نبيل علي صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 16:41
المحور:
الادب والفن
ابو حيدر استاذ مدرسة، يعني مربي أجيال، عمره بحدود الخمسين سنة او اكثر قليلا، ناجح بعمله، وهو محبوب جدا من قبل طلابه واهله ومجتمعه المحلي بالقرية التي يسكن فيها مع عائلته واهله..
كما انه للانصاف انسان بسيط، وشفاف، واضح قصير اللسان، لا يتدخل فيما لا يعنيه، لا يعرف الكره، ولا طريق للحقد إلى قلبه وفكره..
بمعنى أنه كان يعيش ليومه، ومستقبل اولاده.. ويمكن أنه لا يعرف أن يحمل سلاح فضلا عن كونه غير قادر أو جاهل بكيفية استعماله..
والدليل على نجاحه المهني والعملي، نجاحه مع اولاده واسرته.. فالكل متعلم وجامعي، مع تربية واخلاق وطيبة ريفية اصيلة، وجود وكرم جبلي اصيل.. كل هذا الكلام والحكي، لم يأت من فراغ، بل من تجربتي معه، ومع أهله، واخوته، يعني انا لي تجربة واحتكاك معه.. أي أنني أعرفه عن كثب...
أبو حيدر عنده ابن وحيد سنة ثالثة هندسة ميكانيك من الاوائل عالجامعة باختصاصه (هندسة قوى)..
رزق به مع خمس بنات (صبايا) فيهن الطالبة والتلميذة والجامعية، وما شاء الله عليهن، جمال ملائكي، وأدب جم، وأخلاق وعلم ولطافة وكياسة..
القصة بدأت صباح الاحد 4/8/2013عندما كانوا (أسرة أبي حيدر) نائمون جميعا في بيتهم الريفي المتواضع والبسيط بقرية "بلوطة" الواقعة شمال اللاذقية.. عحيث قامت مجاميع من كتائب وعناصر مسلحة قادمة من أقاصي الدنيا في الشيشان والسعودية وتونس وليبيا، (ومن جيرانهم بالقرى المجاورة للأسف!!!) بالهجوم على عدة قرى من بينها بلوطة (المتاخمة تقريبا لدورين وسلمى) ومرصد الشيخ نبهان، فسقط على اثر الهجوم من سقط ومن بينهم ابو حيدر، ووحيده الشاب الجامعي أمام منزلهما...
...مات وقتل واستشهد هذا الرجل المعلم والانسان البسيط والمزارع النشيط، على مدخل بيته، ولم يقتل هاجماً كالوحش البدائي على بيوت وحرمات واعراض الاخرين!!!!!!!!..
وقتل المسلحون معه ابنه الوحيد.. وبعدها اختطفوا –من جملة ما اختطفوه- زوجته وبناته الأربع (الخامسة نجت بحكم وودها مع زوجها بالمدينة)..
ولا يعرف احد عنهن أي شيء، حتى تاريخه سوى كلمات ووعود واماني وادعية وآمال عريضة..
رحمك الله يا ابا حيدر، ورحم الله ابنك الوحيد.. دماؤكما الزكية روت ارضكما الطيبة امام ذلك المنزل الريفي البسيط المتواضع، وليس أمام منازل الاخرين، حيث تلك الوردة، وتلك التينة والتفاحة وعريشة العنب التي اطعمتنا منها (أنا وزوجتي وابنتي)، قبل ان نشرب فنجان القهوة، في ذلك اليوم الصيفي الجميل ذي الهواء العليل في قريتكما الجميلة الوادعة، من عام 2011...
سوريا يا حبيتي.. اعيدي لي كرامتي .. اعيدي لي هويتي........ بالحرب والكفاح، وشعلة الجراح تنير درب ثورتي.. يا يا يا حبيبتييييييييييييي..!!!..
#نبيل_علي_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟