أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سمير عادل - محنة الأطفال في ظل البعث














المزيد.....

محنة الأطفال في ظل البعث


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 02:37
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



صحيح أن تاريخ المجتمع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 هو تاريخ سحق تطلعات وأماني الجماهير من اجل عيش افضل وحياة كريمة .لكن الصحيح أيضا هو ما يميز فترة حكم البعث عن جميع الوزارات والحكومات العراقية المتعاقبة بأنها كانت معادية لماهية الإنسان، بشكل لا يضاهي حتى أقسى الجلادين من أعداء البشرية على طول تاريخ العالم .
فالإنسان في الفلسفة والبنية الفكرية والسياسية للبعث هو "مشروع موت دائم" من اجل تحقيق أهدافه التكتيكية والاستراتيجية على جميع الأصعدة في المجتمع أو كما يعبر عنها ساسة الحكومة البعثية "الإنسان العراقي مشروع دائم للاستشهاد". فالإنسان لم يكن في معيار القوميين والإسلاميين إلا جسر للوصول إلى الغاية المنشودة لكن ما أضافه البعثيين من نكهة على تلك الفلسفة و من ثم تطويرها بأنهم اختصروا الطريق وابتدءوا من الأطفال ليحولوا حياتهم إلى جحيم لتحقيق برامجهم القومية.
أن القرار الأخير الذي أصدرته وزارة التربية في ترقين قيد طلاب المدارس الذين لا يلتحقون بالمعسكرات التدريبية الصيفية وكذلك معاقبة ذويهم تكشف عن مدى محنة الأطفال التي وصلت أليها في العراق.
فصحيح أن الأطفال لم يختاروا حسب أهوائهم أن يولدوا في عراق القادسيتين وأم المعارك والمنازلة الكبرى ..الخ لكن الصحيح أيضا أنهم لم يرتكبوا ذنبا أو جريمة عندما ولدوا أطفالا، ولا حول لهم ولا قوة كي يتمكنوا الهروب من "باستيل" صدام حسين وحزبه القومي الفاشي .
فعلى مرأى العالم خطف الموت اكثر من مليون طفل نتيجة المرض وسوء التغذية جراء الحصار الاقتصادي المفروض من قبل أمريكا وقتلت طائراتها الحربية آلاف منهم منذ حرب الخليج الثانية لان ليس لديهم القدرة على الهروب مثل الكبار واقتنصت غاراتها العسكرية بين الحين والآخر المئات منهم . وفي مقابل ذلك يستغل نظام صدام و يذرف دموع التماسيح على أولئك الأطفال عن طريق تشييع جنائز العشرات منهم في موكب جماهيري في كل مناسبة كي يستجدي العواطف ويحرك شيء ما في داخل قلوب العالم وهو لا يملكه، إذ في الوقت نفسه يسوق أولئك الأطفال إلى معسكرات التدريب في ظل الحر الشديد القاسي لصيف العراق الذي ينافس جلادي صدام حسين في قسوته اتجاه هؤلاء الأبرياء . ولم تتورع الحكومة البعثية في الإعلان عن موت العشرات منهم في تلك المعسكرات خلال السنوات الفائتة . أن نظام صدام حسين الذي يملك جيش القدس من خمسة ملايين متطوع كما يدعي،لا يكتفي بذلك الرقم بل يعمل على خطف الأطفال من أحضان أهاليهم ليسوقهم إلى معسكرات التدريب بدلا من توفير المسا بح والحدائق والملاعب ومنجزات التكنولوجية لتطوير طاقاتهم. فالنظام القومي للبعث لا يمكن أن يستمر يوما دون عسكرة المجتمع وخلق اشد الظروف إرهابا وقمعا في المجتمع وصنع بنية استعبادية تنفذ بكل طاعة أوامر الجلادين .أن هذه السياسة للحكومة البعثية اتجاه الأطفال تميط اللثام عن جميع أكاذيب وادعاءات ذلك النظام حول التباكي على حياة أطفال العراق .
أن أطفال العراق يعيشون اليوم في فكي كماشة السياسة الأمريكية الوحشية التي تفرض حصارا اقتصاديا ضاريا والحكومة الفاشية للبعث التي استغلت سياسة الحصار والتي لو لاها لما استطاعت الاستهتار بحياة الأطفال وسوقهم إلى المحرقة القومية .
أن الشيء الذي يجب أن يكون في ذهن أولياء أمور أولئك الأطفال هو الوقوف بشكل جماعي بوجه قرارات وزارة ومديريات التربية وعدم تنفيذها ، فالكل يعرف دون تخويف وبث الرعب في صفوف الجماهير لما كانت هذه الحكومة تستطيع أن تحيا يوما.والتحدي بشكل جماعي في عدم إرسال الأطفال إلى المعسكرات ستدفع الحكومة إلى التراجع عن قراراتها التعسفية . أن إصدار مثل هذه القرارات يكشف مدى الضعف الذي ينخر نظام الحكم في العراق.





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...
- كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا ...
- -المملكة المتحدة ستفي بالتزاماتها القانونية-.. لندن تعلق على ...
- 5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين ...
- مذكرة اعتقال نتانياهو.. هل تتخذ إدارة ترامب المقبلة -خطوات ع ...
- نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سمير عادل - محنة الأطفال في ظل البعث