محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 09:20
المحور:
كتابات ساخرة
بعد انتظار طويل عاد البجع الابيض بصحبة ابو منجل الاسود وطائر الغراب القزمي ومالك الحزين الى وطنهم في اهوار ميسان.
دعوني اقف احتراما لوزارة البيئة ومديرية بيئة ميسان لما حققوه في عودة تلك الطيور الى اوطانها فيما لم تستطع كل الوزارات العراقية وبكل امكاناتها الضخمة من اقناع الكفاءات المغتربة في العودة الى وطنهم.
الاف الكفاءات يقدمون الان عصارة تجاربهم العلمية والثقافية والاقتصادية الى بلدانهم في المهجر بينما وزرائنا والرؤوساء الثلاث يقدمون "عصارة" افكارهم في كيفية سحق الاخرين وابتداع طرق جديدة للاثراء السريع.
ليكن،البجع الابيض لم ينس وطنه ولا العراقي المغترب ولكن بين الاثنين بون شاسع.
فبعد ان مهد المسؤولون في البيئة كل الطرق لعودة الحياة الطبيعية الى بيئة هذه الطيور وجد مجلس الوزراء نفسه في حيرة اذ كيف يقنع المغتربين في العودة الى الوطن وهو اصلا لايستطيع حماية نفسه.
ذكر احد اولاد الملحة الذي يعمل مع فريق بيئة ميسان ان احد الاختصاصيين بعث برسائل اطمئنان الى هذه الطيور للعودة الى وطنها.
ولم يتسن التاكد من هذه المعلومة ولكن يبدو ان الامر مقنع في عصر ثورة المعلوماتية والتقنية التي تقفز كل يوم بجديد.
ليس هذا هو المهم، المهم كم خسر العراق بهجرة الكفاءات وكم خسر ايضا بنزوح الاف العوائل من سكناهم.
في معظم سفارات بلاد الكفار يوجد فريق من المتخصصين مهمتهم مراقبة الكفاءات الوطنية وتقديم الاغراءات المختلفة لهم للعمل في بلدانهم،اما عوراقنا العظيم فالاشتراط الوحيد للاقامة في بلدك ان تكون غبيا.. لاتناقش،لاتتظاهر،وربما لاتتنفس لان الهواء حكر على منتسبي المنطقة الخضراء.
حسنا ايها البجع لابيض هاقد عدت الى وطنك اما المغتربين الذين فارقوك منذ نهاية الثمانينات فليس لهم الا اغنية "غريبة من بعد عينج يايما".
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟