|
مظفر النواب أمام وعود متجردة عارية ..
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 02:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مظفر النواب أمام وعود متجردة عارية .. جاسم المطير
فرضية العلاقة بين الشاعر مظفر النواب والسلطة الحاكمة في العراق - في مختلف العهود والعصور- هي فرضية الحكام الساعين لإيجاد علاقة ذات توصيف ومعالم أساسية تميزت مفاصلها بأنها محاولة تحويل قصيدته الثورية إلى دخان وهي لهب، إلى إغواء وهي بهجة ، إلى شلل بينما هي أعلى شكل من أشكال النشاط والحركة. من أجل هذا كله حاولت جياد السلطات العراقية المتعاقبة أن تقلب عربات شعره ذات العجلات الحمراء الثائرة وذات العبق الفواح من خبز الفلاحين. اكتفى هذا الشاعر في كل لحظة من حياته المذهلة البالغة حتى الآن 79 عاما بأن يتشارك ضميره مع أبناء الشعب في حبهم وغضبهم، في بؤسهم وبهجتهم، من دون أن يغتبط بربيع الحياة وظلال الحياة المريحة الوارفة المترعة وهو ابن عائلة بورجوازية ثرية لكنه بقيَ متشابكا مع ارتعاش أرض الفقراء والكادحين ، مداوما على مواصلة إبداع كماله الشعري داخل العواصف النضالية وخارجها، متحملا أمواجها من دون ألمِ رياحها وقسوة غبارها فقد ظل قلبه مرتبطا بالشعب وفقرائه، الذين ظلوا هاتفين باسمه عن الريل وحمد، وعن موت العصافير ، وعن الضابط الشهيد في مصر ، وعن القدس عروسة العرب والمسلمين ، وعن سعود وعن كل الأحزان والحروب وصفير الطلقات حتى غدا اليوم وحيداً. لقد تحوّلت ذاته النجيبة إلى مجرد صمت على فراش المرض بعد أن كان فارسا شعريا يضرب بسيف الهجاء كل جمهوريات وممالك البؤس والقمع والجوع والشقاء في أرض العرب على صهوة جواد قصائده الجوالة ، يهجو في أبياتها المضيئة ، بجرأة ، كل الحكام العرب .. ذات يوم من أوائل عام 2013 وجـّه رئيس الوزراء نوري المالكي وزارة الثقافة العراقي بتكريم الشاعر مظفر النواب، محمّلاً إياها نفقات علاجه. ذكر بيانٌ لمكتب المالكي ( أن رئيس الوزراء نوري المالكي وجه بقيام وزارة الثقافة بتكريم الشاعر المبدع مظفر النواب الذي يقيم حالياً في بيروت، وتحمل نفقات علاجه) . كان ذلك في آذار الماضي حين انطلق صوت حكومي عراقي جديد تحت غطاء من (المكارم) فقد انتشرت في بعض الصحف العراقية (ثرثرة رسمية) من نوعٍ ما قيل فيها أن الدولة العراقية قررت أن تزوّد القصيدة العراقية المناضلة بما يجعلها في حالة انتشاء وإبقاء أجراسها صادحة من خلال مراسيم تكريم شاعرٍ عراقيٍ يعانق منذ عامين أمواج مرض يتصاعد به إلى جلال الصمت الإجباري، ومن خلال مراسيم توفير حاجات الرعاية الطبية لكي لا يظل مظفر النواب بقامته السامقة طريحا فوق فراش المرض وفوق عرش السبات القاسي. لم يلتفت أحد من مسئولي وزارة الثقافة ولا من مسئولي السفارة العراقية في بيروت ، إلى غاية هذه الثرثرة الصحفية.. هل هي حلم أم هي خداع سياسي أم هي حظ سياسي يقايض حياة الشعر الشعبي العراقي بغايات انتخابية تحت راية رسمية مترعة بـ(دعاية سياسية مجردة) هدفها تصوير دور الحكومة أنها لا تنسى شاعر شعبها وتسعى أن لا ينكسر غصن القصيدة الثورية الذي حمله شاعر الشعب مظفر النواب منذ أكثر من نصف قرن في النوادي والمقاهي والسجون وفي محافل العشق العراقي والغضب العربي.. كانت تلك الثرثرة عاكفة على نشر دعوى إنقاذ هذا الشاعر الفذ من مرضه وتكريمه بما يستحق قبل أن يغادرنا إلى الأبد ليغدو مجرد رمز في رحاب النسيان بعد أن عاش حياة قاسية كلها فخاخ وأشواك منذ العهد الملكي في العراق ومن ثم بطش الانقلابيين في شباط عام 1963 وعام 1968 حتى مرضه الصعب بوسط دمشق أولاً وبوسط بيروت أخيراً . الإنسان العراقي في الريف والمدينة يدرك حق الإدراك أن وجود مظفر النواب لن يزول من ذاكرته سواء كان في الغربة السورية السابقة أو في الغربة اللبنانية الحالية ، سواء كان مرميا على تراب سجن نقرة السلمان البغيض أو كان على فراش المرض في بيروت وهو يكتسي ، في هذه الأيام، رذاذ نسيم البحر الأبيض المتوسط وحيداً في سباتٍ لا أحد يرعاه غير صديقه المخلص (حازم الشيخ) بسعيه الدءوب من اجل أن لا تـُحجب الشمس عن وجه مظفر النواب . يلف هذا الرجل الصديق المخلص حوله ، أخبار الضحايا والبؤساء في العراق والعالم كله قارئا له رسائل الأحباء، متخطيا الخوف والعذاب ، ليمد كل يوم حياة شاعر الشعب بشذا ونبض الحياة حينما يكون يقظاً في ساعة من ساعات الليل أو النهار . لا يطاول هذا الرجل الوفي كربٌ ولا ترددٌ ولا مللٌ ولا كللٌ جراء ما يبذله من جهود متواصلة 24 ساعة في اليوم الواحد لكي يساعد الشاعر الطريح على نيل العلاج الطبي، والتوقير، والراحة، ولكي يمنع عنه صفير العزلة وظلالها . مع الأسف الشديد أن الخطر الأقصى والأشرس الذي يواجهه الآن مظفر النواب هو خطر المرض الذي يستهدف التنكيل بذاكرته الوطنية رغم أنني اعرف مظفر النواب ليس شاعراً جماهيرياً حسب، بل مناضلا لا يأبه لأية مصيبة ولا يصاب برعب المرض، مهما كان نوعه ومداه. كما أعرفه أنه لا يريد أن يكون عبئاً على أحد ، لا على عائلته ولا على أصحابه ولا على دولته. لا بد من التذكير أنه ذات يوم من أيام عام 2009 احتل موقع الزيارة في بيت الشاعر بدمشق وفدٌ من دولة العراق وحكومته كان من ضمنه اثنان من المسئولين الحكوميين الكبار بصحبة أحد الوزراء وقد ظن الوفد أن مظروفا ابيض يضم 50 ألف دولار قدمه الوفد يمكن أن يستحضر الفرح والرضا والامتياز لدى شاعر اسمه مظفر النواب..! لكن هذا الشاعر وجد ملاذه في تلك اللحظة في التزامه الإنساني بقضايا الشعب العراقي بلا مال وبلا أي مقابل. اكتفى ، خلال تلك الزيارة ، بتقديم شكره إلى الوفد الحكومي رافضا بعناد ٍ نقـّي ٍ وبكبرياء شعر وشاعر استلام المبلغ، رغم إلحاح السيد الوزير، مساءلاً جميع أعضاء الوفد عن حقه في راتب تقاعدي باعتباره موظفاً سابقاً في وزارة التربية العراقية طالباً من أعضاء الوفد تقديم مساعيهم في حث الوزارة لكي يكون راتبه التقاعدي وتراً في قيثارة قد تساعده على مواصلة الحياة الكريمة يظل فيها مغنياً بشعره الإنساني العميق . رغم وعد الوفد الحكومي بأنه سيضمن حق الشاعر بالراتب التقاعدي لكن الصمت ظل منذ ذلك الحين يسري في أوصال حقوق مظفر النواب التقاعدية من دون أية إشارة من أي واحد من أعضاء الوفد حتى ظل قابعاً في غربته الدمشقية ولاحقاً في غربته البيروتية ، يلتف العدم المالي حول حياته وهو مقيد العينين والأذنين والفم والقلم وما بوسعه غير أن يحس بالمرض وحده، بل يحس بضراوة مواقف الذريـّة الحاكمة في العراق الجديد المتلاعبة بألفاظ المحبة والحرية والديمقراطية وغيرها من الألفاظ والكلمات المضطرمة شكلياً لكنها جرداء فعلياًً. ما استطاعت حكومة العراق أن تلحظ واقع حياة مظفر النواب وصعوباتها الحالية لكن أخبار الصحف العراقية في آذار الماضي صفـّقت لقرارٍ مكسوٍ بـ(الفضل) أصدره مكتب الأمانة العامة لمجلس الوزراء بأن أمراً صادراً من رئيس الوزراء السيد نوري المالكي يقضي بتكريم مظفر النواب والتكفل بعلاجه وقد كان لهذا الخبر ،بوقته، صدى إيجابياً كبيرا في رحاب الشرف الثقافي بين مثقفي العراق كافة ، غير أن شجرة التكريم المرسومة في بيان رئيس الوزراء لم تينع ولم يحظ َ الشاعر بنبل العلاج .. لقد قضى مظفر النواب جُلّ سنوات حياته يقرأ ويكتب متذكراً تاريخ نضال الشعب العراقي كله. لن تثنيه عن ذلك أية حالة طارئة. لكن النسيان ظل مغمغما في دوائر وزارة الثقافة وفي مجلس الوزراء حتى صار مفهوم التكريم عندهما دخانا إعلامياً سرعان ما تبخر. التكريم الحقيقي للشعر والشاعر هو في إشادة نصب تذكاري لمظفر النواب في أثناء حياته وليس بعد مماته، هو في إشادة صرح وجود القصيدة النوابيـّة التي لقنتْ الظالمين ، باللوحة الشعرية وبالذاكرة البلاغية، دروساً لا تنسى عن الأشباح الهائلة المتعاقبة على عرش بلاد النفط والخيرات فيما بين النهرين . إن قيام نصب تذكاري في بغداد هو نصب ليس لبؤسها ولطبيعة تاريخ عذابها، بل نصب لحرير مستقبلها يجعل الأجيال القادمة قادرة على البحث والتساؤل في (قصائد شاعر) عن (تاريخ) نضال الشعب العراقي. التكريم الحقيقي هو استحضار كل الإمكانيات المالية والدبلوماسية من قبل حكومة بغداد وسفارتها في بيروت لكي يبقى شعر مظفر النواب درباً من دروب الحرية وأن يبقى قيثارة حب في غمار المطر العراقي. من الضروري أن يكون الاستحضار الحكومي في أوله بتسفير مظفر النواب إلى مستشفى ألماني وجد فيه ذات يوم التزاما إنسانيا من قبل أطبائه أو إلى مستشفى أمريكي وجد فيه ذات يوم التزاما أخلاقيا من الطبيب العراقي الموهوب عزيز الشيباني الرجل العراقي الشهم الذي تتعثر أمامه الأمراض الصعبة . نعم إن أمام الحكومة العراقية واجب اللحظات الأخيرة فإذا ما ضاع هذا الواجب حينئذ سيقول الندم كلمته الحادة : لا عودة إلى وراء. إن العقل الإنساني والعقل الطبي يؤكدان أن واجب العمل العلاجي اليوم ..اليوم وليس غدا . يؤسفني القول للقراء العراقيين الأعزاء ولكل الشعراء العراقيين أن مسئولي تنفيذ (المكرمة الحكومية) بتكريم مظفر النواب ما زالوا يدخنون سجائرهم بصمت من دون زيارة الشاعر المريض وتفقــّد حاجاته ومن دون حتى مكالمة تلفونية استفسارية من أي موظف في السفارة العراقية بلبنان مما يبرهن أن قرار الحكومة العراقية نثرٌ في الهواء ليس غير .. يا لذلك الألم الكبير الذي تحسسته وأنا أتحدث ، تلفونياً، مع قلب حازم الشيخ المتوجع إلى حد الرهبة، حين لم يجد قرار الحكومة العراقية بإعلان التكريم والعلاج الطبي سوى شكل من أشكال الإعلانات الحكومية الدعائية على جدران الانتخابات البرلمانية وغيرها، التي لا تترك في قلب الشاعر مظفر النواب غير الدم والألم والظلمة. مظفر النواب ليس هبة رياح عراقية ثورية حسب، بل هو قطار عراقي حمل على ظهره خلال ستين عاما نحيب الليل العراقي، كما فتح الأنفاق تحت أبواب سجون الطغاة محرراً نفسه منها ، وهو فنان تشكيلي رسم أمطار النضال العراقي الهطالة في الساحات كافة. كما أنه فنان مسرحي خاض غمار إشعال مصابيح المسرح . لذلك فأن هدأة الثقافة العراقية لن تكون حاضرة في المشهد العراقي ما لم يتحول قرار التكريم إلى شجرة نامية في محور الحياة العراقية الجديدة . إن واقع إهمال الدولة العراقية لرمز من رموز شعبها من أمثال مظفر النواب يشكل ظاهرة مزدوجة الأسباب فهي من ناحية أولى تعبير عن خللٍ ثقافيٍ في دعم الشعراء والأدباء والفنانين العراقيين، في أواخر أعمارهم، لا يعني غير انغلاق الدولة على وسائل التعبير الإبداعي . وهي من الناحية الثانية تعبير عن تعارض موقف الدولة مع منطق العصر الذي أولى فرضياته الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته وتوفير الرعاية الطبية الكاملة للمواطنين جميعاً.. تـُرى هل يرفع الأمل إصبعه لإدانة أولئك السياسيين القادة في عراق اليوم من الذين لم يشاهدوا لؤلؤ قصيدة مظفر النواب..! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 3 – 9 – 2013
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكثرية نواب البرلمان يوزوزون ويوطوطون ويطنطنون ..!
-
الشرطي المخنث صياد أعمى ..!
-
صدّق أو لا تصدّق .. راتبي التقاعدي نصف دولار فقط ..!
-
مسلسل (حفيظ) مرتبك لم تكتمل عناصره..
-
نوري المالكي يسوق العربانة بيد والسندويجة بيد أخرى ..!
-
الوقفان السني والشيعي مؤسستان للعميان ..!
-
جواد البولاني .. رجل مناسب في مكان مناسب ..!
-
بعض هواجس العلامة إبراهيم السامرائي على صفحات رسائله الشخصية
...
-
دولت الرئيس يبلع البيضة المسلوقة بلعاً..!
-
فنانون عراقيون يسهرون مع الحكومة .. ومصريون يسهرون مع الشعب.
...
-
النواب منشغلون بأمور الزبالة والصرف الصحي والظهور بالتلفزيون
...
-
دفاعاً عن زعيم الكهرباء الدكتور حسين الشهرستاني..!
-
الحكام الطغاة آخر من يعلم ..!
-
من أين لك هذا ..؟
-
التلفزيونات العراقية لا تبتكر جديدا.. إنها تقدم تفاهات ..!
-
محافظ البصرة يبحث عن الطاقة الشمسية في الفاو ..!
-
تجاوز التشكيك في إشكالية ثقافة الشعر ..
-
حامد أيوب : تراثٌ شيوعيٌ، نورُه حياة وجذرُه شجرة ..
-
سفينة نوح وسفينة نوري المالكي ..!
-
في احتفالية العاصمة الثقافية .. بغداد بين اليأس والسطوع ..
المزيد.....
-
حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة
...
-
من ماسة ضخمة إلى أعمال فنية.. إليك 6 اكتشافات رائعة في عام 2
...
-
بيان ختامي لوزراء خارجية دول الخليج يشيد بقرارات الحكومة الس
...
-
لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والا
...
-
20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كا
...
-
من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأم
...
-
مستشار خامنئي: مسؤولون أتراك حذروا إيران من إثارة غضب إسرائي
...
-
الحكومة المصرية تفرض قيودا على استيراد السيارات الشخصية
-
-الإمبراطور الأبيض-.. الصين تكشف عن أول طلعة جوية لطائرة من
...
-
الجيش الإسرائيلي: القضاء على قياديين 2 في -حماس-
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|