وليد الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 01:13
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
السيدة صاحبة الأظافر المطلية
وليد الشيخ
لم يكن تشيخوف يعلم أننا سنستعين بعنوان روايته القصيرة " السيدة صاحبة الكلب " ونحيله الى يوم سعودي حول سيدة صاحبة أظافر مطلية .
ثمة رجل يطارد إمرأة سعودية لأنها طلت أظافرها ، ويطالبها بالخروج من السوق ، على مرآى ومسمع المارة ، ببساطة لأنه من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ليس صدفة أن يفعل ذلك ، ولا غرابة في الأمر .
إن مجتمعا يوافق على أن يحرس أخلاقه وسلوكياته مجموعة من الرجال المرضى نفسياً ، ويسمح لهم بالتجول في الشوارع لا لشيء سوى مطاردة النساء والتلصص على تصرفاتهن وأشكالهن والوانهن واثوابهن ، عليه (هذا المجتمع ) أن يتوقع سلوكاً مشيناً مثل هذا .
طبعا ، يمر رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يومياً ربما من أمام صغار فقراء أو عجائز محتاجات أو رجال لا حول لهم ولا قوة ، إلا أن كل ذلك لا يحرك في تلك المجموعة الآمرة بالمعروف أي شيء .
أمر واحد ووحيد يقض مضاجعهم ، ويحرمهم من النوم ، أمر واحد فقط يدور في رؤوسهم المريضة : هل ثمة نساء في الشارع يمشين دون خوف أو يمشين دون قلق ، وهل ثمة نساء يسرن الآن وهن سعيدات مثلا.
إن إمرأة سعيدة تمر في الشارع هي خطر وجودي يهدد الجماعة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر .
قبل سنوات القت الدولة في السودان القبض على إمرأة كانت ترتدي بنطلوناً ، البنطلون الذي هدد الأمن القومي . ربما وأشعل ثورات وأزاح أنظمة .
سيواصل عرب آخرون أيضاً ، تزويج صغيرات السن في اليمن الى رجال لا شك في أنهم مرضى نفسياً ، فلا يعقل أن ينظر رجل الى طفلة في الثامنة بإعتبارها موضوعاً جنسياً إلا وبه مس من غامض مريض ، لكن الأشد فتكاً تلك الثقافة الرابضة خلف عقلية مجتمع انتجت رجالاً يرون في صغيرات السن زوجات لهم .
أنجز العرب بعض ثوراتهم ، وسينجزون ثورات أخرى ، لكن الثورة الاجتماعية في النهاية هي التي ستحكم مصائرنا ووجهتنا ، إما الى مستقبل لامع ، أو الى كهوب ما قبل المدنية .
لكن سؤالاً عالقاً يظل :
لكن ألا نختلف فعلاً حول فهمنا للمعروف وموقفنا من المنكر ؟
(فلسطين)
#وليد_الشيخ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟