علي مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 18:09
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عتمة وصمت وسكون وليل قد يطول ، وآذان تصغي لصدى الصمت وموسيقا العتمة ، ضجيج الهدوء الشاحب تضفي على الموقف غموضاً وتخوفاً ، وتبعثر في الضلال أحلامنا المتعبة وأمنياتنا المشلولة وغدنا الحابل بالموت ترى من منا سيرحل غداً دون عودة، هواجس متعبة تنهال علينا من كل حدب و صوب تشوه الأمل فينا وتجهض جمال غدنا الآتي مع صوت الخراف وصياح الديوك ، تتحارب الحروب في ساحاتنا التي اخترناها ميادين للحرية والنشيد، حروب غامضة تدور في كل مكان وفق سلوك يجنح نحو الدم ويبتعد رويدا رويداً عن المعتاد من الأمور، من منا مع من ، ومن منا ضد من، والكل منا يفقد الثقة بالكل، والكل منا ضد الكل، فالجميع يدور في دوامة العبث الأرعن ، حتى نجوم السماء قد تبدلت في وهجها المعتاد أين رحل البريق منها وماذا حل بالدب الأكبر الذي ابتلع بدوره الدب الآخر الأصغر ونام ، من سرق نجمة صبحنا ،هل تبدلنا إلى هذا القدر أم أن الأمور هي التي قد تبدلت والراجح أن شيئاً ما قد تبدل فينا وغيب في ذواتنا المنهكة عشق الحياة ، أطفالنا غادروا الطفولة واللعب والبكاء باكراً واستسلموا للجلوس في زوايا الأمور بانتظار المصير،والرجال تركوا الحكمة تحت أنقاض البيوت وانصرفوا ، أما النساء فقد تركن الجمال والأنوثة بجانب المرايا المحطمة وغادرن للبحث عن عشاق جدد لا يشبهون عنترة العبسي أومجنون ليلى ، إنها أسطورة الجنون الممزق والتي احتلت حاضرنا عنوة دون رقيب محاولاً التسلل إلى غدنا الجميل الآتي لا محال، أما الحسيب فما زال يقبع في العتمة وراء أدواته المجنونة يعيد حساباته من جديد فلم يحن بعد وقت الحساب ، فقدنا مسألة فورة الدم وهجرنا الانتقام وبات كل شيء فينا كالمباح، نحصي الأيام كما كنا نحصي البعير ،إنها جدلية التلاقي مع قفر الأمور وضمور القيم وتبخر الأولويات ، سألني أحدهم كيف ستبنون كل ما خربتموه حينها شملني البعض من الألم ومحاكاة الضمير لكن سرعان ما أدركت أن مسألة البناء قد تطول لكن علينا قبل كل شيء أن نوقف هذا القطار علي مسلم- مجنون كردي من سوريا في 13/9/2013
#علي_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟