أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت














المزيد.....


لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


هذا الفيلم هو التعاون الأول بين مخرجنا وبين المحامي الذي تحول فيما بعد إلى كتابة السيناريوهات
Krystof Piesiwicz
الذي اسفر عن هذا الفيلم والذي تحدث كيسلوفسكي ذات مرة عن كيفية استقباله:
كان استقبالا فظيعا من السلطات واستقبال فظيع من المعارضة واستقبال فظيع من الكنيسة(الفيلم يحتوى على عراء وعلى اباحية) وتلك هي السلطات الثلاث الرئيسية التي كانت مسيطرة على بولندا في ذلك الوقت...
يتابع كيسلوفسكي قائلا: والعنصر الوحيد الذي لم يجلدنا هو الجمهور
هم أرادو أن يشاهدوه-والكلام لازال للمخرج-لم أتلقى في أي يوم في حياتي هذا العدد من الرسائل أو المكالمات الهاتفية عن هذا الفيلم وكلهم في الحقيقة أحبو الفيلم...
الفيلم هو بالتأكيد نهاية حقبة في حياة كيسلوفسكي على الرغم من أنها كانت قوية في بعض الأحيان ولعل هذا الفيلم هو أفضلها على الاطلاق،وبالتالي سوف تبدأ مرحلته الثانية(الفرنسية) على أن تنعت الأولى بالبولندية...
لازال كيسلوفسكي يراجع ويعود ويفتش في أوراقه القديمة،من النزعة الوثائقية إلى اللهجة الاجتماعية التي تحمل هم الاصلاح السياسي،ولكن المهم في الموضوع بأن كيسلوفسكي يضيف عنصرا جديدا ألا وهو الهم (الاشكالي) الذي سوف يشغلنا به في الايام القادمة،وهو هنا يكتفي بنقد القوانين البولندية مستخدما الكناية والرمز على أن الوجهة التي كان يقصدها كيسلوفسكي ويميل إليها هي واضحة بالتأكيد....
الموضوع ليس شائكا ويمكن تلمسه بسهولة من خلال سرد طبيعي وعلاقات غير معقدة...
الفيلم يبدأ من النهاية فقط عندما يموت المحامي (آنتيك) ليعود ويشاهد ما الذي يحدث في حياته الآن...يتأمل...يراقب... وينتقد في نظراته ولكنه يتكلم...بل يتكلم هذا الميت كثيرا في المشهد الأول من الفيلم...
هذا المحامي كان مهتما بقضية لشخص يدعى (ديريك) كان يعمل على تنظيم اضرابات عمالية التي تعتبر نشاطات معادية للدولة وخطيرة في ذلك الوقت...
إذا فالفيلم سوف يقسم إلى قسمين رئيسين:
القضية بكل اشكالياتها،والزوجة(أولا) التي سوف نتابع حياتها ومواجهاتها للحياة بعد هذه الصدمة...
ولكن الذي يجب أن يقال هو إنه إن كان مقصود كيسلوفسكي-على سبيل التخمين وفقا إلى ماضي وثائقي-هو الانتقاد (أو القضية بشكل أوضح ولكن الموضوع الاقوى هو الزوجة (أولا-ula)
الزوجة سوف تكتشف أشياء عن زوجها وسف تكتشف أيضا بأنه كان يعرف اسرار عنها نفسها لم تكن تعتقد أو تشك بأنه كان يعرفها...
(لقد كان يعرف بأنها في الماضي كانت تتصور عارية...ولكن الاسئلة تراوح مكانها...لماذا لم يتحدث بأي كلمة...ولماذا مزق وجهي عن تلك الصور..؟!
كان يضع في دفتر ملاحظاته علامة استفهام بجانب اسم (Labrabor))........
هذا الاخير هو محامي في الاربعينات من العمر كان قد تدرب عنده أنتيك في السابق وقضيته السياسية الاخيرة كانت عام 1952 وأفضل ما يوصف به بأنه براغماتي،ولكن الموضوع يحمل في ثناياه اشكالية (سفسطائية)كبيرة تذكر فعليا بسلسة الخطايا.
يتحدث كيسلوفسكي بحذر ويحاول ان يكون هذا التحدث غير مقصود،عن أشياء تحدث في بولندا الاشتراكية على شاكلة كتب ممزقة ومطالبات بالمساواة وتغيير النظام السياسي وعن رسائل وآلات طابعة.
وبالتأكيد فانتيك يحذر من هذا الرجل ويستطيع التوصل إلى نتيجة بأنه لم يكن يريد منه أن يمسك هذه القضية...
ديريك كانت أحد همومه الأولى أن تسود العدالة في بولندا...يقول له المحامي:أنت تتحدث عن بولندا الاشتراكية
الاسلوب هنا هو محاولة المحامي ان يتخلى هذا الرجل عن افكاره ليتسنى له الدفاع عنه...هو بشكل آخر لم يلتقط افكاره ودافع عنها،بل استخدم شيئا من التحايل وهنا تبرز اشكاليات كيسلوفسكي الخالدة...
أحد ابعاد الفيلم الاساسية هو محاكمة القانون اصلا باعتباره قانونا لا اخلاقيا،وهنا علينا أن لاننسى أبدا أن كيسلوفسكي لازال بصدد مراجعة افكاره القديمة،فالابعاد الوثائقية موجودة بوضوح في الفيلم،والاهداف الاجتماعية ايضا،ولكن كيسلوفسكي اصبح متقنا لهذه الخلطة على الأقل لأن هذا الفيلم أفضل من سابقيه الندبة و الهاوي،كما أن الموضوع الاشكالي كان مقدمة لما سوف يدعى لاحقا بالخطايا...
المحامي يرفض أن يتلقى النقود من زوجة ديريك...لنتأمل في هذه الجملة التي وردت على لسان المحامي والذي-يدعى بالفيلم بالعجوز- وهو يتحدث إلى ديريك:
طوال حياتي لم أرجو سجينا أن اطلق سراحه...اذهب وانتحر...إرمي نفسك من النافذة
ديريك:ولكنها مغلقة
أنتيك يظهر ...يشاهد المحاكمة...المتهم مذنب ولكن سوف يطلق سراحه
أولا لازالت في خضم الاكتشافات ...أصدقاء من الماضي ومرض في القلب لم تكن تعرف عنه
تعود إلى العهر وجنس مع شاب بقصد العهر وأخذ الاجر،ولكنها ترفض ذلك بعد الممارسة لأنها تكتشف أنها تحب فعلا زوجها الميت أنتيك الذي يراقب تصرفات زوجته في هذه اللحظات،وفي مشهد آخر نراها تمارس العادة السرية (مأساة الجسد) كل هذا و كيسلوفسكي وفي لقطات معينة يوصل فيها الحبكة إلى الذروة مع موسيقة (فان بادنماير).
إلا أن الكم العاطفي والتاثير كان افضل في على الرغم من تشابه هذا الفيلم مع (Blue)إلا أن الكم العاطفي والتاثير كان افضل فيblue .
الفيلم متماسك وقوي في كل شيء،واضح في اشكالياته وطريقة سرده،ولكن وعلى الرغم من كل هذا جاء ناقصا قليلا لأن الكم العاطفي والتاثير لم يكن متقنا على شاكلة فيلم(Blue)
فكيسلوفسكي في هذا الفيلم(لانهاية) لم يصل إلى تكثيف درامي معهود كما أنه لازال مرتبطا بنزعة وثائقية لم يتخلص منها بعد...
نهاية الفيلم بالنسبة للقانون حافظت على مسار الفيلم لأن المحامي سوف يعلن اعتزاله،والنهاية بالنسبة إلى أولا،على الرغم من البعد الدرامي القوي والكثيف أفادت المسار السردي للفيلم،واكسبته بعدا سينمائيا خالصا-بعيدا عن أي هموم أخرى- كما أن كيسلوفسكي أثبت بأنه اصبح سيدا في حرفته الآن لأنه حافظ على التوازن السردي ولم يقع في مطب ميلودرامي كان من الممكن أن تخلقه هذه النهاية لو عالجها أي مخرج آخر...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...
- الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي ...
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
- اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض ...
- سينما براديسو1990(جوسبي تورانتوري): حكاية افضل فيلم يتحدث عن ...
- الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجت ...
- المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما ...
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت