أسماء الرومي
الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 09:33
المحور:
الادب والفن
لا تقولي وداعاً
لا تقولي راحلة
فالأرضُ وإن تعثرتْ
لكنّها لا زالتْ عطاء
والسماءُ وإن بالأحزانِ
إختلجتْ
لكنّها لا زالتْ ضياء
وانظري فهذا البحرُ
وكصفو النبعِ معه ينسابُ المساء
تطيبي بالنسائمِ
عانقي رفّةَ شوقٍ تائهةٍ
جاءتْ ترفُّ
عانقي العيونَ قربَكِ
واسري مع الشراعِ المسافرِ
بناي الوداع
صوتُ نايٍ جاء يغني
وتحتَ ضوءِ الشموعِ جاء ينحدرُ الموجُ
ومن وراء الغيمةِ جاءتْ الحمائمُ
تصفقُ بجناحِها للرملةِ الحريريةَ
يا عيونَ الوداع
لملميني من قطراتِ ندىً ودموع
واسقي قلوباً حزينةً
علّها شذىً تتفتحُ
علّ الأحلامَ تعود ُ ينابيعاً تتفجرُ
علّ قلبي ينصبُّ ناياً ، يا ساهماً
يا ناياً للبحرِ غنّى فشدى قلبي
وشدى كأسٌ ،شدى نديمٌ وحزنٌ
وتشدُّني النغماتْ
أتصفحُ الصورَ
فلا أرى غيرَ عيونٍ تستحمُ
بعطرِ البحرِ
والصوتُ شجيٌّ وقلبي
السائرِ بناي الوداع
ولكن أي صخرةٍ بين ثناياكَ يا بحر
تلك التي حملتني بهذا الناي الحزين
كنتُ أنظرُ لتلك الصخرة بين الموجِ
فطافتْ معها الخيالاتِ
طاف خيالُ عروسين جاءا ليصوَرا هنا
ومع هذا البحر
لكن الصخرةَ قدمتهما هديةً وللبحرِ
أخذهما الموجُ وأمامَ كلِّ من معهم
لا أدري لِم تخيلتُ العروسَ طائفةٌ بثيابِ
أفروديت المنسوجةِ من زبَدِ البحرِ
لتعودَ تُخلقُ مع هذا المساء السائر
بناي الوداع
وتحت ضوءِ الشموع تسيرُ الأطياف
يسيرُ الموجُ المحمّل بالزَبدِ
ويتقلبُ البحرُ وصوتُ الناي
تدقُّ الأجراس
وبالجناحِ السحري
يحملني الليلُ ويسري
كُتبتْ 9 ـ 9 ـ 2013
لوس أنجلس
#أسماء_الرومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟