أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة














المزيد.....

عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 20:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا والله، لم يكن الأمر غريباً.
كان طبيعيا.
وأنا عن نفسي اندهشت من ردة فعلي. كنت أظن أني سأتلعثم أو اتجلجل.
لم يحدث ذلك.
وقفت هادئة أمام الرحمن، اشكره على كل نعمه، أدعوه أن يتقبل صلاتي، ثم أميت الصلاة، صلاة مختلطة، بجمع صغير من رجال ونساء، وشعري سافر. يتنفس.
وسيقولون كفرت من جديد.
وسأرد، وهل الصلاة كفرٌ يامن تطعنون؟
أما كوني امرأة أمت صلاة مختلطة، وانا بشعري يتنفس، فلا أظنه يجرح إيماني، أو إيمان من تبعني من الرجال والنساء.
في النهاية، هو الرحمن من نصلي له. لا رجل ذكر، يخاف من شعر امرأة.
لكن دعيني عزيزتي القارئة، دعني عزيزي القارئ، اقص عليكما القصة من البداية
-----
جاءتني الدعوة من مؤسسة مبادرة "المسجد للجميع".
كنت قد كتبت عن هذه المبادرة في مقال "مسجد شامل، مسجد بدون تمييز" (الوصلة أدناه).
مبادرة تسعى إلى تأسيس مسجد يقبل الإنسان كما هو. مسجد للجميع.
يحترم الإنسان، وأدميته. يتسع للرجل والمرأة معاً. يصليان معاً. جنباً إلى جنب. يقبل بالمرأة وهي تؤم الصلاة، تماماً كالرجل، يصليان معاً، امام الرحمن، متساويان في الكرامة والحقوق.
كانت مؤسسة المبادرة تعرف أني قادمة إلى لندن من جديد. كنت أعد لزيارة بحثية ثانية من أجل جمع معطيات كتابي الجديد عن محاكم الشريعة في بريطانيا.
سألتني ونحن نتحدث عما إذا كان يمكنني أن القى محاضرة عن الإسلام الإنساني، الذي كتبت عنه بالعربية ثم نشر في كتاب بالألمانية.
تقبلت الدعوة ممتنة.
ثم بعد فترة، أرسلت لي رسالة تسألني، هل أرغب في أن أؤم صلاة مختلطة قبل بدء المحاضرة.
رددت عليها قائلة: "سيكون لي الشرف، لكني اصلى دون غطاء للرأس، ولا أدري إذا كان ذلك سيسبب مشكلة".
ردها جعلني أقتنع من جديد بأهمية مبادرتها. قالت: "نحن نقبل بالشخص كما هو. بغطاء رأس او بدونه".
ابتسمت.
وكنت ممتنة.
-----
قبل أن أؤم الصلاة، حذرت الحاضرين والحاضرات.
لم أشأ أن اخدعهم/ن.
قلت لهم وهن أني اصلي سافرة، دون غطاء للشعر، وأني احترم قرار من لا يرغب في أن يتبعني. وكما توقعت، تردد الكثيرون.
تبعني خمسة.
ثلاث رجال وامرأتين.
كانوا خمسة. لكن التغيير يبدأ هكذا. بقلة تتحول مع الأيام إلى كثرة. تذكروا ثم تذكرن كيف تمكنت المرأة من أن تصبح قسيسة في الكنيسة البروتستانتية. كيف كان الأمر صعباً كالحفر في الصخر بالأظافر. لكنه حدث. واليوم لم يعد الأمر يستحق الكثير من التفكير. الكنيسة الكاثوليكية لا زالت تصر على الرفض. لكنها مسألة وقت قبل أن تتغير هي الأخرى.
نفس الجدل يحدث ايضا في الديانة اليهودية الكريمة. وهناك اليوم معابد يهودية ليبرالية يصلي فيها الرجل والمرأة معاً دون حرج.
والأمر كذلك بالنسبة لنا.
فكما كانت صلاة المرأة مع الرجل في المعبد الهندوسي غير مقبولة قبل أكثر من نصف قرن، ثم اصبحا يصليان معاً دون حرج، سيكون الأمر كذلك بالنسبة لنا.
المسألة مسألة وقت لا غير.
-----
كانوا خمسة.
وكنت ممتنة لهم وهن جميعاً.
لم أشعر أني ارتكب جريمة وأنا أؤم الصلاة.
امرأة أنا. والله خالقي. ما الذي يجرح في كياني كي يجعل من فكرة أمامة المرأة للصلاة "جريمة" تستحق "التكفير"؟
كون ان ما يحدث أمر جديد، لم نعتد عليه، أمرٌ أفهمه. لكنه ليس جريمة. ليس كفراً.
وشعري لا يجرح صلاتي. لو كان كذلك، لجرح صلاة الرجل. اليس كذلك؟
كوني أطلق شعري دون غطاء، يتنفس حراً كالإنسان، لا يجرح إيماني أو خشوعي للرحمن وأنا اسجد له.
في الواقع، عندما نصل إلى مرحلة نساوي بها بين الإيمان بالرحمن وغطاء للشعر، سيكون علينا أن نتساءل عما إذا كانت المسألة تتعلق فعلاً بالأيمان بالله، أو بعادات وتقاليد حولت الدين إلى "كتلة من طقوس" نؤديها دون أن نتدبر فيها.
الله، الإيمان به، لا علاقة له بالموضوع.
-----
والغريب أني لم أتلعثم. لم أتجلجل. بل كان الأمر طبيعيا.
كنت أشعر كما لو كنت افعل ذلك كل يوم جمعة.
كان الأمر طبيعيا.
وكنت هادئة أنظر إلى السماء من الحديقة العامة التي صلينا فيها.
اشكر الرحمن. أدعوه أن يبارك مسجدنا.
مسجد للجميع.
مسجد بدون تمييز.


وصلة الموضوع في الحوار المتمدن، مصر المدنية، والفضول:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=364187
http://alfudhool.net/news/819/
http://civicegypt.org/?p=41586



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة
- إلهام مانع - كاتبة وناشطة حقوقية - في حوار مفتوح مع القارئات ...
- -عن المرأة- في حديث مع الشيخ جمال البنا
- - خذلني الإسلام! -
- عن الآيزيدية 2
- لا. السنة النبوية ليست مقدمة على القانون
- عن الآيزيدية
- عن البهائية 2
- عن البهائية 1
- ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..
- الإنسان فينا هو خلاصنا!
- لا لمرسي، و نعم لشفيق، رغم أنفه!
- -أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!-
- حول التمييز ضد المسلمين في اوروبا - رسالة مفتوحة إلى منظمة ا ...
- أطلقوا سراح الناشط السعودي محمد البجادي!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة