أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - خربشات على مسّلة صماء














المزيد.....

خربشات على مسّلة صماء


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 01:31
المحور: كتابات ساخرة
    


قال أجدادنا عن أيلول (سيروا ولاتگـيلون) أي لا تأخذوا قيلوله أثناء المسير , فالطقس فيه معتدلا دليله نسمات نتحسسها في الأرجاء بعد أنحسار أدوار الأستحالة لشهر آب , من مذيب للمسمار في عشرته الأولى , مرورا" بعشرته الوسطى (بالنهار لهّاب و بالليل جلّاب ) حتى آخر عشرة التي (تفتح من الشتا باب) , تلك الأخيرة تسمية تهكمية حتما فكثيرا ما تأتي أثنائها موجات متطرفة بحرارة على شكل (طباخات التمر مع وغرة تخنق الأنوف و تغلق الألباب) , لا ينحسر العذاب الممنهج بتلك الدورية القدرية التي تفوق القدرات الا بقدوم أيلول ففهيه تنتعش النفوس ليتعدل كثيرا المزاج , يبدو جليا عندنا نحن المبتلين بالحر الشديد , كموروث أجتماعي يتفائل الأكبر منا بقدوم الخريف رغم أن أغلب الأمم تتفائل بالربيع , فالأمر ليس جديدا كما يستغرب البعض , كثيرا" ما شهدنا أستبشار الأقدم منّا بالثريا والميازين , فحين تظهر في السماء بحلول أيلول يواكب ظهورها أكداس السمسم و أكوام البطيخ مع مالذ وطاب , كأن خريفنا أنقلب ربيعا عامرا بالخيرات , تلك الأنتقالة تستحق أن نسبرها بالبحث والتحليل , نأتي أولا على التاريخ , لنبدأ في تحليل جينات الناس , فعراقيي اليوم خليط من عدة أقوام جميعهم أتو من من مناطق هي أخف سعيرا من أجواء هذا الوادي (وادي الرافدين) الملتهب الحار , العرب الأقحاح أتوه من اليمن التي لم يستعمل أهلها مكيفات الهواء ويكتفون بمروحه لحد الآن والقسم الآخر جاء من الشام , تلك البلاد التي يظهر الفرق شاسعا بين أجوائها و أجواء العراق نتحسسه ببضعة مترات هي الفاصل بين الحدود وكأننا ندخل من أرض الأعتدال الى سنا الصحراء , والأمر أكثر وضوحا" مع الأقوام القادمة من القوقاز و أوربا و غيرها من البلدان , (سيسيو- غرافية) تستحق التأمل والأخذ بالحسبان , نراها جلية عند عراقيي الأمس ممن مكثوا آلاف السنين كان لهم تدبير يمكّنهم من ترويض مناخ القيض من خلال الجنائن المعلقة و الزقورات بطابوقها البارد وشجيراتها التي يداعبها الهواء في كل الأوقات , فحركة الريح وبرودته تتناسب طرديا مع الأرتفاع فتغلبوا على قسوة وادي الرافدين ذي الرطوبة المشوبة بالأكتواء , هكذا أخذ أهلنا خبرتهم من أسلوب البابليين والآشوريين ليعتلوا السطوح مع جرار الماء, ومع تطور الحياة وهجوم المدنية التي حولت الحياة الى كانتونات وجدران و كتل تفصل بين مجاميع الناس (نسميها عوائل أو بيوت ) تناسى الناس أرث أسلافهم لكن جيناتهم لم تتغير , لازالت تبحث عن طقس معتدل يلجم غرابة الأطوار ويدحض تأثير تعكّر المزاج , حين نقول أن العراقيين عاطفيين فنحن لسنا مخطئين , فللعاطفة سطوة ظاهرة تعود الى صراع يتبع دوامة جدلية مابين الخضوع للبيئة القاسية ومحاولة الهيمنة عليها أو تجاهلها يدور بينهما صراع , يضيّع الأفكار والأموال, ولم نخطيء أيضا عندما نصف الصيف بتموزه و آبــه وحتى أشهر ربيعه (المحرقة) بأنها أشهر الحروب والأقتتال فطالما حصلت أثنائها الثورات (للأنصاف فأن صيف العراق يبدأ من شهر شباط حتى بداية أيلول ) , من هذا الأستقراء المترابط تبرز حاجة ملحّه الى تأسيس ثقافة تخفف من هيمنة البيئة القاسية , ببرامج تراعي تلك المعاناة , فالأستقرار المجتمعي وحتى السياسي نتيجة تتبع لتوفر مجاميع ستراتيجية من المنظومات , أولها برامج الأهتمام بالأنسان وتوفير البيئة المناسبة التي تجعله في حالة طبيعية غير خاضع لقوة قاهرة مثل المناخ تمكنت من كسر أرادتها كل البلدان (الا العراق) , ولنا في دول الخليج عبرة فبلدانهم أشد قسوة مما لدينا لكنهم روضوها لتكون متناسقة مع تطور وأنسياب الحياة , فرغم الموارد الهائلة لازلنا نعاني من شحة الكهرباء و تضائل المساحات الخضراء مع عشوائية في العمران والذي لاينسجم أصلا مع مناخ العراق , ومع سفسطائية أصحاب القرار لازال الطريق طويلا للوصول الى واقع نتغلب فيه على معاناتنا مع الحر الشديد فلا تستغربوا أن رأيتمونا نحتفل بالخريف عكس كل العالم لأنه بشارة بأنجلاء البلاء , فربيعنا وصيفنا متشابهان سيستمر فيهما الأقتتال والتظاهرات مع (العركات) بغياب الأعتدال وفقدان التأقلم المرهون بالخدمات .. أحييكم بالقرب من بابل التي ناطحت السماء .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبعت زبيد وطَرطرَت
- الشعب حي لم يمت .. ياخايبين الرجا
- تساؤلات في ليلة سقوط الفراشات
- أم سعد وحملها الثقيل
- سؤال من صديقتي في بيفرلي هيلز
- بصاق مختارين المحلة
- عراقيون بسرعة الضوء
- تعلولة عراقية تماشيا مع دعوة شيل وشمر
- مرحبا- بكم في مصانع تعليب الأرهاب
- آسفين يا جدعان الأعلام الغربي خاين من زمان
- الحدائق الخلفية تغادر العراق
- ماع المسمار .. يا أحرار
- حكومة بريئة و شعب في صمت يذبح
- راسم لايعرف الرسم
- النجدة .. صرصور في البيت
- جتّالي موش أبعيد من هاي الشكولات
- رسالة الأرهابي البرشلوني
- تشخيص دون علاج نتيجته طوفان من الأوبئة - في الذكرى الثامنة ع ...
- معارضون أم طغاة أم توائم متماثلة
- مكابدات (مونيكا) في العراق الجديد


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - خربشات على مسّلة صماء