أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - قراءة في قصة الرمان المر ، تأليف ميسون اسدي















المزيد.....

قراءة في قصة الرمان المر ، تأليف ميسون اسدي


سهيل ابراهيم عيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


قصة الرمان المر ، تأليف الاديبة ميسون اسدي ، والتي اصدرت عشرات الكتب المخصصة للأطفال ، ونجحت في التقدم والارتقاء في صدارة المشهد الثقافي والادبي ، وخاصة في مجال ادب الاطفال ،زينت القصة برسومات الفنان اسامة المصري ، اصدار أ.دار الهدى ، بإدارة الاستاذ عبد زحاقة ، سنة الاصدار 2013 ، تقع القصة في 36 صفحة ، صفحات داخلية ملونة ، غلاف سميك مقوى .

القصة : تتحدث القصة عن عائلة فقيرة من ناحية اقتصادية ، حيث تم تهجير العائلة من القرية ، لتنتقل الاسرة للعيش في قرية اخرى ،الوالد متوفي والام تقوم على اعالة طفليها منى وسامر ، في بيت مكون من تخشيبة من الزنك ، والتخشيبة هي غرفة واحدة مقسمة بين غرفة نوم وصالون وحمام ، ولا مكان محدد لتناول الطعام ، بالقرب التخشيبة يقطن " ابو صلاح " رجل ثري بيته حجري ،وفي حاكورته تكثر اشجار الرمان المعروفة بمذاقها اللذيذ ، ولعاب منى وسامر يسيل عندما يتخيلان انهما يفلقان الكوز ويأكلان حباته الارجوانية . وفي احدى الليالي خطط الولد والبنت لغزو حاكورة " ابو صلاح " وبعد وضعا خطة محكمة في اقتحام الحاكورة من طرف السياج المثقوب ، دخل سامر الحاكورة واخته كانت تراقب عن كثب واتفقا على كلمة سر وهي عبارة عن اغنية، للتنبيه اذا اتفق واقتحم المكان احد الاشخاص ، وهناك واجهته عدة عقبات :قن الدجاج والكلب والسياج الشائك وخز القراص المؤلم والعتمة ، وباب بيته الذي يخرج الاصوات ، لكنه تغلب عليها ، سرق اربعة اكواز رمان لكن احدها سقط منه في الحاكورة ، لكن في الصباح تعالى صوت ابو صلاح حتى بلغ اخر القرية يشتم ويسب السارق اللعين ، ادركت الام فعلة اولادها وحدقت بأيديهما المدبوغة باللون الاحمر القاني ، لم ترض بعمل الحرام ، اصطحبتهما الى دار "ابو صلاح" وحددت لهما العقاب ليعملوا طول اليوم عند "ابو صلاح" دون اجر فأصبحت ايديهما سوداء واصبح مذاق كل طعام مر كالعلقم .
رسالة الكاتبة : حملت القصة في طياتها عدة رسائل قصيرة ولكنها قوية منها :
- الفقير ليس فقير المال ، انما فقير الكرامة ، الام رغم فقرها لم تقبل التستر على جريمة سرقة اولادها لأكواز وهي بنفسها اقتادتهما وحددت لهما العقاب .
- السرقة مرفوضة اجتماعيا واخلاقيا ودينيا واقتصاديا ، والسارق يجب ان ينال عقابه ، لكن هنالك فئات معينة في المجتمع تشجع السرقة عن طريق غض الطرف او اعطاء شرعية للسرقة من الاغنياء او الاموال العامة او الحكومية بحجج واهية وشعارات براقة جوفاء ، السرقة هي سرقة لا يهم قيمتها او مصدرها .
- ليس بالضرورة الغني هو شرير وظالم ، ابو صلاح كان يمنح الاطفال اكواز الرمان المعطوبة من طرفها ،ومنح الاسرة قطعة ارض لبناء تخشيبة لقاء العمل لديه .وهنا الكاتبة حاولت تغيير الفكرة والصورة النمطية عن الاثرياء .
- اللاجئ في الداخل او الخارج ، هو انسان له كرامته وله كيانه واحلامه ، في الاصل قد يكون ترك خلفه البيوت العامرة والقصور واراضي والخيرات ، لكن الظروف اجبرته على حياة اخرى مجبولة بالفقر والعوز ، على المجتمع دعم مثل هؤلاء نفسيا واقتصاديا من باب " ارحموا عزيز قوم ذل ".
- مهما كان اللص ذكيا قد يترك الاثر ويعرف .
- الاعتراف بالذنب فضيلة .
- العقاب يجب ان يكون تربويا لتصليح الخطأ وليس العقاب الجسدي هو الحل.
- الطفل يتمتع بذكاء كبير وقادر على التخطيط والتدبير مثل الكبار .
- السارق وان نجا لا يمكنه ان يذوق الطعم الحلو او ان يرتاح نفسيا ،لان شبح فعلته السوداء يطارده في كل زمان ومكان "ومال الحرام لا يدوم" .
- ضرورة المحافظة على النظافة مثل غسل الايدي بعد تناول الطعام ولملة قشور الرمان حتى لو كانت مسروقة !.
اسلوب الكاتبة : نجحت الكاتبة ميسون اسدي دخول عالم الطفولة وروعته وشقاوته وعالم الفقراء والصراع بين الفقر والكرامة وقامت بتوظيف العديد من الكلمات بصورة ناجحة وموفقة مثل " يغزوا " ص2 ، " حاكورة " ص2،" يفلقان الكوز " ص 8 ." البرميل الرابض " ص 24 ،فاختبأ في أجمة القراص " ، ص26 ،" اخذت تقرقر " ص 26 ، " عنتر كلب ابو صلاح " ص 28 ، " انبطح على بطنه وزحف خارج الحاكورة " ص 30 ، "لملما القشور " ص 30 ،" " خلدا الى النوم فرحين " ص 30 ، "واكفهما مدبوغة باللون الاحمر القاني .."، " شك الدخان " ص34 ، ونجحت الكاتبة في شد القارئ من بداية القصة حتى نهايته ، للقصة ابعاد فلسفية واخلاقية وتربوية ، وتحاول معالجة ظواهر معينة تطفو على السطح بأسلوب ادبي شيق .
ملاحظات على هامش القصة :
- الكاتبة ذهبت بعيدا في الضربات التي تلقتها الاسرة : التهجير ، خسارة الاملاك ، اليتم وموت الاب المعيل الوحيد ،الفقر المدقع ، ايدي الاطفال "اصبحت سوداء ومذاق كل طعام يلمسانه مرا كالعلقم " ، قد يشعر القارئ ان الكاتبة حملت النص الكثير من الصور القاتمة ،وهذه المرة تجنبت النهاية السعيدة للقصة .
- الحوار الداخلي غير مقنع ص28 " كيف لم يعرف سامر بوجود الكلب داخل الحاكورة ؟..عرف بالطبع ، وكان قد احضر معه قطعة لحم اذا هجم عليه "
خلاصة : نجحت الكاتبة في ايصال رسالتها بشكل واضح ، وفي طرح قضايا هامة سياسية واخلاقية وفلسفية واعطاء بعض الحلول ، وان كانت الصورة قاتمة ، وربما الصورة في الاصل والواقع ايضا قاتمة والكاتبة فقط رسمت الواقع دون رتوش او انها تعمدت طرح الموضوع بهذا الشكل المتطرف لجذب واستنفار القارئ وتفاعله ، وهذه القصة من انجح قصص الكاتبة ميسون اسدي ، لأنها وصلت الى عالم الطفل وافكاره والطفولة وشقاوتها وحلاوتها .

اسئلة حول القصة :
- صف العلاقة بين سامر واخته منى
- لماذا حلم كل من سامر ومنى بغزو حاكورة ابو صلاح ؟
- ما هي العقبات التي وقفت امام اقتحام سامر للحاكورة ؟
- كيف تغلب سامر على كل هذه العقبات ؟
- كيف عرفت الام بان سامر ومنى هما السارقان ؟
- كيف عرف ابو صلاح بانه تعرض للسرقة ؟
- ما رايك برد فعل الام ؟
- ما رأيك بالعقاب الذي فرضته الام ؟
- صف شخصية " ابو صلاح " .
- كيف انقلب حياة الاسرة بعد تهجيرها ؟
- اكتب نهاية اخرى للقصة .
- هل نجحت الكاتبة في ايصال رسالتها ؟
- اقترح حلولا لمعالجة مشكلة الاسرة ؟
- ما الفرق بين سرقة كوز الرمان واغراض اخرى ؟
- شخصية اعجبتك من بين شخصيات القصة ولماذا ؟
- اذكر حادثة وقعت معك مشابهة لأحداث القصة .



#سهيل_ابراهيم_عيساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة -أمي وأبي منفصلان- ،تأليف حنان جبيلي عابد
- دِراسَة ٌ لِقصَّة - يارا ترسمُ حُلمًا - للشاعر والكاتب الأست ...
- ما أرخص الدم العربي
- قراءة في قصة - ملابس احمد ..تصرخ - تأليف ليلة حجة ،بقلم سهيل ...
- رحيل الشاعر مصطفى مراد وايام من الذاكرة
- مصر تدخل في نفق مظلم
- كفرمندا تحتفل بمشروع القارئ الصغير والكتابة الابداعية
- ادب الاطفال رسالة وامانة
- قراءة في قصة كيف اصبحت ممثلة ؟ ، تأليف الاديبة ميسون اسدي، ب ...
- قراءة في قصة الحلم تاليف مجموعة طلاب
- قراءة في قصة زفاف حليب وشوكلاطة ، تأليف سهيل كيوان
- قراءة في قصة من هو صديق راني السري ؟ تاليف جودت عيد
- ندوة في مدرسة ابن سينا في كفرمندا بمناسبة اصدار كتابي - اورا ...
- لقاء مع الشاعر والأديب سهيل عيساوي من كفرمندا اجراه حاتم جوع ...
- براءة المسلمين وادانة امريكا
- صدر كتاب : كواكب مضيئة في سماء كفرمندا
- الضمير العالمي في اجازة مفتوحة
- حكم هزيل على مبارك اغتيال للثورة وصفعة للثوار
- صدر حديثا -كتاب الحلم- قصة للأطفال
- الاديب صالح احمد يمسك بمنابع الفلسفة في كتابه -العمق الفكري ...


المزيد.....




- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
- وفاة صاحبة إحدى أشهر الصور في تاريخ الحرب العالمية الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - قراءة في قصة الرمان المر ، تأليف ميسون اسدي