أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - نصيحة للمُقدمين على الزواج .














المزيد.....

نصيحة للمُقدمين على الزواج .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 22:11
المحور: كتابات ساخرة
    


نصيحة للمُقدمين على الزواج
كان ذلك قبل ما يزيد على الربع قرن ، حينها تعرفت على من ستكون زوجتي وشريكة حياتي حقا وحقيقة ، ولكي لا يذهب تفكيركم بعيدا ، فلقد تعرفت عليها بالطريقة التقليدية عن طريق احدى القريبات . مما يبرهن بأن للطرق التقليدية محاسنها ومنافعها ، وليست كلها "دقة قديمة " .
ما علينا جرت الامور كما نشتهي وصادفنا قبولا أحدنا لدى الاخر ، وتقرر موعد الزواج . لكن وفي هذا التوقيت بالذات ظهر أول خلاف في وجهات نظرنا .
حينها كانت انتفاضة الشعب الفلسطيني في أوجها ، وشعبنا يتصدى وبكل شجاعة وتصميم للاحتلال مقدما الشهداء والتضحيات يوميا ، على مذبح الحرية .
زوجتي العزيزة رغبت في حفل زواج "بطنة ورنة " ، كانت تحلم بعرس في قاعة افراح كبيرة . ندعو اليه اصدقاءنا ومعارفنا ، ونحتفل كما يجب وكما يليق .
حلمت بفرقة موسيقية تُحيي الحفل ويرقص وترقص على انغام معزوفاتها ، الشباب والصبايا ، ويتم تقديم وجبة عشاء وحلويات وفاكهة .
حلمت زوجتي "بتجلاية " العروس والعريس على أنغام " تمختري يا حلوة يا زينة " تصحبها الزغاريد .
لكنني ... وقفت لأحلامها بالمرصاد ، وأفسدت كل التخطيطات ، وقلت لعزيزتي موبخا : هل ترضين لنا ، أن نرقص ونغني ونحتفل ، نأكل ونشرب ، وابناء شعبنا يموتون يوميا في نضالهم من أجل الحرية والكرامة ؟ وهل ...وهل ..وهل..؟
وبعد أخذ ورد ، وجذب وشد ، وتخندق كل منا في خندقه وموقفه وبعد تدخل "أهل الخير " من الاهل والاقرباء ، توصلنا الى حل وسط ينص على أن تُقيم عزيزتي احتفالا لها تدعو اليه من تشاء من الاصدقاء والمعارف وتستطيع أن تستعين ب "دي جي " لأحياء الحفل . بينما أنا ومن جانبي ، لم أقم بأية احتفالات ليوم زفافي ، واقتصر الامر على دعوة اصدقائي المقربين لوجبة عشاء هادئة جدا ، في بيت أحد أخوتي ، والذي كان بمثابة الاب لي .
قبل ربع قرن ، كان الامل يحدوني ، في مستقبل مشرق ، مستقبل يستطيع فيه ابنائي أن يعيشوا ويفخروا بواقع امتهم العربية وشعبهم الفلسطيني .
مستقبل ، لا يحتاجون فيه ، الى التردد حينما يقررون الزواج !! مستقبل يستطيعون فيه ، الفرح والاحتفال دونما أي تأنيب للضمير ، اذا فرحوا أو ضحكوا أو شعروا بالسعادة !!
لكن يا فرحة ما تمت !! فقبل ربع قرن ، كانت حال شعبهم وامتهم ، افضل بألاف الدرجات
مما هي عليه الأن !!
منذ ذلك الحين ، سقط ملايين القتلى ، دونما اي ذنب اقترفوه .
لم تبق دولة عربية ، سالمة من الاذى !! أذى الديكتاتوريات ، وأذى "المجاهدين " الاشاوس !!
واقع الحال يشير الى أن روزنامة الشعوب العربية والاسلامية مليئة "حتى التخمة " بأيام القتل ، على الافكار والمعتقدات !!
لذا ، فأنني انصح ونتيجة لخبرتي ، انصح المُقدمين على الزواج بأن يحتفلوا بكل وسيلة ممكنة بزواجهم ، وأن يفرحوا ويستمتعوا وكأن شيئا لا يحدث ، أو وكأنهم يعيشون في الدول الاسكندنافية !!
وأحذرهم ايضا ، من أنهم لا يستطيعون تعويض شريكاتهم عن هذا اليوم اذا كانوا مثلي ، فالحاضر العربي ، وعلى عكس كل الامم والشعوب ، الحاضر العربي افضل من المستقبل العربي !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمجيد وتجميد ..
- حديث عابر
- الكيماوي السوري وعرب اسرائيل .
- وما اعتقلوه وما سجنوه ولكن ..
- الجهاد الجنسي بين الفقه والباثولوجي ..
- سرديتان من الواقع السوريالي .. البغل يرتدي بنطلونا..!!
- الدكتاتوريات المُستبدة والمُعارضات اللامسؤولة .
- سُكارى وما هم بسُكارى ..!! أو شخصيات تُعجبني ..
- هلوسات ....!!
- عدو عدوي صديقي ..
- ديماغوغية رقمية !!!
- قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
- تضامن ومناشدة
- اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
- الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...
- -دكتاتورية - العلمانية ..-وديموقراطية - الاصولية ..!!
- مغسلة الكلمات
- مظهر واسلام ...مظهر الاسلام المعاصر
- جدلية حقوق المجرم وحقوق الضحية
- السياحة الجنسية ...


المزيد.....




- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - نصيحة للمُقدمين على الزواج .