الإنسان لم يجيىء من أجل الالهة والمذاهب والتعاليم .. يثورون ضد كل الأوثان وضد كل المعسكرات التي قد تجيىء يوما بطغاة وأوثان جديدة .. يرون كل الام ودموع وصرخات المظلومين والمقهورين الامهم ودموعهم وصرخاتهم الخاصة على اختلاف معسكرات هؤلاء المتألمين.. يرون مشاعر وأحاسيس الإنسان هي اللغة الكونية التي يجب أن تتعلمها كل الأشياء, حتى الالهة والطبيعة ! لقد كان هؤلاء دوما الأقلون, كانوا دائما يرحلون قبل أن تتحقق أحلامهم وقبل أن يتحول العالم الى مكان يليق بالإنسان .. لقد كانوا دائما يفشلون في ثورتهم .. كانوا يفشلون في مواجهتهم مع الطغاة وجيوشهم .. كانوا يفشلون حين تنتصر الثورة أمام الثوار المذهبيين .. كانت تفشل الثورة حين تنتصر .. كانوا لا يجدون من يساندهم ممن يثورون من أجلهم فتتحول هزيمتهم إلى إفتضاح للإنسان .. كانوا سبارتكوس وميخائيل باكونين وغيفارا وعلي بن ابي طالب وابو ذر ... كانوا كومونة باريس والثورة الإسبانية ضد التمرد الفاشي ... كانوا الكثيرين ممن ماتوا في ساحات الوغى ولم يذكرهم لنا التاريخ ... أخشى عليك أن تكون واحدا منهم لأنك ستكون مريضا بالحزن المزمن . إن هؤلاء لو كانوا كثيرين لكان الإنسان أعظم الكائنات حظا وشئنا ولما مر بالتاريخ كل تلك الإمبراطوريات والدول والطغاة الذين سلبوا كل حرية وكرامة الإنسان تحت راية الثورة ...

"إنها أي الطبيعة لتجعل هؤلاء الذين تختارهم أو تقع عليهم دون اختيار ليكونوا الكفارة الكونية. يحسون بالام كل البشاعات والتفاهات والنقائص ويصدمون بدمامتها ويتعذبون بالاشمئزاز منها والتحدث عنها كأنهم بذلك إنما يكفرون عنها ويحملون وزرها عن كل العالم. إن كل ذنب وهوان وهزيمة وسقوط وتشوه وضعف وألم, يفعله أو يقاسي منه أي كائن ليستقر في ذواتهم ليقاسوا كل أهواله, إن جميع الدمامات لتتفجر بقسوة في أبصارهم حتى دمامات هذا الذباب. فما أشد ما يتعذبون, فهل أنت واحد منهم ؟ أرجو لك ألا تكون. هل يمكن أن يكون هناك أشد عذابا ممن تمر من خلاله كل الام وأخطاء وتشوهات وحقارة الكون والناس والالهة, مخترقة ذاته طولا وعرضا, سطحا وعمقا, كارة فارة, ذاهبة ايبة, متكررة في عملية ضاجة ملحة ؟ وإذا الطبيعة اختارتك لتجعل منك هذا الإنسان فهي حتما ليست بك حفية ." ( عبد الله القصيمي - كبرياء التاريخ في مأزق ) .



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء الإنسان وأصدقاؤه
- الذباب هو القاتل
- حين يعجز المنطق
- الرد على من شكك في نبوءة نيوتن عليه السلام
- أحلام طفل


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هادي بن رمضان - الثوار ثلاثة