عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 19:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المعارضة : من تبرئة الأسد من استخدام السلاح الكيماوي ...إلى تسليمه الشرعي له !!!
د.عبد الرزاق عيد
كتب لنا عدد من الأصدقاء على (بوستنا السابق )، يطالبنا بالعودة إلى ما كتبه اليوم الشيخ معاذ على صفحته على الفيسبوك ردا على تحدينا له ...
فاستجبنا للأصدقاء وعدنا فلم نجد إلا حديثا على إحدى الفضائيات ...يتباهى بأنه والمعارضة كانوا قد رفضوا عرضا من الدول (الصديقة ) للثورة، يدعوهم ( للتفاوض حول السلاح الكيماوي مقابل (تمكينهم) من عدوهم النظام ...فرفضوا) !!، بإباءوشمم ووطنية كوميدية سوداء مضحكة وهستيرية من مرارة الألم والسذاجة (المبروكة هبلا) ، اي رفضوا أن يكونوا هم الطرف الشرعي المفاوض دوليا على مسألة كبيرة لمستقبل سوريا، بالنيابة عن الشعب السوري حول هذا الموضوع ،ليتركوه عن حسن
نية أو سوئها- لبشار أسد يستخدمه ضدأطفالنا، ومن ثم أن يكون هو المفاوض الشرعي عليه بالنيابة عن سوريا وليس معارضتها التي سبق ورفضت، وذلك لكي يستخدم هذه الشرعية التمثيلية (لتمكينه ) دوليا وكسبه لمناورات طويلة يسبح فيها بدمائنا ...
فيكون الأخ معاذ والمعارضة على طرازه (الدرويش أو ربما المتخابث بنوايا حسنة أوسيئة-المتباهي بمعارضته للتفاوض مع المجتمع الدولي ..
بذلك يكون قد قدم هدية للقتل الجماعي الكيماوي لبيت الأسد ، ثم برأ بيت الأسد من إصدار الأوامر!!! ليضع نفسه ليس في موقع التبرئة لبشار الجزار فحسب،بل ليغدو (متهما : جرميا -سياسيا) بأنه (مكّن ) دوليا لعصابة الأسد، أن تستخدم السلاح ضد شعبه، كما و(مكنها ) من كسب فرصة جديدة للتفاوض والمراوغة، وكسب الوقت الأكبر والأوسع لذبح الشعب السوري ...
ولذا علينا قبل أن نعتب على (الآخر ) الغرب وننتقد وندين تردده فيى التدخل لانقاذ ما تبقى من سوريا ...
إذ علينا أن نتساءل حول كفاءة إدارتنا المعارضة الغبية والساذجة في (دروشتها الوطنية الشعبوية الشعارية)، وذلك من خلال معارضة لم تجد خلال نصف قرن سوى ثقافة (الهويات العتيقة: القوموية أو الدينوية أو اليساروية ) التي تعادي الآخر (صوتيا )، لكنها تخدمه واقعيا وفعليا وهي تتبجح بالشعارات الوهمية الزائفة (عن يقينياتها وثوابتها المتأسنة) في قتاله ومقارعته، حتى منّ الله والتاريخ علينا بجيل جديد من الشباب (ذي الوعي المدني العالمي والكوني ) ليقوم بثورته ، ثورة الحرية والكرامة ، لكن لتأتي (عراضاتنا الشعارية ) قافزة على أكتافه، في خدمة ايديولوجيات مفوّتة وبائدة ( يسارا ويمينا )!!
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟