|
ونجح بوتين من جديد
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 08:08
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
بزوغ نجم سياسي لامع تمكن من مراوغة الغرب وايقاف انفرادهم بالعالم والدول الصغيرة على الخصوص،صحيح انه لم يكسب الجولات الأولى عندما كانت روسيا تصارع من اجل البقاء والنهوض ، فأنفردت امريكا في يوغسلافيا وفي العراق وافغانستان التي يمكن اعتبارها خاصرة روسيا ،وكذلك الحال في ليبيا ولم يتوقف الغرب وامريكا عد حد ،فقد وجدوا ان لاأحد يقف في طريقهم فأختاروا هذه المرة بلادا ً في قلب الصراع الأسلامي الصهيوني ،وأن انهاكها او سقوطها سيخل بمعادلة الصراع في المنطقة لصالح الصهيونية وسيتحقق هدف بروز دويلتهم والقضاء على أي معارضة لوجودهم في فلسطين . وبعيد عن المنطقة كانت روسيا ترفض ما آل اليه الحال بعد انهيار الأتحادالسوفيتي ودخول بعض دوله في الحلف الأطلسي ،ومع انها لاتزال تستشعر بعض القوة غير ان قياداتها كانت من النوع الضعيف لدرجة ان بعضهم قبل بأملاءات الغرب الذي كان يتفضل على روسيا بتطبيق ديمقراطيته والتي حملت الفساد في البلاد حيثما حلت ، فكان ظهور بوتين مفاجأة ،حيث رفض الأملاءات الغربية وديمقراطيتهم وأعتمد الطريق الخاص بروسيا ،وفي وقت قياسي بزغ نجم بوتين الذي تمسك به شعب روسيا واعاده الى الحكم لمرات عديدة ،وبدت روسيا دولة كبرى من جديد تقارع الغرب وتحاول ايقافه عند حدود يجب ان لايتجاوزها . الأزمة السورية بدى وعلى قياس الأحداث السابقة للتدخلات الغربية أن امر سوريا سوف ينتهي بسرعة وان جميع من في الحلف الأمريكي الصهيوني الغربي الوهابي العثماني كانوا يريدون الخلاص من الأمر بسرعة ، سواء للخبرة المتراكمة التي بدءوا يتمتعون بها بعد ان صالوا وجالوا في المنطقة على هواهم ، أو لأن ما يخططون له كان أكبر من ذلك فقد كان هناك لاتزال أمامهم مهمات ينون تنفيذها فايران لاتزال صامدة وهناك الصين وروسيا ذاتها ، وفوجئ الحلف الكبير ان توزيع الغنائم لم يحصل هذه المرة رغم الأنهاك الذي تعرضت له سوريا وبدى الأمر في غاية الصعوبة عندما برزت روسيا كمواجه صلب للحلف الغربي الى جانب السوريين ،ومن المفارقات أن أطرافا ً ووجوها ً تغيرت في الحلف نفسه فيما لازال بشار الأسد صامدا ً وبدى لهم من جديد صعوبة المهمة هذه المرة ،فحاولوا شراء موقف روسيا بالمال والترغيب دون جدوى . أزمة الكيمياوي في العراق أجادوا اتقان اللعبة بمهارة واستطاعوا تمرير ما ارادوا تمريره على شعوبهم والعالم ،لقد خدعوا العالم ان العراقيين الذين كانوا يرزحون تحت نير حصار جائر أنما كانوا مشغولون بتصنيع اسلحة الدمار الشامل وانهم توصلوا الى صناعة صواريخ ومدافع عملاقة ستدك عواصم الغرب وهكذا اكملوا تدمير العراق في كرة ثانية بعد ان لم تشفي غليلهم المرة الأولى ،وفي سوريا وبعد استخدام روسيا والصين لحق النقظ ( الفيتو ) شعروا ان طرقهم بدت تغلق وان عليهم اعادة لعبة العراق مع سوريا ،وابتدأت كالعادة اسرائيل تعلن خوفها من الكيمياوي السوري ،بينما لاأحد يشير من قريب أوبعيد الى السلاح النووي والكيمياوي الأسرائيلي ،وبدى الغرب يتعاطف مع مدللته ويثير الجانب الأنساني كون الحكومة السورية هي التي أستخدمت السلاح الكيمياوي وحتى قبل ان تظهر نتائج الفريق الذي ارسل لأستبيان الأمر،وقد فضحت روسيا موقفهم بعد ان اعلنت ان الجيش الذي اعدوه لمواجهة الدولة الشرعية في سوريا هو من استخدم السلاح الكيمياوي بمناغمة مع الغرب وبالفعل ضبطت حاويات من تلك المستخدمة في السلاح الكيميائي في تركيا في طرق الأمدادات والتموين التي فتحت لما يعرف بالجيش الحر . الحلف الغربي يفقد تماسكه هدً تصويت البرلمان البريطاني بالضد من ضرب سوريا أركان الحلف الغربي وتناقل الأعلام العالمي ما ردده البرلمانيون البريطانيون من ان ما حصل في العراق ، رغم الفبركة الأستخباراتية والأعلامية التي رافقته ،قد ظهر كذبا ً ونفاقا ً وان العراق قد دمر ونهب بالكامل بدون سبب واضح ،ووجد اوباما، الذي لم يكن راغبا ً بالمغامرات التي يحشد لها الصهاينة ،نفسه مجبرا ً الى الرجوع الى الكونكرس وبدى هولاند في فرنسا كمن يقف وحيدا ً في معركة هي ليست معركته فأضطر الى الأعلان الى انه لن يخوض حربا ً اذا لم يصوت الكونكرس الأمريكي لها ، وبدى انه منقادا ً الى الأمريكان وكان الأولى به ان يفعل مثل كاميرون فيعود الى برلمان بلاده ! المبادرة الروسية والوقت المناسب أطلق بوتين المبادرة الروسية التي لم تنتهي فصولها بعد وهي وضع السلاح الكيمياوي السوري تحت اشراف الأمم المتحدة ، ووجد قادة الغرب وامريكا ضالتهم في هذه المبادرة حيث انهم كانوا في مأزق حيث رفضت شعوبهم مبدأ الحرب ، بينما فقد الخليجيون ،الذين دفعوا اموالا ً طائلة للانتهاء من هذه المهمة، صوابهم وهم يجدون بشار الأسد وقد استنقذ هذه المرة أيضا ً. ومع ان هناك من يسرب ان بوتين كان قد ناقشها مع اوباما مسبقا ً ولكن في كل الأحتمالات فهي تحسب تمييزا ً للدبلوماسية والسياسة الروسية .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يريدون النفط بدون العرب
-
نستورد الماء والتمر من بلاد الصحراء !
-
الجنة الموعودة و ونشر الأرهاب
-
سمعة أوباما والحروب الجبانة
-
فرنسا.. موقف غير مشرف
-
الديمقراطية تلد ديكتاتورية !
-
يا لعار ما يسمى جامعة الدول العربية
-
العراق سببا ً لعودة ضمير العالم
-
شريعة الغاب الدولية
-
الحرب على سوريا ..السيناريو المحتمل
-
من اليأس سيولد الربيع العراقي
-
السبيل الى تحسين وجه الدولة
-
ديمقراطية صواريخ كروز
-
بين اسلحة الدمار العراقية والكيمياوي السوري
-
وعاد الأرهاب من جديد!
-
بغداد .. مدللة خانها الزمان
-
الثورة المصرية ..اختيار الزعيم
-
المقاومة اللبنانية.. منازلات خالدة
-
نجح الشعب وفشل المسؤولون
-
بوتين والموازنة الدولية
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|